أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد الحمد المندلاوي - قصص قصيرة من ربى مندلي /18














المزيد.....

قصص قصيرة من ربى مندلي /18


احمد الحمد المندلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 5243 - 2016 / 8 / 3 - 14:30
المحور: الادب والفن
    


بسم الله الرحمن الرحيم
قصص قصيرة من ربى مندلي /18

بقلم/ احمد الحمد المندلاوي

**تكملة و إلحاقاً بمواضيعنا السابقة و المنشورة في هذا الموقع الممتاز منذ عام 2013م ،هنا ننشر بعض القصص القصيرة و الحكايات الشعبية الخواطر الأدبية و إتماماً للفائدة ..حيث لنا كوكبة جيدة من كتاب القصص القصيرة و الرواة في قضاء مندلي،سنسرد لكل واحد منهم قصة قصيرة أخرى في هذا الإطار:
صورة عائلية..
قصة قصيرة
بقلم/للقاص سالم بخشي المندلاوي
** كان يتمنى أن يكون حادّ البصر في هذه اللحظات بالذات ؛ و يستطيع النظر إلى الصورة العائلية المعلقة على الجدار المتصدع للغرفة التي لم يبارحها منذ وقت طويل . لم يكفيه تخيّل تفاصيل الصورة في ذهنه طوال الوقت ، و تمنى أن ينظر إليها عن كثب ولو لمرّة واحدة و أخيرة قبل أن تنتابه سكرات الموت و يفقد البصر و الإدراك نهائياً ؛ و قد أحس بدنّو أجله بعد ما شاهد رؤياه الأخيرة !
كان يرنو إلى جهة الجدار دون جدوى . لم يكن يجرؤ على طلب أمنيته الأخيرة من ابنته زينب ؛ لئلا يهيج مشاعرها من جديد و يعاظم من حزنها ، قائلاً في نفسه : ( لأترك إبنتي المسكينة تنعم بلحظة هدوء وسكينة ، يكفي ما ذرفت من دموع فيما مضى ... وما ستذرف لاحقاً عند موتي !) .
لم تفارقه طوال الليل ، و لم يذق جفنها الكرى ، و لم تتوقف عن البكاء إلا قبل لحظات . لقد ذبّل البكاء عينيها الساكنتين و دكّن الأرق محيط محجريها و صيّر وجهها الملائكي الجميل إلى شبح مصفر حزين!
لم تنسى أن تسأله بعد ما فقدت الأمل ، بالكمية الهائلة من الأدوية والعقاقير الطبية التي تزاحمت بالقرب من سريره الذي لم يغادره منذ شهور :
( أبتي ، ماذا تطلب مني في هذه اللحظات ؟! ) .
لم يجب الأب ، بل أمسك بكف إبنته زينب بحركة وئيدة ، و قبض عليه بوهن متبسماً ؛ ليشعرها بالرضى و الإطمئنان ؛ و لا يحمّلها عناءً أكثر مما تتجثم . و كان يخفي في قرارة نفسه آسفاً على رحيله الوشيك ؛ و تركها وحيدة دون قريب أو حبيب ...
لم تكن زينب بعيدة عن رغبة والدها ، و كانت تعلم ما يمكن أن يطلبه في هذه اللحظات ، إلا أنّها كانت تخشى عليه بالضبط ما كان هو يخشاه عليها ! لكن بعد تأمل طويل و عميق ، أدركت كيف يمكن أن تكون روحه مطمئنة أكثر و راضية و هي تغادر نحو ربها ، إذا ما شاهد الصورة ؛ فانبرت مسرعة و أنزلت الصورة العائلية عن الجدار، وقرّبته من والدها المسكين ، قائلة له بصوت حميم حزين مخنوق بالعبرات:
( أبي ، أعرف ما يمكن أن تطلبه مني في هذه اللحظات !) .
إختلط بكاؤهما ،وهما ينظران إلى الصورة العائلية و يفحصان ببصرهما أفراد أسرتهما ،و يتأملانِ من شقيقين يافعين بشيرين ، أُعدما من قبل الأجهزة الأمنية للسلطة البائدة بتهمة الإنتماء إلى حزب معارض . و هناك في نفس الصورة ، أم باسمة حنونة ، ماتت بعدهما حزناً وكمداً !
احمد الحمد المندلاوي
3/8/2016م
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصص قصيرة من ربى مندلي /17
- مارتن لوثر كينغ في الذاكرة /2
- مارتن لوثر كينغ في الذاكرة /1
- سلسلة كتب عن مندلي /1
- قصص قصيرة من ربى مندلي /11
- ذاكرة التواصل الإجتماعي/ق8
- وتاهت علينا رؤوس الخيوط !.
- قصص قصيرة من ربى مندلي /15
- يا أبي عليك أن تبتسم لها..
- الفنان فرهاد حسن: هكذا وجدته..3
- الفنان فرهاد حسن: هكذا وجدته..2
- الفنان فرهاد حسن: هكذا وجدته..1
- سجل شهداء مندلي... الروضة:14
- سجل شهداء مندلي... الروضة:13
- قصص قصيرة من ربى مندلي /14
- موشح ..خُذ فؤادي/22
- موشح ..خُذ فؤادي/1
- سجينتي في لا زمنْ ..
- شفاهيات الدرويش شيردل- سقان/ 19
- في زمنِ لا زمنْ ..


المزيد.....




- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد الحمد المندلاوي - قصص قصيرة من ربى مندلي /18