أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - منير حسن الوردي - السيد الشهيد الصدر الثاني ..رسالة اثمرت مرجعاً مماثلاً














المزيد.....

السيد الشهيد الصدر الثاني ..رسالة اثمرت مرجعاً مماثلاً


منير حسن الوردي

الحوار المتمدن-العدد: 5250 - 2016 / 8 / 10 - 19:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا يختلف منصفان على ان مرجعية السيد الشهيد الصدر الثاني (قدس سره) لم تكن مرجعية كلاسيكية عابرة كحال المرجعيات الاخرى التي ظهرت على الساحة الحوزوية العراقية او الاسلامية عموما ، كما انه لم يكن مرجعيا فقهيا منزويا بين عدد من طلابه فقط تاركا الامة تعيش على احكام الحيض والنفاس ، بل كان مرجعيا حركيا رساليا متعايشا ومتفاعلا مع الأمة ، فقد كان سماحته ثورة من العلم والعمل ، وثورة من اجل انقاذ امة عاشت تحت وطأة السطحية الدينية التي استمدتها نتيجة وجود مرجعيات بعيدة عن معاناة الامة ومشاكلها ، فحاول الصدر الثاني ان ينتشل هذا الامة من بين براثن الضياع فمد يده اولا لمن حوله من طلبته ومقلديه منتهجا منهجا سلوكيا جديدا بتربية هؤلاء كقادة للمجتمع ومنهم يتم ارسال رسالته الى بقية اطراف الامة ، فركز سماحته على اعادة صياغة الاخلاق العامة للفرد وجعله فردا فاعلا ومؤثرا في مجتمعه أمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر ممثلا حقيقيا لمنهج الاسلام المحمدي الاصيل ، ومع كل هذا المنهج الصالح الذي يسعى كل العلماء الحقيقيون الى انتهاجه وإتباعه ، لكنه (قدس سره) لاقى المعارضة الشديدة من قبل رجال الحوزة ومرجعياتها التي بانت عورتهم الاخلاقية وسطحيتهم الفكرية فانتهجوا منهج العداء المعلن لمرجعيته فبثوا الاشاعات واطلقوا الاقاويل وكانوا طابورا خامسا للسلطة الحاكمة انذاك من اجل الايقاع به وابعاده عن الساحة الحوزوية وخصوصا بعد ان اقامته لصلاة الجمعة التي كانوا يعتبرونها "فتنة" ومن يقيمها في زمن الغيبة فهو عاص لإمامه .
في تلك الفترة كانت الاغلبية والكثرة تتبع تقليد الحوزة الصامتة المتمثلة بالسيستاني انذاك ، الذي كان عدوا معلنا للسيد الصدر الثاني "قدس سره" ولمنهجه التجديدي الحوزوي والشعبي ايضا ، فقد شعر السيستاني ان الصدر الثاني اصبح خطرا كبيرا على مرجعيته وخصوصا بعد ان اتبعه الكثير من طبقات الشعب العراقي وتمدد مرجعيته الى دول مجاورة ، كل هذا ادى بالسيستاني الى ان يكون عينا ويدا ورصاصة للسلطة الحاكمة من اجل تصفيته وابعاده ، وكما حصل للبروجردي والغروي والسبزواري من تصفيات جسدية بدفع وتحريض من السيستاني حصل للسيد الشهيد الصدر الثاني ، فتخلص السيستاني من اكبر تهديد لمرجعيته . وهذا الامر اكده اقرب طلبة السيد الشهيد وهو المرجع الديني العراقي السيد الصرخي الحسني في محاضرته السادسة من ضمن بحثه " السيستاني ما قبل المهد الى ما بعد اللحد" التي القاها عبر قناة اليوتيوب التابعة لمركزه الاعلامي حين قال " فناصب السيستاني ومؤسسة السيستاني الصدر الثاني وأضمروا وأظهروا له العداوة, وناصب السيستاني الشيخ الغروي فأضمروا وأظهروا له العداوة حتى أدوا به إلى الموت وناصب السيستاني ومؤسسة السيستاني الشيخ البروجردي وأضمروا وأظهروا له العداوة حتى قتلوه وهكذا في باقي العلماء الذين تآمروا عليهم ولا زالوا يتآمرون على الآخرين".
وبعد استشهاد الصدر الثاني (قدس سره) تصدى لامور المرجعية احد طلبته وهو السيد محمود الصرخي الحسني (دام ظله) فكان نسخة علمية واخلاقية وفقهية من استاذه ، فانتهج نهجه وسلك نفس دليله العلمي في الاجتهاد والاعلمية وهي البحوث الاصولية التي اثبتت ذلك ولعل ابرزها تقريراته لبحث استاذه الصدر الثاني (مبحث الضد ، وحالات خاصة للآمر) والتي شهد استاذه الصدر الثانية بتماميتها حيث خط قلمه الشريف شهادة اكد فيها انه " وجده وافيا بالمقصود مسيطرا على المطلوب" وهي اول شهادة للصرخي بالاجتهاد وخصوصا لما احتوته على تعليقات واشكالات على بحث استاذه وهي الدليل على علمية الصرخي التي اصبحت فيما بعد مصدر تهديد اكبر لمرجعية السيستاني الفاقد لكل دليل علمي فقهي او اصولي .
وبمرور الوقت اصبح السيد الصرخي الحسني امتدادا للمرجعيات العراقية التي حوربت من قبل المرجعيات الفارسية والاعجمية الاخرى لكن سماحته استمر بانتهاج المنهج العلمي الاخلاقي ليكمل مسيرة استاذه الصدر الثاني حتى اكد سماحته وافتخر بانه هو وأتباعه يمثلون المنهج الصدري الحقيقي والاخلاق المحمدية التي سعى الى غرسها الصدر الثاني في الامة فقال في ذكرى استشهاد استاذه " نحن ابناء الصدر واتباعه ، نحن منهج الصدر وعهده وميثاقه ، نحن علم الصدر وافكاره ، نحن دليل الصدر وبرهانه واثاره ، نحن الصدر اسمه جسده عنوانه ، نحن الصدر واخلاقه ، نحن الصدر واخلاقه ، نحن الصدر واخلاقه".
وهكذا تستمر عجلة الاصلاح العلمي والاخلاقي في الامة نتيجة الزرع المبارك للشهيد الصدر الثاني والذي اثمر هذه المرجعية الرسالية العلمية الاخلاقية ، فسلاما على الصدر الشهيد يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا .



#منير_حسن_الوردي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤتمر القمة العربية يدعو الى التقارب وفتح الحوار بين المذاهب ...
- بعد مجزرتي الكرادة وبلد ..هل ينطق الصنم
- منهج علي ومنهج السيستاني نقيضان لا يجتمعان
- مرجعية النجف .. تعدد ادوار وانعدام الهدف
- أفيقوا.. إيران ستلتهمكم أيها الشيعة
- -لبيك يا حسين- شعار لحظوي ام تطبيق واقعي ؟
- ايها المتظاهرون ..احفظوا كرامتكم بادامة تظاهراتكم
- شرعنة الفساد في العراق ..الى اين ؟!


المزيد.....




- لليوم الخامس مئات المستوطنين يقتحمون باحات المسجد الأقصى +في ...
- بعد الكشف عن خلية -ال16- هل هي بداية نهاية الإخوان المسلمين ...
- رأي.. بشار جرار يكتب عن إحباط الأردن -مخططات إرهابية لجماعة ...
- لماذا يقتحم المتطرفون المسجد الأقصى والمسجد الإبراهيمي؟
- اغاني الأطفال ممتعة على تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 .. ...
- هل اعتدى مؤيدون لفلسطين على مخبز يهودي في فرنسا؟
- لندن.. أعضاء أكبر هيئة يهودية يدينون هجوم إسرائيل على غزة
- خبراء يحذرون من -دمج الإخوان- بعد كشف مخطط تخريب الأردن
- سوريا: فصل الجنسين في الجامع الأموي بدمشق يثير جدلا واسعا
- أردوغان يهنئ الأتراك من الطائفة اليهودية بمناسبة عيد الفصح


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - منير حسن الوردي - السيد الشهيد الصدر الثاني ..رسالة اثمرت مرجعاً مماثلاً