رياض محمد سعيد
(Riyadh M. S.)
الحوار المتمدن-العدد: 5241 - 2016 / 8 / 1 - 23:28
المحور:
كتابات ساخرة
الحمار و التل
كنا في الصغر ، نتعلم اللغة العربية بكلمات غريبة ، علق بعضها في مخيلتنا منذ الصغر وبقيت راسخة في اذهاننا الى يومنا هذا وبمرور الايام والسنين ومع تصارع الاحداث الاجتماعية والسياسية ، كبرنا وتعلمنا ودرسنا لكن كلمات المدرسة لا زالت تتردد في اذاننا . ومن الكلمات التي علقت في اذهان الكثيرين منا (دار دور) و ( البط والشط) و ( السمكة والشبكة) و ايضا الحمار الذي على التل
ولا ادري لم تلاشت معظم الشخصيات والكلمات وبقي الحمار .. بأعتقادي وتأييد البعض ان ذلك راجع الى سبب كونه حمار والى ضرورة تفسير سبب بقاءه على التل .. فالبعض كان يأخذ الموضوع من وجهة نظر سياسية ... وله تفسير سياسي فقد يكون الحمار قد لجأ الى التل ينتظر ان تتحسن الامور في المدينة ليعود بعدها عسى ولعل ان ينجلي غبار الفوضى والتخلف الذي اصاب الناس في بغداد مما ادى الى سوء معاملة الحمار ,, بينما قال اخرون ان الحمار صعد الى التل كي يتمكن من ان يرى من فوق (بنظرة فوقية) كل شيء بوضوح ليتمكن من ان يتخذ القرار الصائب على ضوء ما يراه .... وبغض النظر عن التفسيرين وبعيدا عن اي تفسير اخر قد يظهر الا ان الحمار .. ولأنه حمار ... قد هرب من المواجهة واتخذ قراره ان يصعد الى التل ينتظر نتيجة ايجابية وهذا موقف جبان لا يستغرب ان يصدر عن الحمار .. ولهذا كان السؤال المتكرر متى ينزل الحمار من على التل ؟
وهذا السؤال ايضا له مدلولاته
فالناس قد نسيت الحمار منذ صعوده وانشغلت بمشاكل الناس في المدينة .... الناس الذين عاثو في الارض فسادا وكلما تولى رجل منصب السيادة حل مصاب جديد وزاد الطين بله وتعمقت جراح الشعب حتى يأس الناس من الرجال وتذكرو الحمار فجاء السؤال من جديد ... متى ينزل الحمار من على التل ؟ فقد طال الانتظار .. واستمكن الاشرار وخربو الارض والدار .. عسى وان يكون لدى الحمار الحل المنشود ليقود هذا الشعب المسكين الى الظفر والانتصار .
لنتوجه كلنا بانظارنا الى التل .. وان ندعو الى الله تعالى ونسأل ... هل لازال الحمار واقف على التل ؟ ... ام ان احد المايخافون من الله ذبحوه وباعو لحمه للمساكين على انه لحم خروف . فضاع الحمار وضاع الامل بالانتظار .
#رياض_محمد_سعيد (هاشتاغ)
Riyadh_M._S.#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟