أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ليديا يؤانس - د. زويل المصري العربي المُسلم!















المزيد.....

د. زويل المصري العربي المُسلم!


ليديا يؤانس

الحوار المتمدن-العدد: 5249 - 2016 / 8 / 9 - 21:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


علي إحدي الفضائيات، قدمت الإعلامية لميس الحديدي حوارًا مع العالم الدكتور أحمد زويل، لستُ هُنا للحديث عن الفيديو أو الحوار الذي أجرتهُ لميس، ولكنني سا أتحدث لاحقًا في هذه المقالة، عن جُملة واحدة نطقتها لميس الحديدي، وعن قيمة وطنية غابت عنها!

الآن دعونا نُركز علي الأهمْ، والأكثر قيمة لنا وللعالم، ألا وهو العالِم المصري الدكتور أحمد حسن زويل.

فعلاً الدكتور زويل تاج فوق رؤوس كل المصريين ..
فعلاً الدكتور زويل تاج فوق رؤوس كل العالم ..
فعلاً الدكتور زويل دُرة من دُررْ العلم والعلوم النادرة ..

الدكتور زويل، هرم من أهرامات مصر العِملاقة، فكما أن هُناك العديد من الشخصيات، والعقول المصرية الفذة العبقرية، التي جعلت العالم يُشيرون إليهم بالبنان، لعظمة ما قدموه للبشرية من خدمات وإنجازات علمية، كذلك زويل، أنه وأحدًا من هؤلاء العمالقة، الذين رفعوا اسم مصر عاليًا، أنه واحدًا من الذين يُذكرون العالم دائمًا بعظمة المصريين وخاصة القُدماء.

مُنذ أيام وبالتحديد، في الثاني من أغسطس 2016 رحل عن عالمنا، العالم الكيميائي المصري، والأمريكي الجنسية، الدكتور أحمد زويل، عن عمر ناهز السبعين، فهو من مواليد 26 فبراير 1946 بمدينة دمنهور.

زويل حفر في الصخر، ليُقدم للعالم، خلاصة أبحاثة في أصعب علوم العلم وهي الكيمياء.
زويل حفر في التاريخ، ليُسجل اسمه ضمن قائمة العُلماء والباحثين، الذين أثروا العالم بإنجازاتهم الرائعة.
زويل حفر اسمه بجانب العُظماء والعُلماء والمشاهير، أمثال أينشتاين، ونيوتن، وماري كوري، وغيرهم، الذين لم ولن ينساهم التاريخ لعظمة ما قدموه للبشرية.
زويل لم يخطُر علي باله حينما سجل اسمه، في سجل العلماء والمشاهير، انه حينما يُذكر اسمه سوف يُذكر اسم مصر، مصر التي علي مدي التاريخ، وخاصة التاريخ القديم، كانت الرائدة، ولها النصيب الأكبر، في تقديم الحضارة والثقافة والأبحاث العلمية في كافة المجالات للعالم.

رحل زويل ولكنه لم يرحل!

رحل زويل علي حسب ناموس الحياة، رحل بجسده، ولكن لم ترحل أبحاثه وأفكاره، بل بقيت لنا نحن لكي نحصد ثمار ما أنجزه، بقيت شاهدة علي عظمته، ولكنها في نفس الوقت وقفت عاجزة أمام الحقيقة الوحيدة علي مدي الحياة وهي الموت!

رحل زويل ولكنه ترك لنا أسطولاً ضخمًا من الأنجازات، ليكون شاهدًا علي ما قدمه للبشرية، وفي نفس الوقت ليكون إدانة للكثيرين مِنْا، الذين تنقُصهُم روح التحدي والإصرار علي النجاح وتحقيق الإنجازات التي تخدم البشرية.

ليس بالضرورة أن تكون عالِمًا في الكيمياء او الفيزياء او الذرة، ولكن المُهِمْ، ان يكون لديك حلم وتُصر علي ان تُحققه برغم كل الصعوبات، وبرغم كل الحاقدين، وبرغم كل الذين سيقفون سدًا منيعًا، بينك وبين تحقيق حلمك أوبمعني أصح إنجازك.

في تقديري أهم إنجاز صنعه زويل، كان التحدي وإصراره علي أن يكون شخصًا عظيمًا.
ربما في بداية حياته، ربما لم يفكر في أنه سيكون في يوم ما، عالِمًا في الكيمياء وان العالم كله سيُقدره.

منذ نعومة أظافره كان مُصممًا علي النجاح، انه ليس الطفل المُدلل، الذي يُرهق الأسرة بالمصاريف، ويُساوم علي النجاح، كما يحدث الآن مع أولادنا.
زويل ذهب إلي المدارس الحكومية، ونبغ طيلة حياته من خلال التعليم المجاني، ربما لم يأخذ دروس خصوصية، كان يذهب للمذاكرة في المسجد، كما سمعنا أيضا عن عُظماء في مجالات مختلفة، نبغوا ونجحوا بالرغم من أنهم كانوا يستذكرون دروسهم، في الشوارع تحت أعمدة فوانيس الإضاءة، أنه التحدي والإصرار علي النجاح!
ما أحوجنا نحن الآن، إلي ترسيخ فكرة الإصرار علي التفوق والنجاح في أذهان أطفالنا، مهما إن كانت ظروفهم الإقتصادية.

رحل زويل، وترك لنا إنجازاته، لتكون ميراثاً لنا، نستفيد منها علي كافة المستويات والمجالات:

الدكتور أحمد زويل، العالم الكيميائي المصري والأمريكي الجنسية، حصل علي جائزة نوبل في الكيمياء لسنة 1999، وذلك لأبحاثه في مجال كيمياء الفيمتو، حيث أنه إخترع ميكرسكوب يقوم بتصوير أشعة الليزر في زمن مقداره فيمتو ثانية "Femtosecond spectroscopy" وهكذا يمكن رؤية الجزيئات أثناء التفاعلات الكيميائية.
وبذلك أصبح زويل أول عالم مصري يفوز بجائزة نوبل في الكيمياء وليدخل العالم كله في زمن جديد لم تكن البشرية تتوقع ان تدركه لتمكنه من مراقبة حركة الذرات داخل الجزيئات عن طريق تقنية الليزر السريع.

زويل قدم أكثر من 350 بحثاً علمياً، وابتكر نظام تصوير سريع للغاية يعمل بإستخدام الليزر، له القدرة علي رصد حركة الجزيئات عند نشوئها.

ورد اسم زويل في قائمة الشرف بالولايات المتحدة الأمريكية، التي تضُم أهم الشخصيات التي ساهمت في النهضة الأمريكية، كما جاء اسمه رقم 9 من بين 29 شخصية بارزة، باعتباره من أهم علماء الليزر في الولايات المتحدة، وتضم هذه القائمة البرت اينشتاين، والكسندر جراهام بيل.
وفي 2009 أعلن البيت الأبيض، عن إختيار زويل، ضمن مجلس مستشاري الرئيس الأمريكي للعلوم والتكنولوجيا، والذي كان يضُم 20 عالمًا مرموقًا في عدد من المجالات.

كما حصل زويل علي جائزة نوبل، حصل أيضًا، علي العديد من الأوسمة والنياشين والجوائز العلمية، لأبحاثه الرائدة في علوم الليزر، وعلم الفيمتو، التي حاز بسببها علي 31 جائزة دولية.
وحصل أيضًا، علي الدكتوراة الفخرية، من عدة جامعات ومن ضمنها جامعة الأسكنرية.
كذلك تم إطلاق اسمه، علي بعض الشوارع والميادين في مصر، وأصدرت هيئة البريد المصرية طابعي بريد باسمه وصورته، وتم إطلاق اسمه علي صالون الأوبرا.

حَلِم العالم المصري زويل بمدينة للعلوم والتكنولوجيا في مصر، أراد ان يُسلم الشُعلة لمن بعده من أبناء وطنه، ليحثهم علي البحث والعلم، وبالرغم من الصعوبات التي واجهتها، إلا أنها ظهرت للنور، ومن المُفترض أن يبدأ الطُلاب الدراسة بها بعد شهرين تقريبا.
للأسف رحل زويل، ولكنه أكيد سعيدًا، ببدء العمل بالمدينة التي سُميت باسمه، وتم بناؤها في مدينة 6 أكتوبر، علي مساحة 270 فدان، ويتم تمويلها عن طريق الهيئات والأشخاص.

أكيد الأعلامية لميس الحديدي، كانت مبهورة جدًا بالدكتور زويل وانجازاته العديده، كما نحن أيضًا.

بدات بتعريف ضيفها قائلة: "الدكتور أحمد زويل العالم المصري العربي المُسلم"!
الفرحة تتراقص في عينيها، بدأت تدوس بالقوي علي نُطق كلمة "المُسلم" كما هو واضح بالفيديو المُرفق.

بالمثل قد نجد إعلامياً آخر، يتحدث مثلاً عن الدكتور السير مجدي يعقوب، ويُضيف مُشددًا قائًلا "المسيحي" كما شددت لميس علي كلمة "المُسلم"!

هل هذا الكلام مضبوط يا أهل الأعلام والصحافة والمُثقفين؟
هل يصح أن نُركز ونُثمن هوية الأشخاص الدينية، ونحن في نفس الوقت نُطالب بإلغاء خانة الديانة من الأوراق الرسمية؟
هل يصح أن الإعلامية لميس الحديدي، التي مِرارًا وتِكرارًا، تتواجد في لقاءات واجتماعات، مع الرئيس السيسي، الذي حذر مِرارًا وتِكرارًا، من عدم الإنزلاق في هوية التطرف الديني!
لقد أكد الرئيس السيسي، ويؤكد دائماً، مُش عايزين نسمع، هذا "مُسلم" أو ذاك "مسيحي" بل نقول "مصري"!
السيسي ونحن وكل المُتحضرين والعلمانيين والمُثقفين، نُثمن ونؤكد دائمًا، علي الوطنية المصرية وليس الديانة المصرية!

يا خسارة يا لميس خانك التعبير فأخطأتي خطًا فادحًا!

نحن لا يُهمنا، ان يكون الدكتور زويل، مُسلم، أو مسيحي، أو يهودي، أو حتي مُلحد!
نحن الذي يُهمنا منه ما قدمه لنا وللعالم والبشرية كلها من إنجازات.

انه لم يتم تقدير زويل وحصوله علي جائزة نوبل بسبب إسلامه!
ونحن أيضًا، لا يُضيرنا في شئ، انه مُسلم او غير مُسلم، لانه ببساطة لم يحقق هذه الإنجازات، وحصولة علي جائزة نوبل، بسبب إسلامه!
العالم المُتحضر، لا يُقيم الإنسان علي اساس عقيدته أو ديانته، لأن ذلك علاقة بين الشخص وربه، وليس لنا دخل بها، ولا إيه يا أستاذة لميس!

كل الذي يهمنا من الدكتور زويل، إمكانياته العلمية، وكيف نستفيد منها، ولا يهمنا إطلاقاً إنتماءاته الدينية، أو حياته الأسرية، أو حتي علاقاته الشخصية.

في النهاية لا يسعنا إلا طلب الرحمة للدكتور زويل، وتقديم الشكر والتقدير له، علي ما قدمه للبشرية، مُسلمين ومسيحيين ويهود وكل الديانات، ولكل من يؤمن والذي لا يؤمن.


المرجع:
هنا العاصمة .. الحوار الكامل للميس الحديدي مع العالم الكبير د. أحمد زويل | 15 سبتمبر 2014
http://raainews.com/video.asp?videoid=8102



#ليديا_يؤانس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كاتدرائية و جامع
- الست سعاد و الدكتورة سعاد
- السير فارس ملك القلوب
- سيدتنا التي في زوول
- الأُختين
- وضحكت بهم الأقدار !
- وزيرة الهجرة تذبح طفلة !!!
- صراع الصمت
- حكاية كاترين المصرية وديرها
- حياتي تحت قدميه
- مَنْ يُقاضي القاضي؟
- هرمزد المُدهش
- الدون جوان
- أعجوبة الفاتيكان
- ليس له مثيل
- ساغرادا فاميليا
- إنت مصري .. طُظ !!!
- الورود السوداء
- إيفان كريسماس
- الحُصان الأحمر


المزيد.....




- أبرزهم القرضاوي وغنيم ونجل مرسي.. تفاصيل قرار السيسي بشأن ال ...
- كلمة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي بمناسبة ...
- قائد الثورة الاسلامية: التعبئة لا تقتصر على البعد العسكري رغ ...
- قائد الثورة الاسلامية: ركيزتان اساسيتان للتعبئة هما الايمان ...
- قائد الثورة الاسلامية: كل خصوصيات التعبئة تعود الى هاتين الر ...
- قائد الثورة الاسلامية: شهدنا العون الالهي في القضايا التي تب ...
- قائد الثورة الاسلامية: تتضائل قوة الاعداء امام قوتنا مع وجود ...
- قائد الثورة الإسلامية: الثورة الاسلامية جاءت لتعيد الثقة الى ...
- قائد الثورة الاسلامية: العدو لم ولن ينتصر في غزة ولبنان وما ...
- قائد الثورة الاسلامية: لا يكفي صدور احكام اعتقال قيادات الكي ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ليديا يؤانس - د. زويل المصري العربي المُسلم!