أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - رفيقة بوحيدر - (1) الإعتداء الجنسي فواعل عدة و مفعول وحيد - المرأة -














المزيد.....


(1) الإعتداء الجنسي فواعل عدة و مفعول وحيد - المرأة -


رفيقة بوحيدر

الحوار المتمدن-العدد: 5250 - 2016 / 8 / 10 - 05:02
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في أي أرض نجد هذه الفلسفة لا تنفك عن الأذهان البشرية , هي لعنة أكثر من كونها كارثة اجتماعية إقصائية بتقزز مشين .

عادة ما يقف الجميع موقف المساند و المناصر للذين يقعون ضحايا جرائم قتل أو سرقة أو نصب أو حرب و هذا ليس بالأمر الغريب , أما في ما يخص الجرائم الجنسية دائما ما يقع اللوم على عاتق المفعول به لتصبح الجريمة جريمتين في حق الضحية فتعرضها للإعتداء الجنسي أو للتحرش أول العذابات التي سيضاعفها لها المجتمع الغارق في فلسفة الفاعل المرفوع عنه ذنبه و المفعول المصلوب بذنب غيره .

عند ذكر الإعتداء الجنسي تخطر إلى أذهاننا صور جنسية عدة لكن الصورة الثابتة التي لا تتغير هي صورة مصحوبة بالاشمئزاز من الضحية و هي ملقاة تحت ذلك المجرم الشره , هذه أول الدوافع التي تجعل المجتمع يخلق صورة مقززة للضحية المفعول بها و بالتالي تصبح عملية النبذ لتلك الضحية طريقة غير مباشرة لنبذ تلك الصورة من الأذهان خاصة أنها تتصاحب بكلمة ( لو ) لو كنت مكانها , لو كان أخي , أختي , ابني , ابنتي مكانها, هذه التخيلات تحفز الدفاعات ضدها فيصبح النبذ للضحية الطريقة المثلى للتخلص من كل تلك المخاوف , و يمكن ملاحظت ذلك النبذ من خلال ردة فعل المجتمع فهو يتجنب الاحتكاك بالضحية و بأهلها و يدعو للابتعاد عنها قدر الإمكان فهي نذير شؤم و وحمة عار و صورة أخرى للعاهرة أو للمخنث في أذهانهم المتعفة , و لا يقف الإمر عند النبذ إنما بالتذكير المستمر تحت وطأة تعدد السيناريوهات المخروقة بالبهارات النجسة فتصبح هذه القضية فيلماً إباحياً تتناقله ألسنة المجتمع , مما يخلق ردة فعل معاكسة من الضحية و أهلها فيعتزلون المجتمع و قد يسعون لتغيير محل إقامتهم أو العمل و الدراسة , فقط لتجنب الضرر اللاحق بهم من المجتمع .

ردود الفعل من المجتمع و الضحية التي لم تتغير ترسخ صورة الضحية النجسة المنبوذة من المجتمع بذنب المجرم الحقيقي الذي لا يهول فعله الآثم المقزز و حتى أن عقوبات المجرّمين بالاعتداء الجنسي و التحرش لا تعد عقوبات نظراً للجريمة المرتكبة بحق الضحية .

أيعقل ?! أيرضاها الضمير الإنساني - و إن كنت أتحفظ على مصطلح الضمير الإنساني - ?! أن تعاني الضحية من الإعتداء الجنسي و ما يصحبه من عذابات نفسية و جسدية و من النظرة المجتمعية الشنيعة و النبذ الإجتماعي و ختاما لعذاباتها عذاب أبدي بأن ذلك المجرم اللعين يخرج حراً طليقاً بعد أشهر معدودة أو أن تقدم له الضحية على فراش من الشوك و الجراح تحت رجاء الستر بالزواج ?!

أهذا حكم الدين ?! ألن تتوقف أحكام العضو الذكري تحت راية الدين - الإسلام - من اجترار المرأة من جحيم إلى آخر حتى تملأ جحيم الأبد منهن .

و لنأخذ البحرين نموذجاً خليجاً لهذه المهزلة المقرفة تقول الكاتبة منى فضل عباس في مقال تتناول فيه المادة 353 من قانون العقوبات البحريني : ( في مادتنا (353) بتزويج الخاطف أو المغتصب بالمغتصبة البالغة أو القاصر المغرّر بها من الجاني، وبما يحميه هذا الزواج من المتابعة إلا في حالة الشكوى من شخص له الحق في طلب إبطال الزواج، بيد أنهم وفي إطار إلغاء المادة وتعديل قوانينهم الجنائية، تم إضافة فقرة إلى الفصل (486) المتعلق بالاغتصاب، مضمونها يشير إلى أن «كل ممارسة جنسية بين رجل راشد وفتاة قاصر يعتبر اغتصاباً حتى لو وجد الرضى»، بمعنى إنه شدّد العقوبة هنا تبعاً للمقرّر في جريمة الاغتصاب )* , المادة تشوه نفسها بنفسها و تشرح نتانتها بنفسها و تفضح الأبعاد الذكورية في ما يخص المرأة , لا شيء يدعو أي عاقل أن يضع هذا النص في دستوره إلا المسايرة الحمقاء للقديم الأبله و هو ليس أبله فقط إنما جنسي بحقارة منوية .

أبعد هذا النص الصريح الذي يقوم بتحويل الإغتصاب من ألم ماض إلى ألم متكرر , لا يحق لنا كنساء رفع الخوازيق في وجه الذكورة المتعظمة في هذا المجتمع ؟ لا عذر للنساء إن سكتن إلا أنهن ذكور بمهابل بيولوجية ..



#رفيقة_بوحيدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثلية النسائية في دول الخليج
- الحراك النسوي الأعرج


المزيد.....




- هذا الهيكل الروبوتي يساعد السياح الصينيين على تسلق أصعب جبل ...
- في أمريكا.. قصة رومانسية تجمع بين بلدتين تحملان اسم -روميو- ...
- الكويت.. وزارة الداخلية تعلن ضبط مواطن ومصريين وصيني وتكشف م ...
- البطريرك الراعي: لبنان مجتمع قبل أن يكون دولة
- الدفاع الروسية: قواتنا تواصل تقدمها على جميع المحاور
- السيسي والأمير الحسين يؤكدان أهمية الإسراع في إعادة إعمار غز ...
- دراسة تكشف عن فائدة غير متوقعة للقيلولة
- ترامب يحرر شحنة ضخمة من القنابل الثقيلة لإسرائيل عطّلها بايد ...
- تسجيل هزة أرضية بقوة 5.9 درجة قبالة الكوريل الروسية
- مقتل ثلاثة من أفراد الشرطة الفلسطينية بقصف إسرائيلي لرفح


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - رفيقة بوحيدر - (1) الإعتداء الجنسي فواعل عدة و مفعول وحيد - المرأة -