أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال شاكر - الانتخابات العراقية حذاري أن يستغرقنا التفاؤل















المزيد.....

الانتخابات العراقية حذاري أن يستغرقنا التفاؤل


طلال شاكر

الحوار المتمدن-العدد: 1405 - 2005 / 12 / 20 - 11:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نجحت الانتخابات العراقية،في شكلها ومضمونها ورؤيتها الاولية. وكان ذلك بحد ذاته انجازاً تاريخياً
لشعب لم بشارك في عملية انتخابية بهذا الحجم وهذا التأثير. مما يظهر عمق التغيرات السياسية
وإستحقاقاتها التي أحدثتها عاصفة التاسع من نيسان في بلادنا ،وكتجلي لخصال شعب اصيل يحمل الامل والتفائل وهو في ذروة المواجهة والتحدي. في هذا السجال الانتخابي تقدم المتهم بالاستحواذ على البلد والمحروم منه ليشاركا في هذه الانتخابات، محتكمين الى صناديق الاقتراع لاول مرة، بالطبع ، دون
التخلي عن الاستقواء بمنطق الولاء الضيق، بتجلياته المختلفة للعرق اوالطائفة وهذا ايضاً من مفارقات الواقع العراقي المذهل. وبرغم ذلك، فهذه لاشك خطوة عقلانية مهمة لقوى غالباً ماازدرت الخيارات الديمقراطية في ممارساتها السياسية ، والايام ستكشف مدى مصداقيتها...؟


كانت الانتخابات مهرجاناً للديمقراطية، وعرساً لها ولكن بأي معنى ومن اي منطلق وهذا ماأوضحه؛
لقد شاركت في هذه الانتخابات كمواطن عراقي، بكل انتمائي وحسي الوطني تراودني احلام وامنيات
ندية لوطني الذي اعشقه ، لكن بكل اسف، كانت مشاركة بخيار قلق ورؤية تبحث عن مشروعهاالوطني تحت ضغط الكم الكبير من الخيارات الملتبسة لقوائم وكيانات تواترت ببرامجها وخطابها وشعاراتها الى الحد الذي اعيت فيه المواطن العراقي.


، كنت ابحث عن خياري الوطني بين القوائم المتنافسة، بأرادة الوطني المهموم ، على وطنه والخائف على مصيره في ظل ظروف سياسية معقدة، تحمل تحدياتها الجدية بين تكتلات طائفية وعرقية ونزاعات سياسية واجتماعية مختلفة، بينما هنالك شعب اعياه الصبروهو ينتظر الوفاء لحقوقه من الاستحقاقات
الاقتصادية والتنموية الى الصحية والمعاشية والبيئية، في ظل نوازع الاحتقان والريبة التي لم تستقر...، على حساب وطن ضاعت ملامح هويته وصار مصيره معلقاً بمواقف ومصالح هذه الكيانات المتصارعة على النفوذ والاستحواذ، التي غدت أهدافاً رئيسية لها لتعزيز هيمنتها على جغرافيتها السياسية، لفرض الامر الواقع، والتي صارت تتحكم فيها كاقطاعيات سياسية بعناوين مستحدثة في جسد وطن معتل. كنت اتمنى ان اكون مفرطاً في تفائلي الى حد الخيال والحلم، بيد ان واقع الحال اصدر تحذيره المبكر الي بأن اكون واقعياً، فذلك اجدى وانفع لوطني ومشروعه الديمقراطي المنتظر؟ في خضم هذه العناوين
المستعصية، ماذا سيفعل خياري الحائر؟واين ستقودني همومي، وفي اي قائمة ستتلاشى امالي وانا ابحث
عن راحة هذا الوطن المعذب منذعقود دون ان افلح ؟




نعم كانت مشاركة انتخابية واسعة ومتنوعة، اظهرت قوة التصميم والامل لشعب حي يريد نهاية لمأساته
وعذاباته في ظل وطن يظلله الامن والاستقرار وألاعمار، غير ان واقع الامر يشير الى خلاف ذلك بكل
اسف فالديمقراطية طريق طويل ومعقد في بلد ليس في تقاليده السياسة ما يشيرالى مرتكزات ديمقراطية وحقوقية تضمن انبثاق ثقافة سياسية تتجاوب بطريقة فعالة مع مفهوم الاخر ومعنى التعددية السياسة
وقبول مبدأ التداول السلمي للسلطة ضمن المعاييرالديمقراطية في مفهومها الحضاري دون مقاومة اواعتراض عنفي. وهذا ماتنافر مع مسارووجهة الانتخابات الاخيرة، وبخاصة مع عقيدة وثقافة القوى التي لاتستوعب رؤية الاخر يحقق انجازات انتخابية في بيئتها المغلقة؟. لقد دخل (العرب السنة) بثقل يتوازى وهاجسهم وخوفهم من التهميش والعزلة، تحت منطوق طائفي لاتخطئه العين بغض النظر عن العناوين الوطنية والقومية الفضفاضة التي رفعتها قوائمهم، بأ لتحام سافر مع قوى بعثية ومجاميع مسلحة
تحت يافطة (المقاومة) أنها رسائل عزاء تقرأ في العرس الانتخابي بكل صلافة، ومع ذلك يبقى الامل قائماً بأن تدرك القوى الحية بين العرب السنة بأن دروب العنف واحتقار المعطيات الجديدة لن يجلب ظفراً او تغييرا لصالح المشروع الوطني الذي يتحججون به، مما يعني التحول نحو الكفاح السياسي بقراءة وخطاب جديدين وهذا اضمن لدعم وحدة العراق وهو يواجه مخاطر متعددة واهمها وحدته وخياره الديمقراطي.

في هذه الحالة علينا ان نعترف كقوى ديمقراطية ان هنالك اختلالات في الموازين السياسية لصالح القوى الطائفية والانعزالية، ولم ينضج بعد بدرجة كافية ومؤثرة المشروع العلماني بمواصفاته العراقية، لضعف قواه وتشتتها ووهن تاثيره على مكونات الشعب العراقي لاسباب مختلفة ، وهذا بالتاكيد ليس
رفضاً للتنافس الديمقراطي لانداد اقوياء تدعمهم جماهير عريضة عليك احترام ارادتهم . فالامر
لايتعلق بخصوم لاتريد احترامهم اوتخشى التنافس االديمقراطي معهم، بل لانهم مخيفون وغير متمدنين
في اساليب تنافسهم ، وهم يملكون رؤية وأجندة تتقاطع مع المشروع الديمقراطي الذي هو المنطلق الاول والاخير لبناء وطن يحتضن الجميع وهم احرار فيه. ان الدرب طويل وطويل وخيار القوى الديمقراطية المفتوح, هوبناء وتقوية مؤسسات المجتمع المدني، وترسيخ مبادئ حقوق الانسان والامل في تعديلات دستورية تستجيب لهمو م الوطن والشعب بطريقة غير مقيدة وضمان الحريات والاختيارات الشخصية،
والدفاع عن حرية العمل السياسي وطرح برنامج وطني ملموس، يستجيب لفكرة عراق وطني غيرموزع
بين هويات طائفية وعرقية. ان البرلمان القادم، والحكومة القادمة وبناء القرار والموقف الوطني، من
خلال وحدة الانسجام الوطني في تفاعلهما وهما يديران دفة الحكم بنجاح وشفافية واخلاص، يتوقف
بدرجة كبيرة وحاسمة على الموقف الوطني المتجرد من عقيدة الطائفة لصالح عقيدة عراقية فكراً وممارسة، اي الوطنية العراقية بمفهوها الديمقراطي والحضاري.
فأذا اصر (العرب السنة) على الاشادة بالمقاومة وتأهيل البعث ورفض التغيرات وحجة الاحتلال....، وأذا
ما تمسكت الاحزاب الشيعية بمظلومية الشيعة وعقدتها التاريخية، ومفهوم الاغلبية والاقلية لكسب حقوق مضافة من منطلقات طائفية.... واستمر الاكراد في اعتبار كردستان اولاً وأخير....اً فأقرأ على العراق السلام. عندما اضع اصبعي على مواقع جروحنا الغائرة لاادفع احداً الى اعماق اليأس لكني قطعاً اشير الى مفاصل المعضلات التي تواجهنا كشعب ووطن كمعوقات جدية لبناء عراق جديد. قد يبدو أن انهاءهذه العقبات الثقيلة ضرباً من الخيال كمستعصيات يتعذر تحقيقها في ظرف العراق العصيب وهو يواجه ارهاباً وحشياً اربك كل العملية السياسية، و زاد من تأجج الغلو الطائفي والقومي الموجود اصلاً، بالطبع لايخلو هذا الضرب الخيالي من مرتكزات الصواب وانا لاأقلل اطلاقاً من واقعيته، لكن في النهاية لابد للعراقيين ان يلتقوا في منتصف الطريق ان ارادوا بقاءً لوطن اسمه العراق ، مع ذلك اقول ان الفرصة مازالت قائمة ان يستخلص العراقيون ونخبهم الواعية الدرس التاريخي من ظروف تأسيس الدولة الوطنية في 1921 حين كانت تعاني من خلل التكوين العادل والمتوازن لمكوناتها الوطنية، والان تلوح فرصة مناسبة لبناء الدولة الوطنية العراقية بمواصفات وطنية حقيقية وبمضمون ديمقراطي تصان فيه حرية الانسان العراقي وحقوقه اياً كان انتمائه وتفكيره وخياراته .
لاأريد تعكير نشوة الفرح الكبير الذي يعيشه العراقيون وهم يضعون امالهم . في نتائج هذه الانتخابات من منطلق وطني خارج منطق الفوز الساحق لهذه القوى اوتلك ، ولكن لامفرمن مواجهة الحقائق وكشف الحساب، لان العرس البهيج، تتغير طقوسه ووظائفه بعد اليوم السابع.. .



#طلال_شاكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات العراقية وثقافة اقصاء الاخر
- الرئيس الطالباني وعقدة اللأب القائد!!على هامش مؤتمر القاهرة ...
- البعث وشروطه الستة منطق قطاع الطرق لايتغير
- محاكمة صدام اشكالية المشهد والفصل المفقود
- استغاثة برزان التكريتي تلبيها صداقة رئيسنا الطالباني؟
- صدام حسين والمحاكمة المنتظرة دروس تستحضر عبرها
- الاصلاح السياسي في العالم العربي امام تحديات ومعضلات تتفاقم
- حين تمرد لينين على تعاليم ووصايا ماركس
- عندما جففت المسيحية مستنقعات الجمود والتعصب
- الزرقاوي وفتوى الموت ضد الشيعة العراقيين تاريخ لم يقرأ
- البعث وفكره بين استحالة العودة وقصاص الاجتثاث مناقشة لمقالة ...
- فاجعة جسر الائمة تاريخ حزين لمظلومية:2من2
- فاجعة جسر الائمة تاريخ حزين لمظلومية مستلبة
- رئيس الوزراء الجعفري من التاريخ يستل مايثير الحقد والكراهية
- عندما تتعارض مبادئ رئيسنا مع قصاص عادل لصدام حسين
- مشاريع ساخنة في درجة حرارة فوق الخمسين
- من القمص زكريا بطرس ومنهجه موقفان لرؤية مختلفة
- القضاء العراقي همة السلحفاة تلاحق غزال الارهاب
- القمص زكريا بطرس.معايير مزدوجة في تناول عقائد الاخرين دون عق ...
- في ضوء محاورة الدكتور كاظم حبيب لمقالتي رؤية مختلفة واجتهاد ...


المزيد.....




- الجمهوري أرنولد شوارزنيجر يعلن دعمه للديمقراطية كامالا هاريس ...
- وفد روسي يصل الجزائر في زيارة عمل
- كوريا الشمالية: تصرفات الولايات المتحدة أكبر خطر على الأمن ا ...
- شاهد.. ترامب يصل إلى ولاية ويسكونسن على متن شاحنة قمامة
- -حزب الله- ينفذ 32 عملية ضد إسرائيل في أقل من 24 ساعة
- بريطانيا وفرنسا وألمانيا تدعو إلى التجديد العاجل للخدمات الم ...
- وسائل إعلام: تقدم في المفاوضات حول وقف إطلاق النار بين إسرائ ...
- وفد روسي يصل الجزائر في زيارة عمل (صور)
- إعصار كونغ-ري يقترب من تايوان والسلطات تجلي عشرات الآلاف وسط ...
- ما هي ملامح الدبلوماسية الأميركية المستقبلية في الشرق الأوسط ...


المزيد.....

- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال شاكر - الانتخابات العراقية حذاري أن يستغرقنا التفاؤل