أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هيثم بن محمد شطورو - الصادقون و الكاذبون














المزيد.....

الصادقون و الكاذبون


هيثم بن محمد شطورو

الحوار المتمدن-العدد: 5240 - 2016 / 7 / 31 - 19:23
المحور: الادب والفن
    


" حتى بالنسبة للسيدة صاحبة الفندق التي تؤجر الغرف للمستئجرين فان عليها و من المهم جدا لها ، معرفة فلسفة حياتهم اكثر من معرفة مبلغ المال الذي يملكونه في حسابهم المصرفي".
تـذكرت هذه المقولة التي سجلتها سنة 1999 للكاتب "هارولد تايتوس". لرفع اي اشكال في الفهم فان الموقـف الفلسفي لا يعني بالضرورة ان تكون ماركسيا او هيغليا او كانطيا او ديكارايا، برغم ان هؤلاء الاربع هم اعمدة الفكر المعاصر. يؤخذ المعنى بشكل اكثر اريحية. انه يأخذ معنى البحث عن الرؤية العامة لشخص ما الى الوجود. هل ينفـتح عليه بحب و مغامرة و شجاعة فيكون كريما محبا صادقا يؤثر مصلحة المجموع على مصلحته، ام انه يخافه لشساعته فيجبن و يتكور على نفسه فيكون انانيا لا يفكر إلا في مصلحته الضيقة و ذاك خوفا من الوجود و عدم ثـقة فيه و ان تـظاهر بالكبرياء و القوة الزائفـتين.. هنا مجمل الرؤية القيمية القائمة على الصدق و الفرح بالوجود و بالتالي المتملكة لروحية الايثار و التضحية بلذة الانسجام مع الكون، و هؤلاء الاشخاص تؤجر لهم دون مراقبتهم.. و الرؤية الانانية الخبـيثة الظاهرة على الالسن المتلاعبة و الوجوه الخائـفة برغم تظاهرها بعكس ذلك و الرافعة لقيم الانانية الضيقة، فهؤلاء يمكن اي يسرقوا اي شيء و يمكن ان يسببوا المتاعب و بالتالي وجب مراقبتهم باستمرار..
ـ عندك مثال صاحب مقولة "طز" البطل المحفوظي الشهير في رواية "القاهرة الجديدة" و البائع لشرفه و ذمته لأجل القـفز الوظيفي. توصيف دقيق لنوع من الموظفين. لا دين لهم و لا شرف و لا ذمة و لا اخلاق. يبقى ذاك اليساري الثوري النقي المناقض له تماما متملكا لقلب زوجته برغم كل شيء. الحب الذي جوهره رباني صادق طاهر كوني لا يمكن لسافل مثله ان يتصوره او يعيشه..
ـ لكن الآن "طز" هم الاغلبية في المشهد السياسي العام..
تبدو صاحبة الفندق المتواضع شرهة جدا للجنس. خطوط شفتيها الصغيرتين المغريتين و نظراتها المتألقة المتوهجة. استبعدت كونها تعمل بنصيحة السيد "هارولد تايتوس". كانت البيرة لذيذة جدا في مطعم هذا الفندق و نحن نتابع جلسة البرلمان التونسي في يوم مشهود و الذي بالكاد انتهى بسحب الثـقة من السيد رئيس الحكومة "الحبيب الصيد".
ـ انسان بسيط و طيب و خال من اي نظرات شريرة كما انه هادئ و على قول العراقي "حباب". اتصور انه دخل القـلوب و انه حقـق المستوى الادنى من الوحدة الوطنية لا لشيء سوى لهذه الصفات الواضحة للعيان..
لعن الله السلطة و مخترعيها و المطبلين لها و ماسحي احذيتها و غاسلي مؤخرتها النـتـنة. لماذا لم يقل ربك في قرآنه انها رجز من عمل الشيطان فاجتـنبوه؟..
ـ لأنه يعلم ان احدا لن يستمع إليه. ألم يلعن الطغاة و اغلب الناس يعـشقون الطغاة و من ضاع منهم يحلمون باعادتهم او صنع طاغية آخر؟...
ـ الطيـبون في مراكز السلطة حالتهم شبـيهة بصاحبة الفندق الشهية. تبتـسم و تـتكلم مع الجميع و تدير الامور هنا بفعل روحها المرحة كتعبير عن اكبر تجليات الادارة الناجحة و السلسة. تـقوم بكل ذلك و هي تعلم ان الجميع يشتهونها و يريدون مضاجعتها...
ـ لحظة لحظة.. هذه نائبة من حركة النهضة..
ـ منية ابراهيم..
و استمعنا اليها. تسائل احدهم قائلا:
ـ هل انت متأكد من ذلك؟
ـ نيران الثورة تـنـشب في كل مكان.. اه يا عم.. تـقول جبهة شعبية..
ـ أراد "الصيد" ان يفضح نفاق المنافـقين. أراد كذلك ان يؤكد الانـتـقال الى الديمقراطية و سلطة الشعب. برغم كل شيء فانه حمل مشعل الثورة ليسلمه الى الشعب..
ـ شغل، حرية، كرامة وطنية..
ـ الثالوث المقدس يحرق جميع السفلة.. الثالوث يشق الجميع حتى فيما بينهم و ما بين أنفسهم.
ـ العبرة في السياسة ليست في النتائج فقط و انما بالمعادلة التي انتجت النتائج.. معادلة غير واقعية لا يمكن لك ان تـنـتج إلا نتائج زائفة غير واقعية..تبا للسفلة..
ـ تبا للسفلة.. المعوجة السنتهم و وجوههم.. سلطة ليس لها موقف فلسفي قيمي نتيجتها الانهيار..
ـ هناك عملية فرز واضحة هي بصدد الاعلان عن نفسها.. الفرز بين ديمقراطية المال المسموم الفاحش الداعر، و بين ديمقراطية الشعب المحملة بالقيم و اخلاق المصداقية مع الشعب.. ديمقراطية الفساد و ديمقراطية العمل.. ديمقراطية الدكتاتورية و ديمقراطية الحرية.. ديمقراطية العقل و الانسان و ديمقراطية الغريزة البهيمية..
ـ لا نهضة و لا نداء و لا يمين و لا يسار.. الكاذبون و الصادقون.. هذا هو الاصطفاف الجديد..
ـ الموقف الفلسفي اذن ليس ازاء النظر الى الواقع كما هو فقط و انما لما يمكن ان يكون عليه..
ـ جوهر المسالة اننا نعيش في ازمة اخلاقية عظيمة و شاملة.. السلطة المتوحشة المدمرة للإنسان يجب ان تتحول الى الإنسان، الى الرحمة الربانية.. تلك هي الحرية. الحرية التي هي ارتـقاء البشر الى انسانيتهم التي هي الوهيتهم في نفس الوقت..جوهر هذه الازمة هي الكذب و النفاق..المطلوب هي اخلاق الحقيقة و الصدق، ذاك هو الاساس. الصدق ينتج الاموال و الحضارة، و الكذب لا ينتج إلا اللصوص السارقين لمجهودات البشر و كدحهم.. و حالة الثورة هي اتجاه الشعب نحو الاخلاقية بما هي حريته.. مادام اللصوص يعبثون فلا تـنـتـظر من الشعب ان يعمل لصالحهم..
و صاحبة الفندق الجميلة قررت ان تجالسنا.. اكيد انها لا تبحث عن فلسفـتـنا و لكنها تريد ان تشاركنا اياها.. كم هي شهية..



#هيثم_بن_محمد_شطورو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تتجه تونس نحو سلطة الشعب؟
- تركيا نحو الانهيار
- سؤال بسيط: هل انت مؤمن فعلا؟
- -أردوغان- يفلت من العقاب
- أبي الغائب الحاضر و الإمام الغائب
- فتاة -هرقل-
- تقدمية المثقف الستيني
- الرئيس يلعب بالنار
- -العصفورية-. ملحمة العرب المعاصرة
- أقانيم الجهالة بين القديم و الجديد
- الإحتفال المأتم لحركة النهضة التونسية
- أشبال العراق ينتفضون
- هل بالامكان ايجاد اسلام جديد؟
- السلطة الوضيعة
- المفقدود سياسيا في تونس
- النوايا السياسية السيئة
- -القصة الخفية للثورة التونسية-
- كيف نكون الله؟
- البعث العراقي الى اين؟
- يسارية الاحرف الاربع


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هيثم بن محمد شطورو - الصادقون و الكاذبون