أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سرمد السرمدي - حصة المواطن العراقي من نفط الدراما منذ 2003م














المزيد.....

حصة المواطن العراقي من نفط الدراما منذ 2003م


سرمد السرمدي

الحوار المتمدن-العدد: 5251 - 2016 / 8 / 11 - 00:45
المحور: الادب والفن
    


ان هذه اموال شعب لم يرى منها خيرا في كونها جسدت تاريخه بتلك الامانة التي تضمن لحاضره املا في مستقبل يتم تشيده على اساس من الحقيقة التي قضاها ميتا ينتظر لحظة الولادة, هذه الاموال التي تحذف في محرقة للتاريخ العراقي الذي ينتظر من يتكلم عن الصامدين في صفحاته طوال عصف شتاء مقابل صوبة علاء الدين التي الهبت صدور الفقراء بدخان بترولها الرديء متزامنا مع مغص معدة تنوح من نفايات كتب عليها طحين للاستهلاك الادمي, ذاك الخبز المعجون بالذل ينتظر من يصرخ به امامنا في شاشة عراقية تحكي بممثليها كيف يعرج الطالب الجامعي ليتقي نظرات زملاءه نحو حذاءه المشبع بالثقوب, بينما ينتظره على الباب كل صباح مسخ زيتوني يتوسط وجها اغبر السحنة مفتول الضحكة متدل الكرش مترهل الكلمات معوج اللسان مقدم على كل جملة مفردة سلطوية عجل يابه لا معنى لها الا كونه ينتمي لهم, خرافا ارتدوا زي الاسود لترقص الجوبي على جثث العراقيين, فجاء مايكل وجوني واخرجهم من الحفرة جرذان مذعورة.
ان اختيار الممثلين لادوارهم يتأسس على وفق مرحلية طرح الدور والحالة التي يمتهن فيها الممثل التمثيل طريق للعيش او للتعايش, فالاولى شبه مستحيلة في وضع استفرد فيه الكثير من الممثلين بالنتاج المعروض منذ 2003م وللحظة, بوصف الوسط الفني يفرز لنا وجوها متكررة وفي الوقت نفسه لا يسمح من خلال المنافسة ان يكون هنالك مجال لوجوه تستحق ان تعلن عن وجودها الفني كممثلين, ان ما حدث لمجال التمثيل يتلخص في كونه وسط مبني على العلاقات وليس على المهارة والا كان لدينا خبر عن تجارب اداء تعلن بشكل علني لجميع الراغبين بالتمثيل ويكون فيها المخرج والكادر جالسين للنظر في المتقدمين لادوار مسلسل او فيلم او مسرحية, ان هذا الحال الذي يلعب فيه المخرج والمنتج لا يصح وصفه الا بانحدار فني في اصول المهنة التي بنيت على اساس رغبة الجمهور في صعود نجم وافول اخر حسب ما يمليه شباك التذاكر الذي بدوره اختفى لتحل محله مفردة الانتاج, الغنيمة التي يتقاسمها مجموعة من المقربين من بعضهم ويعرضوا ما شاء لهم ان يقتصد في التكاليف اشد ما يمكن لكي يتبقى لهم ما يزيد عنها, لا ربح ولا فائض, انما هي غنيمة بمعنى الكلمة لكل مجموعة الحق في السعي لها لا من خلال التبارز الفني والجمهور هو الحكم, لا , انما هنالك قناة ودائرة تختار بديلا عن الجمهور, فتعطي الانتاج وتوافق على العمل التمثيلي والجمهور اخر من يعلم, والجمهور اخر من يهم, وكأن الديمقراطية لا تشمل الفن في العراق الا في المسارح الشعبية التي تسمى تجارية وهي حقا تجارة فنية تجعل من الفن عجلة تطور لا عملية اتكالية تنهب من جيب الشعب بحجج ثقافية واهية, فالشعب ينتج ثقافته من خلال المسرح الشعبي بامواله الخاصة, اما امواله العامة التي مصدرها القنوات الفضائية والدوائر الثقافية التابعة للحكومة فهي تنتج ما تراه فنا لمن تتخيله هي شعبا في العراق.
قد يكون من العبث ان نفكر بالتغيير في ما ليس منه امل على النطاق المحلي من المنتج الثقافي والفني على الاخص, الا ان الحال يقتضي بنوع من التفكر في تمهيد لعرض مشكلة قد تكون بوحدتها صعبة التفكك اكثر منها صعبة الحل, فيما لو اتخذ الملاحظ للمشكلة برمتها كصورة اكبر وبنظرة اعم واشمل منها إلى ان تكون بالدقة المطلوبة لفرز ماليس ممكنا حله على وفق مرحلية تدرج الحلول فنيا وانتاجيا, وهذا الكلام المتقدم قد يكون هو المشكلة بعينها فيما لو تأسس على اساسه سوء فهم ان الظاهرة الفنية ليست عملا خدميا سلعيا يؤدى من خلاله وظيفة اجتماعية انما هو نزق فردي يقابله هوس اقتناء من برج عاجي وانتهى.
اننا ندفع اموالا على شكل ضرائب وعلى اشكال اخرى لم ترد في حسبان الجميع في اللحظة التي يتجه فيها درامي عراقي إلى انتاج سلعته فيما يفكر بقبض ثمنها, ان المواطن يستحق مايطالب به في الانظمة الديمقراطية ولا يحق له حتى ان يطالب في الانظمة الدكتاتورية التي تنتمي لها اغلب المؤسسات الفنية البالية العتيقة في استنفاذ طاقة الشعب المموهة بشكل واخر لاغراض توعية وتثقيف نحو نهضة وما ماثل من التخرصات اللانهاية لامتدادها الاخطبوطي تارة ولا نهاية لشبكتها العنكبوتية في سجن كل ما تبقى من افق يلمح فيه غد بأمل.
ان طرح المنتج الفني كسلعة للسوق تجعل من الفنان حرا في اختياره من ناحية ومن المتلقي اكثر حرية في الاختيار, ثم ان التقييم يجب ان يكون على اساس العرض لا الفرض وهذا بديهي لولا تلك الاعتراضات الغير مجدية نحو ما شابه انتاج يناسب الذوق العام والخاص والى اخره من الاعتراضات الغير مجدية الا في نهب تلك الاموال من جيب شعب منهك تلو اخر ولنا في الامثلة خير ادلة لو نظرنا بغير قصد مسبق لنتاجات الحقب السوداء وتلمسنا طريق استدلال بعض النقاط التي يمكن من خلالها تكوين وجهة نظر اكاديمية الطابع نوعا ما, فسنرى نتاج نظام السياسة ممثلا حتى في ملابس الممثلين وليس فقط في صفاتهم بل وان دور هذا النظام المتعفن هنا وهناك يدور بشكل يكون فيه هو اطار تلك المنتجات الفنية للدرجة التي تجعل من الشوارب تشابه الحاكم تارة واللحى تشابه المجرمين, وعلى العكس حينما يتغير النظام وهنا يكون العكس متاحا حتى.. وهذا الانكى بالملاحظ النوح حين مسكه بالملاحظة, ان يكون ذات الممثلين هم من غيروا جلودهم بدعاوى المهنة والتزامات متطلباتها واحترافها كفن للتمثيل, الا ان هذا لا يكاد يكفي درعا ذرائعيا لسهم نقد متواضع يلتمس في مقارنة بسيطة طريقه إلى نبذ تلك الظواهر النفاقية في مجتمع المهنة, واي مهنة.



#سرمد_السرمدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ستانسلافسكي ليس لديه طريقة في التمثيل
- اتحاد كتاب الانترنيت العرب وقانون حظر الفكر ألبعثي ألصدامي
- مهرجان المسرح ضد الارهاب في بغداد وغموض حول مشاركة بابل
- مسرحية الذباب العراقية في عرب جوت تالينت
- فرص عمل للمثقفين
- الأداء التمثيلي في مسرحية الختام ضمن المهرجان المسرحي العراق ...
- أداء الممثل في مسرحية شاورما ضمن المهرجان المسرحي العراقي
- أداء الممثل في مسرحية تراتيل ضمن المهرجان المسرحي العراقي
- مسرحية يوم الوفاء الوطني العراقي
- بين إعداد الممثل والتحضير للدور التمثيلي
- سانفورد ميسنر واعداد الممثل المسرحي والسينمائي
- تأثير سانفورد ميسنر في فن التمثيل المعاصر
- تقنية ميسنر لإعداد الممثل وتطبيقاتها في تمرينات المسرح العرا ...
- الأداء السينمائي للممثل في العرض المسرحي العراقي
- مخرج بولندي
- أستاذ من كاليفورنيا يلقي محاضرة حول الفنون الجميلة في جامعة ...
- مناقشة من قبل الأستاذ الدكتور طاهر يوسف الوائلي
- باشراف الأستاذ المساعد الدكتور عقيل جعفر الوائلي
- مشهد مسرحي عراقي
- تفجير مسرحي في بابل


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سرمد السرمدي - حصة المواطن العراقي من نفط الدراما منذ 2003م