(حليب) صخرة (جاسم)

حميد حران السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 5245 - 2016 / 8 / 5 - 15:11
المحور: كتابات ساخرة

ليست على تلك ألأهميه التي حصلت عليها صخرة عبعوب لكن لها قصه .... فقد كان (محيميد اللكام) الوحيدمن بين أهل القريه لايملك شروى نُقيرْ ولا يُتعِب نفسه بعمل معين لكن (خبزته) ميسوره وعائلته الصغيره المكونه من زوجته وأبنه الوحيد جاسم يعيشون بما يقرب من رفاه أهل القرى ملبسا ومأكل , ومن بين ما يتيسر بأستمرار في بيتهم (الحليب) .
لم يكن لقب (اللكام) نسبا أو أسم أب أو جد , بل صفه مشتقه من (اللقم واللقمه) للدلاله على أن الرجل كان يحصل على قوته في غير بيته , كان يجوب البيوت يتنقل بين هذا وذاك مستعينا بحاسة شم لاتخطيء الهدف في تمييز ماتحتويه (القدور) وهو لايُعدَمْ وسائل التقرب من الناس , عدته وعتاده في هذا سيل من جمل المديح وألأطراء ومجموعة من (النكات) وقدره عجيبه على التلون تغبطه الحرباء على أمتلاكها ... كان يدخل على كل البيوت بميانة صاحب الدار بعد (إحم) تليها الصلوات على النبي وآله ليبدأ (بزخات) مديحه المجاني الذي قد يقلب فيه قبح وجه ربة البيت الى جمال (زليخا) ويحول (جُبن) صاحب المنزل الى إقدام (عنترة العبسي) وينقلب (شحه وبخله) على لسان (محيميد ) الى سماحة (حاتم الطائي) ويتحول على لسانه المتملق (ضيق صدر هذا وحماقة ذاك) الى فطنة وحلم لم يمتلكهما حتى (إياس) ...ودائما مايكون مسك الختام في جولات إستجداءه مجموعة من (النكات) التي أعادها على مسامع أهل القريه عشرات المرات دون أن يمل من تكرارها ليعود بعدذلك بما (قسم الله) من (فضلة خير) ممدوحيه .
جاسم شأنه شأن كل طفل في القريه لابد له من اللقاء مع لداته في ملاعب البراءه , ودائما مايدور الحديث بين ألأطفال عن المأكل والملبس , كانت سيماء الشبع وجودة الملبس محط فضول بعضهم وحين سأله أحدهم عن طعام ألأفطار قال :
-(طابك تمن وزبد لو خبز حنطه وحليب) .
-(منين يجيكم الحليب والزبد وأنتم ماعدكم حلال ؟ ومنين التمن والحنطه وأبوك مايزرع ؟ ).
عاد الطفل الى الدار ليسال والده عن مصدر ما يأكلون ... هنا أمسك الرجل بيد أبنه ورافقه الى مرتفع خارج القريه تستقر فوقه صخره واشار لها قائلا : (بويه جاسم أنا يوميه أجيبلكم حليب مناه) .
في اليوم التالي ذهب الطفل البريء ليُخبر من سأله عن مصادر قوتهم بما سمعه من والده ... هنا قهقه ألأخر ونادى على بقية ألأطفال (خايبين تعالوا أسمعوا جاسم يكول نجيب حليب من الصخره) ... ومنذ ذلك اليوم أصبح أسم الطفل (جاسم حلاب الصخر أبن محيميد اللكام) .

#حميد_حران_السعيدي (هاشتاغ)

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات