أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد يوسف عطو - مالاتعرفونه عن اسرار 14 تموز 1958 - ج4 والاخير















المزيد.....


مالاتعرفونه عن اسرار 14 تموز 1958 - ج4 والاخير


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 5241 - 2016 / 8 / 1 - 09:29
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



الحاقا بالجزء الثالث والمنشور على الرابط التالي :

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=526000

( 11 ) :

لقد كانت نسبة الفقر بين العراقيين تصل في العهد الملكي الى 56,8 %من مجموع السكان البالغ عددهم 7 ملايين نسمة حسب احصاء 1957 . وتم اتهام النظام الملكي بانه وراء هذا الفقر . وهذه مغالطة كبيرة, لان الحكومة العراقية الملكية لم تستفيد من واردات النفط الا في اواسط الخمسينات من القرن الماضي .

لم تتمتع الدولة العراقية بالرفاهية الا بعد عام 1955 حيث اصبحت الميزانية تحصل على 30%من واردات النفط .وكانت ميزانية العراق التشغيلية في العام 1958 تبلغ 8 ملايين دينار عراقي .من هذه الموارد المتواضعة بدا النظام الملكي بتحسين احوال الشعب.
لقد جرى افتتاح مستشفى عام باسم المستشفى الفيصلي في كل مركز لواء ( محافظة )حيث تغير الاسم في العهد الجمهوري الى المستشفى الجمهوري . كما فتحت المستوصفات الطبية في معظم الاقضية والنواحي . وكانت المدارس تبنى وتفتح في كل مكان , والتعليم مجاني ومتاح للجميع ,

وكانت البعثات الدراسية ترسل الى الخارج بشكل منتظم . وكان برنامج التغذية المدرسية المجاني للطلاب يطبق في جميع مدارس العراق .وكانت تجري الرعاية الطبية والفحوصات على الطلاب بشكل دوري .

وبدات الدولة بتنفيذ مشاريع الاسكان لذوي الدخل المحدود . ولا توجد محافظة في العراق لاتحتوي اليوم على حي يسمى ب( حي الاسكان ).وهي مشاريع فتحت في العهد الملكي .لم يكن الفقر سببه سرقة او فساد او خيانة او سوء ادارة , والسبب عدم توفرموارد مالية للدولة .لذلك لايمكننا الحديث عن سرقة الاستعمار لموارد العراق , كما روج لها الانقلابيون والاحزاب السرية المعارضة للنظام الملكي .

ان المساعدات المالية التي كان العراق يتلقاها من الدول ( الاستعمارية)كانت تفوق عائداته من النفط , وكانت تصرف على على تطوير البنى التحتية .مما جعل العراق يحتل المرتبة الاولى في بلدان الشرق الاوسط في سلم التطور والتنمية. ويمكن لنا ان نتصور ماذا سيكون حال الشعب العراقي لو توفرت لحكومات العهد الملكي نفس الاموال التي توفرت للدولة العراقية في الزمن الجمهوري .

(12) :

وجود الاقطاع :

في بدايةالقرن التاسع عشر اخذت الحكومة العثمانية تدفع العشائر الى امتهان الزراعة والاستقرار في الارض .وبعد استحداث دائرة التسجيل العقاري ( الطابو ) تشكل نمط جديد من الملكية الزراعية هو الاقطاع . حيث قام رئيس القبيلة بتسجيل الاراضي الزراعية باسمه , مستولين على اراضي العشيرة كلها .وبذلك اصبح الفلاح معدما .

لم يتعرض النظام الملكي للاقطاع لانه اعتمد نظام اقتصاد السوق الراسمالي , والامرالثاني ايمانه بان العراق بلد زراعي وان الزراعة هي عصب الاقتصاد . وحين حاول النظام الملكي دعم الزراعة وجد نفسه يدعم الاقطاع بدون ان يدري , وليس الفلاحين .

ولقد كان للدعم الحكومي للزراعة نتائج باهرة , حيث تحول العراق الى بلد مصدر للمحاصيل الزراعية . غير ان النظام الاقطاعي فيه ظلم كبير , ادى هذا الظلم الى هروب الفلاحين الى المدن وعملهم في مهن مختلفة لاعلاقة لها بالزراعة .

(13 ) :

اتهام النظام الملكي بالعمالة للاستعمار :

لقد روج عبد الناصر واجهزة اعلامه لفكرة عمالة النظام الملكي في العراق للاستعمار . وقد روج لهذه الاكاذيب الاحزاب السرية المعارضة للنظام الملكي. لم ينل العراق استقلاله الا بعد حوالي 11 سنة من تتويج الملك فيصل الاول ملكا على العراق .

اراد ملوك العراق الخروج من الهيمنة البريطانية لكنهم تعرضوا للقتل بتدبير من بريطانيا .لقد عاش العراق تحت الاحتلالات لمدة 800 سنة , ولم يكن من الممكن عمل شيء بين ليلة وضحاها .لم تكن الاحزاب المعارضة مخلصة في طروحاتها .فالحزب الشيوعي العراقي كان غارقا في التبعية للاتحاد السوفييتي . وجاء البعثيون الى الحكم بقطار امريكي .

لم يكن للنظام الملكي ماكنة اعلامية بمستوى التحديات . لم يستطع النظام الملكي القيام باعلام مضاد.وازالة غسيل الدماغ الذي تعرض له الشعب العراقي .استمر الاحتقان في الشارع لسنين طويلة مما سهل في الاخير عملية الانقلاب على النظام الملكي .
( 14 ):

عدم عراقية العائلة المالكة

ان العراق بهويته الحالية لم يكن موجودا اصلا. كانت كلمة ( عراق ) تطلق على الاراضي الواقعة مابين دجلة والفرت ( بلاد مابين النهرين )وهي تقع دائما ضمن امبراطوريات كبيرة متصارعة .لقد ترشح ثلاثة اشخاص لمنصب ملك العراق , جميعهم غير عراقيين , وهم : الامير فيصل بن الحسين من الحجاز والامير خزعل الكعبي من امارة الاحواز , وطالب النقيب من البصرة . حين بدا تشكيل الكيانات السياسية في المنطقة تم دمج ولايات الموصل وبغداد والبصرة العثمانية والتي كانت مستقلة بعضها عن بعض اداريا وسياسيا واقتصاديا, في كيان واحد سمي ب ( العراق ).

من ثم اختير الامير فيصل ملكا على العراق في آب 1921 بعد اجراء استفتاء عام .لم تكن الجنسية العراقية قد تم العمل بها . تقررمنح الجنسية العراقية بعد اجراء اول احصاء سكاني في عام 1927 . وكان هنالك شرطين للحصول على الجنسية العراقية , اولا ان يكون المواطن حاصلا على الجنسية العثمانية , والثاني ان يكون ساكنا دائميا في العراق .

ولان فيصل نفسه كان يحمل الجنسية العثمانية , وكان من الساكنين في مملكة الحجاز والتي هي جزء من الدولة العثمانية , لذا منح الجنسية العراقية.لذا كان الادعاء بعدم عراقية العائلة المالكة ادعاء باطل .ان الكثير من الحكام الذين حكموا العراق لم يكونوا عراقيين ولم يولدوا في العراق .فلماذا لايقال في التاريخ بانهم ليسوا عراقيين ؟ السبب لانهم كانوا جميعا مواطنين لنفس الامبراطوريات التي كانت تضم العراق.لذلك لم يكن في حكمهم للعراق اية شائبة .

( 15 ):

تطبيق نظام اقتصاد السوق الراسمالي

لاشك ان نظام السوق حقق نجاحات كبيرة في العراق حيث نقله من دولة متخلفة الى دولة حديثة . غير ان عيوب نظام اقتصاد السوق كان في ظلم الاقطاع للفلاحين . وفي الصناعة كان على العمال العمل لساعات طويلة مقابل اجور قليلة .حيث لم يكن هنالك نظام للتقاعد وللضمان الصحي والاجتماعي ولا نقابات تدافع عن حقوقهم .
وحين يقوم العمال بالاضراب يقوم رب العمل بفصلهم من العمل او استدعاء قوات الشرطة .

ادى هذا الوضع الى تفشي البطالة وتذمر فئات كثيرة من الشعب . لقد كان هنالك قصور في نظرة النظام الملكي الى الصراع داخل المجتمع . حيث نظر النظام الملكي الى الاحداث بنظرة احادية وهي الاسراع في تحقيق التنمية دون النظر الى مصالح الفقراء وهي من الاسباب التي ادت الى اسقاطه .

مسك الختام :

هنالك الكثير من الظواهر المجتمعية والعنفية التي تعكسها احداث 14 تموز 1958 وما تلاها من احداث :
فالشعب العراقي الذي قام بالاحتفاء بمراسيم تتويج فيصل الثاني ملكا على العراق قام بقتله وبقتل افراد العائلة المالكة وهو نفسه قام برفع سيارة عبد الكريم قاسم , وقام بالتصفيق خلف صدام حسين الذي شارك في عملية اغتيال عبد الكريم قاسم .ان هوامش المدن وابناء الارياف الوافدين من ارياف وسط وجنوب وغرب العراق ارادوا الانتقام من الاقطاع الذي اذلهم فقاموا بالتمثيل بجثث الوصي ونوري السعيد ونهب القصور الملكية وحرق الجثث والتمثيل بها والهدف هو الانتقام من بغداد ومن المدن العراقية والتي هي رموز للحضارة والمدنية حيث دعم النظام الملكي الاقطاع فتحول العبيد من الفلاحين الى سادة وقاموا بتدمير وتخريب المدن مثل بغداد وتحويلها الى اطلال قرية كبيرة ومكب للنفايات والى مجلس عشائري كبير .

لقد بقي مترسبا في العقل الجمعي اللاواعي لهولاء الوافدين الى المدن العراقية حب الثار والانتقام وتحويل قيم بغداد المدنية والحضارية الى قيم رثة حيث تتشابه الاحياء بقذارتها ولونها الترابي ولافتاتها السوداء

لذا فان احفاد هؤلاء الوافدين مهما حصلوا على ارقى الشهادات الاكاديمية الا انهم يحملون في اعماقهم كرها للمدينة خصوصا الى بغداد وحب الثار والانتقام . لذا يكون تفكيرهم احادي وصحراوي وبدوي قائم على عقلية الانتقام والثاروالقتل والغنيمة !

تم الموضوع ..

مقالات ذات صلة :

مقالنا (شروط صيرورة الامة ) والمنشور على الرابط التالي :

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=526110

قناتي على اليوتيوب والمنشورة على الرابط التالي وفيها تفاصيل عن سلسلة مقالاتي عن 14 تموز 1958 وبعض الجوانب التي لم اذكرها في مقالاتي :


https://www.youtube.com/channel/UC5qTSwoMAo6jDKPxkBsOzcg



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شروط صيرورة الامة
- ( مالاتعرفونه عن اسرار 14 تموز 1958 - ج3 ).
- اضطهاد المتنصرين في الدول الاسلامية
- مالاتعرفونه عن اسرار 14 تموز 1958 - ج 2
- الارهاب الاردوغاني ضد المسيحيين
- مشكلات المتنصرين في اوربا
- ما لاتعرفونه عن اسرار 14 تموز 1958
- العداء للمسيحية وتزوير التاريخ وتسليع الثقافة
- الحوار المتمدن : قراءة انثروبولوجية
- انتهازية الحكومات الغربية تجاه اضطهاد المسيحيين
- سقوط الايديولوجيات والسرديات الكبرى
- المسيحيون ضحية لتحريم انتقاد الاسلام
- فرج حواء والخطيئة الاولى
- اضطهاد المسيحيين في العالم الاسلامي
- ستوب : وقفة مع بولس والمسيحية في بداياتها
- السرقة والقتل بديلا عن العمل
- الرثاثة ضد صناعة الحياة
- الفاشية المجتمعية وهرميتها
- المثلية الجنسية مرفوضة مجتمعيا
- الالوهة تحت مجهر النقد والمساءلة


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد يوسف عطو - مالاتعرفونه عن اسرار 14 تموز 1958 - ج4 والاخير