أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعود سالم - من أجل تحرير العدمية














المزيد.....


من أجل تحرير العدمية


سعود سالم
كاتب وفنان تشكيلي

(Saoud Salem)


الحوار المتمدن-العدد: 5245 - 2016 / 8 / 5 - 22:18
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


1 - مقدمة
فكرة العدمية تظهر وتختفي حسب الظروف والأزمان والعصور، تظهر وتختفي ثم تعود للظهور ثانية متخذة وجوها وأقنعة متغايرة، تتقمص ألبسة وألوانا حسب درجة الحرارة والرطوبة وقوة الرياح واتجاهها، كالحرباء تتلون بمحيطها. هناك من يراها مثل الحية، ظهرت أول ما ظهرت في الجنة، ثم اختفت لأزمنة في رمال صحراء التاريخ تتغذى من ظلمات الروح وأشجان البشرية، ثم تبرز ثانية قوية عاتية كالإعصار، كالتنين تبث سمومها في قلب الأجيال4، جيل بعد آخر حتى تستنفذ قوتها وتعود إلى باطن الأرض سنينا وقرونا تتهيأ الفرصة السانحة للعوة والظهور، وهكذا إلى مالا نهاية بلا انقطاع، ودوريا تكشر العدمية عن أنيابها وتظهر كفكرة سامة ومسمومة ضد الإنسانية، ضد العالم والتاريخ كديانة جديدة ترفض الحياة وتزرع الموت والدمار. وها هي اليوم هذه الفكرة تتخذ ثانية قناعا جديدا وتظهر في صورة داعشي ملثم يحمل سكينا وقرآنا وبندقدية ويذبح أعداء الله ويقطع رؤوسهم ويطلق الرصاص على من هب ودب في العواصم الأوربية .. ومنذ بداية القرن الجديد وبعد الهجمات التي قادتها منظمة القاعدة على برجي نيويورك، أصبحت العدمية مقترنة وملازمة للحركات الإسلامية المتطرفة ودخل مفهوم " العدمية الإسلامية " و " العدمية الجهادية " قاموس الصحافة والمنشورات السياسية المختلفة للكتاب والصحفيين وعلماء الإجتماع والفلاسفة والمحللين وغيرهم من منتجي الثقافة. ومن المعلوم أن نيتشة أعتبر الديانة المسيحية مصدرا للعدمية ا4لأوربية باعتبارها تبخس الحياة وتحتقرها وتنشر الضعف والتسامح، وبعد نيتشة أعتبرت النازية ذروة العدمية وأقصى ما يمكن أن تصل إليه عبثية الإنسان، وبعد ذلك اعتبرت الستالينية بدورها عدمية. أما جورجيو أغامبن المفكر الإيطالي فهو يرى أن الرأسمالية هي دين العدمية، والكاتب المفكر الفرنسي مهدي بلحاج قاسم في كتابه " روح العدمية " 2009 فإنه يحلل ظاهرة ما يسميه بـ " العدمية الديموقراطية ". وها هو اليوم ميشيل أونفري المفكر الفرنسي في كتابه الأخير "كوسموس" (الكون)، أو "في سبيل حكمة بمنأى عن الأخلاق"، الصادر أخيراً 2015 عن "دار فلاماريون"، وهو الكتاب الأول من ثلاثية تحمل عنوان " موسوعة موجزة عن العالم " والتي تهدف حسب قوله " التعبير عن سقوط واندحار حضارتنا المحتضرة والوقوف ضد العدمية ". أما كتاب فرانسوا غيري " أركيولوجيا العدمية " والصادر عن دار غراسيه في نفس السنه فهو يهدف إلى تحليل ظاهرة العدمية من دوستوييفسكي حتى الجهاديين، ويعتبر هجوم 11 سبتمبر كعمل عدمي بامتياز ويقارن بين القاعدة والحركات الثورية الروسية في نهاية القرن التاسع عشر والتي نجحت في تفجير عربة القيصر أليكساندر الثاني في مارس سنة 1881. ‪وبعد العمليات الأخيرة في فرنسا‬ وبلجيكا وبريطانيا وألمانيا، لا يمر يوم دون أن نقرأ إفتتاحية أو مقالا أو كتابا يربط بين هذه العمليات وينعتها بالعدمية ويعتبرون مرتكبيها عدميون، بعضهم يربطها بالعدمية الجهادية وبعضهم بالعدمية الإسلامية وبعضهم يرون أنها عمليات إرهابية لا علاقة لها بالإسلام ولا بالمسلمين ولكنها عدمية على كل حال. أما بالنسبة للإنتاج العربي لنصوص تتحدث عن هذه الظاهرة، فيكفي إلقاء نظرة على محرك البحث في الحوار المتمدن لنكتشف العدد الكبير من المقالات والبحوث في هذا الصدد، وهذه بعض عناوين المقالات التي لها علاقة بموضوعنا:
العلاقة بين العدمية والدين
الإنتحار وإهلاك الناس بتفجيرات " العدمية المطلقة "
وثيقة جنيف والنخب العدمية
الرياضة الفلسفية في زمن العدمية
قمة الرياض والمبادرة السعودية : بين العدمية السياسية والعبثية التاريخية
عدمية فيض المعنى : نظرات في أصول العنف الإسلامي
الكراهية العدمية فيما بين الشيعة والسنة
صعود العدمية المقاتلة في سوريا
العلمانية العدمية
عن العدمية المفلسة
محمود درويش عدميا
العدمية العلمية وتسويد الصفحات
الأسد أو لا أحد/الأسد أو نحرق البلد : نظام العدمية
وهناك عشرات العناوين الأخرى تتعلق بموضوع العدمية مما يجعلنا نعتقد بضياع المعنى الحقيقي لهذه المقولة وأنها أصبحت تستعمل خارج مضمونها الفلسفي والإجتماعي والتاريخي وذلك للتبخيس والحط من قيمة الموضوع المراد انتقاده والذي يعالجه الكاتب. ونحن بطبيعة الحال لانتفق مع أغلب هؤلاء المفكرين في نعت مرتكبي هذه الأعمال الإجرامية بالعدميين، ليس فقط لإرتباطنا الفكري والسياسي بالعدمية التاريخية وبالعدميين الروس ـ وفي هذا المقام ننوه ونذكر مقال مازن كم الماز في الحوار المتمدن، الذي يدافع عن العدمية التاريخية ويرفض المقارنة بين منظمة نارودنايا فوليا الثورية وداعش الظلامية الإسلامية ـ ولكن أيضا من الناحية الفلسفية نعتقد أن العدمية مفهوم ثوري يجب استعادته وتنقيته مما لحق به من تشويه وسوء فهم على مر العصور ابتداء من دوستوييفسكي وروايته الشياطين مرورا بـألبير كامو ودراسته عن الإنسان المتمرد حتى الفلاسفة الجدد ثم البنوية وما بعد البنوية. مثال لسوء الفهم هذا : تجلت العدمية ‪ أكثر في المجال السياسي، وعبرت عنها النزعة الفوضوية، التي مثلها باكونين الذي نقل العدمية من حالة النقد الجذرى للقيم إلى حالة الإرهاب العملي، معتمدًا في ذلك على قاعدة : « تدمير أكثر ما يمكن وبأسرع ما يمكن »، وبذلك تماثلت العدمية مع الفوضوية من حيث تحول التدمير والخراب إلى غاية في حد ذاتها ـ بالإضافةإلى إعتقادنا بأن فكر الحركات الإسلامية المتطرفة وغير المتطرفة تشارك وتشابه الفكر العالمي المسيطر، وأن الأيديولوجية الإسلامية لا تختلف في جوهرها عن الأيدولوجية الرأسمالية الليبرالية المحافظة أو غير المحافظة وأن مقاتلي داعش لا يختلفون جوهريا عن جنود الدول الإستعمارية التي تحاول أن تتضاهر بنيتها في محاربتهم والقضاء عليهم. وهذا ما يدفعنا لمناقشة فكرة العدمية وإلقاء الضوء عليها لمحاولة فهم أصولها الفكرية والإلمام بمعانيها المتعددة في المقالات القادمة.



#سعود_سالم (هاشتاغ)       Saoud_Salem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طفل خيّوس
- مذبحة خيّوس
- 5 - رحلة الست ساعات إلى خيّوس
- 4 - دموع التماسيح
- 3 - المركب السكران
- 2 - الرحلة الزرقاء
- 1 - صورة الطفل الغريق
- أسس قلعة بني داعش 5 - خريطة المستقبل
- أسس قلعة بني داعش 4 - محمد وحديثه
- عن أسس قلعة بني داعش 3 - الله وقرآنه
- عن أسس قلعة بني داعش 2 - الغزو والغنائم
- أسس قلعة بني داعش 1 - الله ومحمد والقرآن والسنة
- الكلمات التي تقتل
- عن الذباب والذئاب والندم
- رسالة إلى من يهمه الأمر .. خذوا آلهتكم ومدرعاتكم وغادروا
- حدود العقل .. 13 - الموت
- حدود العقل .. 12 - الفن
- حدود العقل .. 11 - العقل المنفصم
- حدود العقل .. 10 - العقل الإنتحاري
- حدود العقل .. 9 - الحلقة المفرغة


المزيد.....




- مجلس الوزراء السعودي يوافق على -سلم رواتب الوظائف الهندسية-. ...
- إقلاع أول رحلة من مطار دمشق الدولي بعد سقوط نظام الأسد
- صيادون أمريكيون يصطادون دبا من أعلى شجرة ليسقط على أحدهم ويق ...
- الخارجية الروسية تؤكد طرح قضية الهجوم الإرهابي على كيريلوف ف ...
- سفير تركيا في مصر يرد على مشاركة بلاده في إسقاط بشار الأسد
- ماذا نعرف عن جزيرة مايوت التي رفضت الانضمام إلى الدول العربي ...
- مجلس الأمن يطالب بعملية سياسية -جامعة- في سوريا وروسيا أول ا ...
- أصول بمليارات الدولارات .. أين اختفت أموال عائلة الأسد؟
- كيف تحافظ على صحة دماغك وتقي نفسك من الخرف؟
- الجيش الإسرائيلي: إصابة سائق حافلة إسرائيلي برصاص فلسطينيين ...


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعود سالم - من أجل تحرير العدمية