جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 5242 - 2016 / 8 / 2 - 20:26
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
يناقش هذا المقال المفهوم العربي في المناخ و الطقس و الجو و التكيف او التأقلم مع الاحوال الجوية العربية. اذا كنت تعيش في محيط صحراوي حار جاف لاتجد بالضرورة حاجة الى التطرق الى مسألة الجو و المناخ و الطقس لانها لا تتغير فكيف اذن بهذه المفردات المختلفة (الجو – الطقس – المناخ)؟
عندما تاتي الى (القلم) الكلمة التي وردت في القرآن تتعرف على التاثير اليوناني القديم على العربية و هذا شيء بديهي فما هي منفعة القلم (من نفس اصل الهندو الاوربية كالالمانية Halm (سويقة او ساق النبات) و الدفتر (كلمة يونانية اخرى) للبدو العربي الصحراوي و لكن و عندما تاتي الى الفعل (تأقلم) تتعجب اكثر و تحتار و تبدأ بالسؤال لماذا تستعمل العربية (تأقلم) و هي تستطيع ان تستغني عنه باستعمال (تكيّف)؟ كيف يمكن ان تندمج كلمة دخيلة بهذه الطريقة في اللغة العربية و العرب تكره الكلمات الدخيلة و تعتبرها ضعف في اللغة؟
طبعا ليست هناك علاقة بين (القلم) و (تأقلم) بالرغم من التشابه لان الفعل المزيد (تأقلم) على وزن (اسلم) صيغ من الاسم الدخيل (اقليم) و يرجع الاقليم الى Climate المناخ و هنا يتبين الفرق بين التكيّف و التأقلم في الاساس لان التأقلم كان يشير الى التكيف المناخي.
لقد تعود البعض على ارجاع الانجليزية almanac الى العربية (المناخ) و لكن العربية في الكلمة ربما لا تتعدى حتى الاداة (الـ ). للمزيد عن اصل الكلمة يرجى مراجعة الرابط الاتي:
https://en.wikipedia.org/wiki/Almanac#Etymology
يعتقد ان كلمة (الطقس) ترجع ايضا الى اليونانية taxis التي كانت تشير الى النظام و الترتيب لربما في سياق ديني مسيحي. اما كلمة (الجو) فان لها نسبيا تأريخ اقدم و ورد في القرآن بمعنى في (داخل) الفضاء الواسع (الم يروا الى الطير مسحرات في جو السماء). استعمال كلمة الجو بمعان مختلفة (الداخل) تدل على انها لم تكن بالمفهوم العصري لاسيما ان للكلمة ما يقابلها في السريانية gaw اي ان المعنى تطور تدريجيا. السريانية gawa تعني الداخل و البطن و المخبيء في الارض اي ان المعنى الاصلي يشير الى الداخل او في داخل السماء. تطور معاني هذه الكلمات تدل على الحاجة العربية الى تسميات جديدة بعد التوسع العربي بعد الاسلام.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟