أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحاج ابراهيم - الشرعية الدولية وعلاقتها بالشرق الأوسط














المزيد.....


الشرعية الدولية وعلاقتها بالشرق الأوسط


محمد الحاج ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 1404 - 2005 / 12 / 19 - 09:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الشرعية الدولية:هي الإجماع الدولي الناتج عن القناعة الحرة لأكثرية دول العالم، والمتعلقة بقضية دولية معينة أو وضع دولي معين(نزاع أو اعتداء..الخ) دون تأثير أو إكراه أو إغراء.
منذ قيام عصبة الأمم واستمرارها بمنظمة الأمم المتحدة، لم يكن لها دورا شرعيا في منطقة الشرق الأوسط بالمعنى الحقوقي، وهي المنطقة المستثناة عالميا من كل القرارات الدولية وإرادتها، حيث بدأت أعظم هذه القرارات بإدانة أكبر جريمة عرفها العالم بعد تشكيل عصبة الأمم، وهو قيام دولة إسرائيل على أرض الغير، وجرائمها في المنطقة منذ إقامتها، ومطالبتها بالعديد من المطالب التي تُعيد الحق(الأرض) إلى أصحابه دون جدوى ودون أدنى تنفيذ لهذه القرارات، كون الحامي الأساسي لها هي الدول العظمى نفسها التي شكلت المنظمة الدولية.
كثيرا مايأتي على المسامع تعبير الشرعية الدولية، ونفهم ذلك حسب مايُسوّق لها أنها الرأي العام العالمي الحر المُتحرر من أية ضغوط أو صناعة تسير بالإتجاه الذي يفرضه الأقوياء على العالم، رغم أنه لو عرفنا أن القرارات الدولية بوجود الدول المُحددة التي يحق لها الاعتراض(الفيتو) تسير بالاتجاه الذي يريده الأقوياء وليس إحقاق الحق للدول الصغيرة والضعيفة، وأن هناك دول مجهرية أصغرها يبلغ تعداد سكانها /13000/مواطن، وهم بالكاد يُساوون تعداد قرية في سوريا وليس في الهند أو الصين، هذه الدولة لها رئيس وحكومة ومعارضة ونشيد وعلم وعضوة في الأمم المتحدة حسب الترشيح الأمريكي المُوافَق عليه سلفاً كأي دولة من دول العالم، وهي المجموعة التي صنعتها الولايات المتحدة الأمريكية لتفرض الحق من وجهة نظرها، وذلك عبر التصويت المُفبرك للأمم المتحدة بشأن قضية ما، وعلى الأغلب القضايا التي تتعلق بالعرب بشكل خاص.
الصراع التاريخي بين منطقتنا والعالم الغربي قديم وتبلور بعد دحر الصليبيين عام 1187م من القدس على يد صلاح الدين، وضمن قواته الروم الأرثوذكس والطوائف المسيحية المحلية الأخرى بقيادة يوسف بابيط، الذي صار فيما بعد مُستشارا له، هذا الصراع حدد هوية المنطقة بمكونها الثقافي والديني مع كل اشتقاقاته كأعداء حقيقيين للغرب، لذلك لم يُفرق الغرب بين المسيحي والمسلم وهم الذين تشاركوا في إخراج الصليبيين بالطريقة المُذلة التي خرجوا بها، وتكررت محاولات الفرنسيين دعم الطوائف المسيحية في سوريا ولبنان على أساس الدين بغاية التفرقة ردا على الوحدة التي كانت في زمن صلاح الدين ، ورد فارس الخوري رئيس الوزارة إبان الاحتلال الفرنسي بخطبته الشهيرة في الجامع الأموي للقتال من أجل الاستقلال وإخراج الفرنسيين، وهي الصورة التي اعتُبرت تكرارا لصلاح الدين لكن هذه المرة كانت من الوسط المسيحي أي أن هذه المنطقة مُنسجمة كردا وعربا مسلمين ومسيحيين.
دحرُ الصليبيين كان أساس الإنطلاق لكل الاحتلالات التالية في تاريخنا من قبل الغرب، وبالتالي أسّس لصناعة الشرعية الدولية على نفس النهج القائل:لاتتركوهم يحققوا القوة ويقصد شعوب منطقة الشرق الأوسط، لذلك نجد أن منطقتنا هي الوحيدة في العالم تُستثنى من تطبيق قرارات الأمم المتحدة إذا افترضنا براءة هذه المُنظّمة وهذا بعيد، بل أكثر من ذلك أن الشرعية الدولية تفرض على العرب تطبيق قرارات الأمم المتحدة، وخاصة المتعلقة بالصراع العربي الاسرائيلي وأذرعه الأخطبوطية أيا كانت، وتتجاهل عدم التزام إسرائيل لمثيلاتها من القرارات الدولية….هل كان هذا صدفة أم ماذا ؟!.
الشرعية الدولية(الهيمنة الغربية) قامت على الثأر التاريخي من الأكراد والعرب، كون صلاح الدين كردي وقوام جيشه من الكرد والعرب المسلمين والمسيحيين، فلو قرر مؤسسي هذه المنظمة باتفاقية سايكس بيكو إقامة دولة كردية على الأرض التاريخية للأكراد لقامت هذه الدولة، وذلك مقارنة بإقامة دولة إسرائيل على أرض الغير بالقوة،لكن لأسباب ثأرية تاريخية لم تقم ويتم التحريض على قيامها اليوم بغاية خلق الاضطراب في المنطقة خوفا من انسجام كردي عربي يُكرر ماصنعه صلاح الدين وليس وقوفا إلى جانب الكرد؟.
الراسخ في الوعي الغربي أنه خلّف شعوب المنطقة إلى حد اللعب بمصيرها، وذلك من خلال خلق تناحرات عبر التنوع الذي تتمتع به، ولم يُدرك أن هذه الشعوب استفاقت من غفوة الماضي بظلاله وظلامه، وأدركت مصالحها بالتقاطعات والعيش المشترك، فصارت قادرة على رسم مستقبلها رغم كل المعوقات التي فرضها الغرب في طريقها، وذلك عبر الخلق القسري للأنظمة الديكتاتورية التي خرّبت مناخها وبنيتها، وها هو العراق يخرج من تحت أنقاض الديكتاتورية وآلة التدمير الغربية فيبدأ سيره هادئا نحو المواطنة والمجتمع الوطني المدني،وهذا لبنان الاسلامي المسيحي ينهض من جديد بعد حرب جاهلة دفع ثمنها الشعب اللبناني الكثير من الشهداء ويقف صامدا في سبيل الحرية والمواطنة التي لا تحتاج لشرعية دولية مُزيفه تُبقي مزارع شبعا مُحتلة وتخترع أسلحة دمار شامل للعراق وهو خال منها…..والحبل على الجرّار لازال قائماً.



#محمد_الحاج_ابراهيم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لبنان - قسوة الخيارات
- الحاكم والمُعارض العربيان في لوحة البدائل
- آليات العمل السياسي
- إنه الحوار المتمدن
- الانتماء الوطني بين الشعورية والعقلانية
- الحقيقة في الجدولة الفكرية العربية
- بصراحة- حول إعلان دمشق
- ضبابية المفاهيم – المستقبل الخطر
- الطائفية والديمقراطية وجها لوجه
- تحية تقدير للمعارضة السورية
- دور الحزب السياسي
- الديمقراطية والاصلاح السياسي في العالم العربي
- الجدل الثقافي الشبابي
- ثقافة الخوف في المجتمع الاسرائيلي
- من لورانس إلى ميليتس
- قصيدتي لحبيبة ضيعتها
- الورشة السورية لرد العدوان
- الأصولية - تحديات الحريه
- هدى لم تكن ضحية جريمة الشرف
- المنظمات الحقوقية بين الدفاع والرصد


المزيد.....




- بطراز أوروبي.. ما قصة القصور المهجورة بهذه البلدة في الهند؟ ...
- هرب باستخدام معقم يدين وورق.. رواية صادمة لرجل -حبسته- زوجة ...
- بعد فورة صراخ.. اقتياد رجل عرّف عن نفسه بأنه من المحاربين ال ...
- الكرملين: بوتين أرسل عبر ويتكوف معلومات وإشارات إضافية إلى ت ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في كورسك
- سوريا بين تاريخيْن 2011-2025: من الاحتجاجات إلى التحولات الك ...
- -فاينانشال تايمز-: الاتحاد الأوروبي يناقش مجددا تجريد هنغاري ...
- -نبي الكوارث- يلفت انتباه العالم بعد تحقق توقعاته المرعبة خل ...
- مصر.. مسن يهتك عرض طفلة بعد إفطار رمضان ويحدث جدلا في البلاد ...
- بيان مشترك للصين وروسيا وإيران يؤكد على الدبلوماسية والحوار ...


المزيد.....

- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحاج ابراهيم - الشرعية الدولية وعلاقتها بالشرق الأوسط