|
في استذكار السياب
جمال مهدي صالح
الحوار المتمدن-العدد: 5240 - 2016 / 7 / 31 - 19:24
المحور:
الادب والفن
الميزان المختل،،،،والقيمة المهدورة سلفاً قراءة في عذابات بدر شاكر السياب،،،،،
لا اعرف لماذا كلما اقرأ،،،قصائد السياب،،،اكاد أتلمس بوابات العذاب للعالم السفلي،،ولا اعرف لما تتماهى لدي صورة حياته،،مع صورة العراق بكل محمولاته القدرية الغير منصفة،،غير منصفة لأن ارض مثل العراق،،موطن آدم وحواء،،ونوح وإدريس وإبراهيم ،،وعلي ابن ابي طالب،،ومعظم أولاده من الأئمة ،،وصحابة محمد ( ص ) ،،سلمان وحذيفة،،والزبير وطلحة،،ارض اليعازر،،ويوشع،،ومن التابعين الحسن البصري وابو حنيفة النعمان،،واحمد ابن حَنْبَل ،،وَعَبَد القادر الكيلاني وابو الحارث المحاسبي،،وبشر الحافي وبهلول الكوفي والسري السقطي،،وديار ابو حيّان التوحيدي،،وابن ابي الحديد والمتنبي وابو العتاهية وابي نؤاس،،والقائمة تطول والذاكرة لاتسعفنى ،،،ان موطنا احتوى كل هذه الأسماء ،،،لايمكن ان يكون الا الارض المباركة،،،من الله،،،وانصاف التاريخ،،،في هكذا موازين،،،انها قسمة ضيزى،،، في استذكار لرمز الالم العراقي السياب،،لا اعرف مجدداً لم تحضري صور المقارنة بينه وبين الشاعر نزار قباني،،،فشتان بين حياة الاثنين،،،وكذلك الممات،،، الاول امتداد كامل للاله ديموزي،،،ومأساته،،،،ورحلته سيئة الاقدار،،،وكيف عكرت مزاجه اينانا،،وجعلت حياته عبارة عن رواق استمنائي،،يبدو بلا نهاية،،وهذا بعض من خطابه المر اليها في ملحمة كلكامش،،،،
(( ما أنت الا موقد سرعان ما تخمد ناره في البرد
انت باب لاينفع في صد ريح عاصفة انت قصر يتحطم في داخله الأبطال انت بئر تبتلع غطاءها انت حفنة قير تلوث حاملها انت قربة ماء تبلل صاحبها،،، انت حذاءتقرص قدم منتعلها،،،،،))
قضى الرجل نحبه ( السياب ) وهو يتذوق المرارة،،،جُبل من ملح وطين ،،وماء شط العرب المج،،،،متلبساً لعنة ديموزي وعقوق إنانا ،،وينقل إلينا في بديع شعره،،،الشوق الذي حرم منه،،،وشرط الآدمية الأول الطبيعي الذي حرم منه،،،في صور ابداعية قل نظيرها،،في دفقة واحدة يعطي تمازج حياتنا المعيشة واقدارها اللعينة،،،هو ابن الحرمان،،،والى الحرمان يعود،،خلاصة للتراجيديا العراقية التي تأبى،،ان تصل الى خاتمتها،،،
( مطر..... مطر..... مطر...... احتفالية بضجيج يخالط عملية الخلق،،،يأخذنا الى عالمه،،،في دهشة من مجهول ووعي مؤلم يصل الى الأنواء البعيدة ،،حتى تخوم الفزع،،، ثم يوغل،،،الى منطقة المأساة،،،
تثاءب المساء ، والغيوم ماتزال تسحّ ما تسحّ من دموعها الثقال كأن طفلاً بات يهذي قبل ان ينام: بأن أمه - التي أفاق منذ عامْ فلم يجدها ،ثم حين لج في السؤال قالوا له: " بعد غد تعود.." لابدٓ أن تعود وإن تهامس الرفاق أنها هناك في جانب التلّ تنام نومة اللّحودْ تسف من ترابها وتشرب المطر ؛ كأن صياداً حزيناً يجمع الشباك ويلعن المياه والقدر وينثر الغناء حيث يأفل القمر
في محايثة،،فذة يبني السياب التعالق بين الاقدار العراقية والارواح المعذبة،،سواء كانت فوق الارض او تحتها،،،فالصياد هو ديموزي،،،وهو تجسد لإله مخصي،،،أحكمت عليه نرجسية عشتار،،،القحط،،والعقم الدوري،،هي حبيبته ولكنها عشيقة اخر،،خيرها لسيد العالم السفلي،،،وهكذا هو العراق خيره لغيره،،، وفي مقاربة اخرى مع الشاعر الكبير نزار قباني،،،،وهذا الأخير قضى عمره في غمرة السعادة،،،سيداً للفحولة العربية،،في رواقها الجنسي،الذي أيضاً لا ينتهي،،رمزاً،،لتحرر كل المكبوتات،،،وكسر المحرمات،،،هو أيضاً يشكل فعالية استمنائية ،،ولكنها متحققة النشوة،،،مجبول من سكر وطحين،،،ولنلاحظ علاقته مع أمه والتي يكشف جانباً من طفولته السعيدة عكس المتعوس السياب،،،،
صباح الخير ياحلوة صباح الخير ياقديستي الحلوة مضى عامان يا أمي على الولد الذي ابحر برحلته الخرافية وخبأ في حقائبه صباح بلاده الأخضر اي إشباع هذا ،،وأي دلال ،،مقابل حرمان الاول يالها من سعادة،،، انه بحق اله الخصب آريوس ،،،الصاخب،،،وطفولة كيوبيدوز،،،،رامي سهام الحب الروماني،،وأي فتاة عربية لم يصبها سهم من نزار قباني،،نال من التكريم الاعتباري وبطبيعة الامر هو أهل لذلك،،بين أسفار وتقدير وحفاوة ،،ووظفته الدولة السورية ،،دبلوماسي رفيع المستوى،،لينال ،،العيش الكريم،،،وهو اقل ما يمكن ان يقدم لشاعر كبير مثله،،،في حين نرى الصورة القاتمة للسياب،،،صورة أفقية ،،،بتناوب قهري اقرب للحلقة المغلقة،،على عكس الصورة العمودية المتصاعدة في كل شيء،،لكن الفرق واضح،، السياب على فراش العلاج ولا يرى غير شمس العراق،،،،،ولاغير هموم أهله،،،انه بحق شاعر،،،وصاحب قضية تتخطى الوجدان،،والرغبات البشرية،،مهموم بوطنه،،ومحمولات القهر المرافقة ،،رغم الجحود،،،يموت ولايجد من يشيعه،،سوى زوجته وشرطي،،تنصل عنه الحزب الشيوعي،،،بحكم الديمغوائية،،والبداوة المتأصلة،،،ومن المؤسف لم ينال استحقاقه ،،،كأهم شاعر في العصر الحديث،،من قبل ما يسمى بالوسط الثقافي العراقي البائس السياب أسطورة شعرية تتخطى مداركنا،،وروح كبيرة تتفوق علينا،،،وخالدة لانها تأبى زنازين ،،الحياة
جمال قيسي،
#جمال_مهدي_صالح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من قتل الله
-
الخليج الغريب
-
تراجيديا البنفسج
-
الشرق الاوسط الكبير والحرية -قراءة في بعض معطيات الخطاب الام
...
-
الطائفية الاصول والتمثل
-
العلمانية في العراق اختلال البنية وظمور الوظيفة
-
صناع التاريخ
-
ثقافة الكراهية - رؤية عراقية
-
جدل المرجعيات والوطنية المغيبة
المزيد.....
-
الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى
...
-
رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
-
-ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|