أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عقيل الناصري - ضوء على كارزمية قاسم والجادرجي : (2-5)















المزيد.....

ضوء على كارزمية قاسم والجادرجي : (2-5)


عقيل الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 5245 - 2016 / 8 / 5 - 03:13
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


ضوء على كارزمية قاسم والجادرجي : (2-5)
وطالما أن امكانية ممارسة الفرد لأي تأثير اجتماعي منوط بالنظام الاجتماعي العام، فإن ذلك "...يفتح الباب أمام تأثير ما يسمى بالصدفة في المصائر التاريخية للأمم... ويترتب على ذلك بالتالي أن مصائر الأمم ترتهن أحياناً بالمصادفات، وهذا ينطبق على مقولة هيغل الشهيرة. (في كل شيء محدود عنصر من المصادفة... 16 ".
أما العوامل الرئيسية لمصدر الزعامة والقوة لدى السياسي العسكري عبد الكريم قاسم فقد تمثلت، كما أراها، في 17 :
- كفاءته وقدراته التي أصبحت قوة اجتماعية ؛
- سعة قاعدة حكمه الاجتماعي ؛
- دينامكية السلطة السياسية وإدارته للصراع الاجتماعي ؛
- سلوكيته الحياتية كمثال يحتذى به ؛
- من اعترافه بالحقوق الاجتماعية لكل المكونات الاجتماعية ؛
-من برنامجيته التي مثلت مطالب المعارضة الوطنية خلال الحقبة الملكية.
الكل يعلم أن قول ابن عربي: {أعلم أن كمال الوجود وجود النقص فيه، إذ لو لم يكن لكان كمال الوجود ناقصاً بعدم النقص فيه} فيه الكثير من الصحة المعرفية والتاريخية وكأنها جدل منهجي.. ومن هذا المنطلق تتطلب الموضوعية أن نسلط الضوء المكثف على نقاط الضعف في سياسة قاسم والتي أثرت سلباً أو/و كبحت من فعالية الظاهرة التموزية/القاسمية، بغية استكمال مواقع الرؤيا فيه طالما أن "... التأريخ يتمحور بتأرجحه بين خطوة للأمام وخطوة للوراء، بين خلق ممكنات مرغوبة وبين وأدها في أية لحظة... 18"على وفق: زمكانية ظهورها ؛ ثقل العوامل المتناقضة التي مسكت بلحمة الواقع المادي للمجتمع العراقي ؛ من محدودية إمكانيات الفرد/ القائد ؛ من قاعدة من لا يعمل لا يخطئ.
في الوقت نفسه لم يكن قاسم "... بدوره ملاكاً أو قديساً، وله مسؤولية في تدهور الأوضاع السياسية آنذاك... 19" والتي يمكن ان نرجعها إلى الظروف والعوامل التي سادت مرحلته وحجم الصراع الداخلي و التآمر الاقليمي والدولي على نظامه 20، إذ بعضها لها:
- علاقة بمنظومته الفكرية والمؤثرات الحياتية التي استمدت مضامينها من الثقافة التقليدية المستنبطة من واقع عراق مطلع القرن المنصرم ومن وثقافته العسكرية ؛
- قلة تجاربه النظرية والعملية في الإدارة السياسية وفنونها والصراع الاجتماعي وابعاده والمضامين الفلسفية لحركة الحياة ؛
- ردود افعال صراع القوى الاجتماعية والمواقف السياسية إزاء كيفية حل التناقضات وتقنينها عمليا وسنها تشريعيا ؛
- مما أجبرته الظروف الواقعية على القيام به رغم تعارضها وماهية أفكاره ومثله ؛
- من الموروث السيسيولوجي الثقافي المتمحور حول أبوية الزعامة وعبادة البطل والزعامة الملهمة.
- من الموروث الملكي كونها تفتقر إلى مؤسسات فاعلة ؛
- من التوترات الاثنية القائمة ومن الاختلال الذي احدثته ثورة تموز من خلل في التوازنات القائمة الناجمة عن ترابطاتها الطبقية والاثنية والتهميش ؛
- من المنزع الاستعجالي الذي كسى القوى الاجتماعية الحية، بما فيهم قاسم ؛
" إن هذه النواقص يجب النظر إليها على ضوء الانهماك الكبير بالصراع السياسي الداخلي والخارجي. فالمؤامرات مستمرة وسيل الدعاية المعادية من الإذاعات الخارجية تعكس تيارات عقائدية متضادة من جهات مختلفة وتخلق جواً من عدم الثقة وعدم الاطمئنان، كثيرا ما تحول الاهتمام من الأعمال البنائة وإعمار التطور الداخلي... 21". كما أن ذلك يعود إلى ماهية طبيعة الطبقة الوسطى، التي ينتمي إلها قاسم بذاته، وطبيعتها غير المتجانسة ولا المتناغمة ولا الموحدة وذات الموقف المتذب. وفي الوقت نفسه لتنشئته المهنية/العسكرية وغيرها من العوامل.
وتأسيسا على ذلك فيمكن نقد قاسم بصورة مكثفة من أنه 22 :
- كان يرى في ذاته تمثيل الكل 23؛
عتماده على الكثير من أدوات السلطة القديمة ؛
لم يستوعب عمق عملية التغيير الاجتماعي ةتناقضاتها والتي تمخضت عن ما أنجزته الثورة ؛
-الابطاء في استكمال الأسس الدستورية ومن ثم تواصل تعميق المنجز المستهدف ؛
- لم يكمل مشواره في حل المشكلة القومية للاكراد ؛
- سياسة قاسم التسامحية تطلبت ظرفا ووعيا اجتماعيين ملائما لهما، لم يكونا متوفران في حينها ؛
- أحتدام الصراعين الداخلي والخارجي افرغت الثورة من دينامكيتها التطورية، ليصبح هو كذات مركز الصراع الاجتماسياسي ؛
- عظم المسؤولية التي أخذت الثورة على عاتقها لتحقيقها ؛
- مثلت الفئات الفقيرة عصب مشروعه المركزي، إلا أنه لم يحكم بهم وإنما حكم لهم ؛
- لم يحاول قاسم مراجعة ذاته القيادية وتعقب تقاطع مشاريعه الاستراتيجية من حيث الأولويات ؛
- ما اعقب الثورة من صراعات أثرت بل ساهمت في تغيبها القسري ؛
- جهده المبذول من أجل استرضاء القوى المحافظة ؛
- سعيه لإضعاف القوى العراقوية ؛ عدم قدرته في تكوين (الكتلة التاريخية حسب مفهوم غرامشي) ؛
- من عدم تجانس القاعدة الاجتماعية سواء اكانت أثنية أو/و أيديولوجية 24؛
- " فشله في مأسسة الثورة والتشجيع على المشاركة السياسية الواسعة بما يتجاوز المستوى الرمزي... 25 " ؛
- في عدم تطبيق السياسة الاستباقية للجم القوى المناهضة للثورة 26
الهوامش
16- د. مؤيد الونداوي، مستل من حضارة العراق، ج. 12، دار الحرية بغداد 1985.
والمصادفة من الناحية الفلسفية: هي الأشياء النسبية التي لا تظهر إلا في تقاطع العمليات الضرورية. فالضرورة التاريخية تلحقها حتما صدفة خارجية، وللأخيرة ضرورة كأساس لها وهي صورة من مظهرها.. بمعنى أنه لم ينشأ عن التطور الاجتماعي في سياق تحقق صيرورته في مجتمع ما. فعلى سبيل المثال بالنسبة إلى سكان مكسيكو كان ظهور الأوربيين في أمريكا محض صدفة، بمعنى أنه لم ينشأ عن التطور الاجتماعي لتلك البلدان. لكن هوى الرحلات والاكتشافات عند السواح الاوربيين لم يكن صدفة، بل كان مرهوناً بحصيلة الاوضاع الاقتصادية في البلد المفتوح والفاتح.
17- للمزيد راجع د. عقيل الناصري، قراءة أولية في سيرة عبد الكريم قاسم ، ط.1، دار الحصاد ، دمشق 2003.
18- كامل شياع، عن التأريخ والتأويل وحقيقة 14 تموز، الثقافة الجديدة، العدد 278، لسنة 1997.
19- د. عزيز الحاج، تقيم القادة الوطنيين بين التجريح والتقديس ، جريدة الزمان، في 27/4/2000، لندن .
20- بلغت عدد المحاولات الانقلابية في الجمهورية الأولى (14 تموز 1958- 9 شباط 1963) 39 محاولة انقلابية، اي بمعدل محاولة كل 43 يوماً.. طالما أن زمن الجمهورية الأولى كان 1666 يوماً. للمزيد راجع كتابنا بثلاث أجزاء، عبد الكريم قاسم في يومه الأخير ، دار الحصاد ، دمشق 2015.
21 - أديث و أي بينروز، العراق، ج. 1، ص. 456، مصدر سابق.
22- للوقوف على نقد قاسم وسياسته بالتفصيل راجع : د. عقيل الناصري، قراءة أولية، صص.107-122، مصدر سابق.
23 - فعلى سبيل المثال ففي خطابه في كلية الاحتياط في آذار 1959 قال: "... قمت بالثورة لصالح كل الناس ، إني دوماً مع الناس كلهم. أني فوق الميول والتيارات دوماً، وليس لدي إنحياز لأي جانب، كما إني انتمي إلى الشعب بأسره، وإني أهتم بمصالح الجميع، وأسير إلى الأمام معهم كلهم ، كلهم أخوتي ... ". وهذا عين الطوباوية الثورية.
24- رغم الدعوات المتكررة لقاسم من إنشاء حزب سياسي ، إلا أنه رفض بصورة مطلقة، لإعتقادي إن مثل هذا الحزب سوف لا ينجح لانه مرتبط بشخصه، من جهة ومن جهة ثانية يسكون عرضة لمحاولات الاطراف المنضوية من الهيمنة عليه ، ومن جهة ثالثة فإن هذا الحزب سيتمزق بفعل الانقسامات الفكرية .
25 - أريك دافيس، أ ذاكرة دولة، ص. 190، مصدر سابق
26 - لقد كانت سياسة قاسم في لجم القوى المناهضة للحكم يتمثل في بدأ شروعهم بالفعل الانقلابي ومن ثم يلقي القبض عليهم، وليس هنالك سياسة استباقية للجمهم، وهذا ما دلل عليه الانقلاب الاخير في 8 شباط، حيث قال لمراسل الليموند قبل 3 ايام من الانقلاب بأنه يعرف " أسماء كافة العناصر المخربة ، إلا أن الأمر لا يعود لي بصفتي رئيساًللحكومةإصدار أمر بإعتقالهم ، إنما أترك الأجهزة المسؤولة في الدولة كي تقوم بواجباتها الملقاة على عاتقها... " راجع للمؤلف : ثورة 14 تموز وعبد الكريم قاسم في بصائر الآخرين، ص.374،دار الحصاد دمشق 2011..



#عقيل_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضوء على كارزمية قاسم والجادرجي :(1-5)
- الزعامة الكارزمية ( الملهمة):
- قراءة فكرية في: الظاهرة التموزية و ذاتها الموضوعية
- المثقف القروي ورجل الضل .. خير الله طلفاح نموذجاً
- من تاريخية الثورة الثرية : الانتلجنسيا العسكرية العراقية :
- عبد الكريم قاسم والانتلجنسيا ( المدنية والعسكرية):
- من تاريخ العراق المعاصر: واقعة قصر الرحاب ومقتل العائلة الما ...
- من تاريخ العراق المعاصر: واقعة قصر الرحاب ومقتل العائلة الما ...
- من تاريخ العراق المعاصر: واقعة قصر الرحاب ومقتل العائلة الما ...
- من تاريخ العراق المعاصر: واقعة قصر الرحاب ومقتل العائلة الما ...
- من تاريخ العراق المعاصر : واقعة قصر الرحاب ومقتل العائلة الم ...
- من تاريخ العراق المعاصر: واقعة قصر الرحاب ومقتل العائلة الما ...
- من تاريخ العراق المعاصر : واقعة قصر الرحاب ومقتل العائلة الم ...
- من تاريخ العراق المعاصر : واقعة قصر الرحاب ومقتل العائلة الم ...
- دروس من تجربة الثورة الثرية ***: الجادرجي والزعيم (2-2):
- دروس من تجربة الثورة الثرية : الجادرجي والزعيم (1-2):
- حوار من الباحث الاكاديمي عقيل الناصري
- حقوق المرأة السياسية في الدساتير العراقية ، دراسة مقارنة.
- من تاريخية الانتلجنسيا العراقية
- جوانب من تاريخية صراع الهوية في العراق :


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عقيل الناصري - ضوء على كارزمية قاسم والجادرجي : (2-5)