أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - يعقوب يوسف - كلب بن كلب .... الكلاب مقياس من مقاييس التفاوت الحضاري بين الشعوب















المزيد.....

كلب بن كلب .... الكلاب مقياس من مقاييس التفاوت الحضاري بين الشعوب


يعقوب يوسف
كاتب مستقل

(Yaqoob Yuosuf)


الحوار المتمدن-العدد: 5240 - 2016 / 7 / 31 - 19:18
المحور: كتابات ساخرة
    



ذهب شخص للسوق لشراء كلب فرأى بائعا عنده كلبين واحد كبير واخر صغير، ساله كم سعر الكلب الكبير فقال له عشرة دنانير فقال في نفسه اكيد الصغير ارخص، ثم ساله اذن كم سعر هذا الصغير فاجابه هذا بثلاثين دينار فاسغرب الرجل وسأله عن السبب فأجابه وهو يشير الى الكبير هذا كلب
- اعرف انه كلب، وما ذاك
- ذاك الصغير فهو
- كلب ابن كلب
اذن سيدي انت تشتري كلب ابن كلب، الا يستحق هذا فرق السعر؟
ارتبطت الكلاب مع الانسان ارتباطا وثيقا منذ اقدم العصور، فمنذ ان تمكن الانسان من التعرف على الحيوانات الاليفة ودجنها، احب الانسان الكلب وتعلق به لوفائه الكامل وطاعته والذي لايضاهيه اي حيوان اخر تقريبا في الوفاء، واستمرت هذه العلاقة حتى يومنا هذا في العالم كله، وتعتبر الكلاب من اكثر الحيوانات التي جرى تهجينها مع حيوانات اخرى كالذئاب والثعالب وربما حيوانات اخرى ليظهر لنا هذا التنوع الهائل من انواع الكلاب. كما استخدمت الكلاب في شفاء الجروح بواسطة (لعق الجروح).
وانت تتجول في الغرب دائما ما تجد الكلاب مع اصحابها في كل مكان وهم يمثلون شريحة كبيرة من المجتمعات الغربية. ويحرص العديد منهم على اخذ كلابهم لترافقهم في كل مكان تقريبا ولا يمر يوم الا ويعملون على اراحتها باخراجها للنزهة والفسحة وكذلك مشاركتهم نشاطهم الرياضي وفي كافة الظروف المناخية دون كلل.
للكلاب مدارس لتعليمها وتستخدم للايواء وباشراف مدربين مهرة .
اذن الكلاب مدربة بشكل مذهل ملازمة لمربيها تسمع كلامهم وتنفذه بدون تذمر لاتعبر الشارع الا من مناطق العبور بينما الكثير من البشر احياننا يعبرون من خارج مناطق العبور وليس هذا وحسب بل لاتعبر الا عندما تضئء الاشارة الخضراء، وتعبر مع البشر حتى اذا انشغل صاحبها احياننا تجدها تنبهه.
في الاسواق كلها تقريبا تجد اقسام او خانات لاغذية ومواد الشامبو والتنظيف والتجميل والعاب ومستلزمات الكلاب والقطط .
وللكلاب والقطط محلات رائجة خاصة بالحلاقة وادوات ومواد الكوافير واسعارها مرتفعة.
تحاول العديد من الدول الاوربية تقديم الدعم المادي لمواطنيها اللذين يربون الكلاب كاسلوب لمعالجة الكآبة والوحدانية التي يعاني منها نسبة كبيرة من مواطنيها ولربما ساعد ذلك على زيادة الاهتمام بها.
وجميع هذه الكلاب خاضعة للمراقبة الصحية وهناك عيادات لفحص الكلاب ومعالجتها وفي بعض مناطق الاثرياء توجد مستشفيات على مستوى عالي من الرقي، ويلزّم مربي الكلاب وخاصة الكبيرة منها او الخطرة باستعمال كمامات توضع على الفم تجنبا من احتمال تهجم الكلاب على المواطنين.
الشيء الجميل في الغرب هو انعدام الطبقية تماما في حب الكلاب فالمجتمع كله يتوحد في حب الكلاب والتفنن في تربيتها ودلعها واللعب معها، الفقراء كالاغنياء، ومن كل الاعمار وكذلك من كل المستويات المهنية والوظيفية والعلمية وغير ذلك، بل حتى تجعلك تعتقد بانعدام الفروقات الطبقية في المجتمع من خلال نظرتهم للكلاب واساليب تعاملهم معها.
ومن الطبيعي ان تجد مقابر راقية خاصة للكلاب.
دهس كلب يكلف سائق المركبة تعويضات كبيرة لمالكه وتكاليف قضائية ومحاماة عداغرامات الحق العام وجمعيات البيئة والرفق بالحيوان.
اما في الشرق طبعا ليس كل الشرق بل انا اتحدث عن الشرق العربي قد لايختلف اثنان على حب الكلاب ولكنه حب مزدوج بالاحتقار، شكل من التناقض لايختلف عن التناقض في سلوكيات المواطن العربي وربما لايمر يوما دون ان يذكر كلمة كلب! كيف ... لاتسأل!في الشتم ،في التشبيه في في في امور كثيرة.
الكلاب والقطط هنا حيوانات سائبة تعيش في الازقة والمزابل المتراكمة في كل مكان بل تساهم في بعثرة الازبال لتزيد الطين بله، وطبعا غير مراقبة صحيا وهذا مكمن الخطورة كونها ناقلة لاخطر مرض وهو داء الكلب، ولانه لايمكن التاكد من سلامتها الا عند الاقتراب منها، ولهذا ينفر الناس منها وبالتالي فكأنها تعكس الواقع البيئي للمجتمع، لهذا فليس من الغريب ان تجد جثث الكلاب الميته او المدهوسة في الازقة والشوارع، مسألة طبيعية اذا كان دهس انسان لايلقى الاهتمام المطلوب في التحقيق.
الا انه لازالت الكلاب متواجدة بكثرة في الارياف، وكذلك في بعض بيوت الاحياء الراقية ولكن بنسبة قليلة، وحتى هذه النسبة هي في تناقص لاسباب عديدة اهمها ان البيوت لم تعد كالسابق فيها الحدائق والفسحات ويندر ان تجد من يرافقه او يرافقها كلب واذا وجدت شخصا معه كلاب ففي الغالب انها كلاب بوليسية.
التناقض بين الغرب والشرق كبير جدا في الغرب يصل تعلق الانسان بالكلب او((boy الى حد تسميتها باسماء اعز الناس اليهم كاسم صديق او حبيبة بغض النظر عن انتمائهم الديني اوكونهم ملحدين بغض النظر عن انتمائهم الديني اوكونهم ملحدين فتجد مثلا اسم ديفيد وهو اسم نبي او جون وهو في المسيحية اسم لكبار القديسين ، اما في الشرق فهذه التسميات تطلق على الكلاب المستوردة من الخارج لاسباب متناقضة....! اما اذا سميت باسماء محلية فقد ينتهي بصاحبها الى القتل، مع انه تاريخيا كان اسم كليب اوكلاب من اسماء الملوك والشخصيات العربية الكبيرة، ليس هذا وحسب بل اننا نرى الشاعر (يمتدح) الخليفة بقوله:
انت كالكلب في حفظك للود .. وكالتيس في قراع الخطوب
وكذلك استخدم من قبل الشعراء للهجاء والاذلال
اما اليوم فاعتقد ان مدح سلاطين هذا العصر بالكلاب قد يؤدي الى اختفاء الشاعر وعشيرته.
ودخل الكلب في قاموس الفتاوى الاسلامية واختلفوا ايضا في مكانته فمنهم من اعتبره نجسا مع الخنزير كونه يبطل الصلاة ومنهم من اعتبره طاهرا لمكانته الرفيعة في قصة اهل الكهف.
واخيرا هناك العديد من الشعوب وخاصة في شرق وجنوب شرق اسيا فأنهم مع حبهم الحقيقي للكلاب، ياكلون لحومها.
عن قصة طريفة لمهاجر قدم الى اوروبا قيل له اذا هاجمك كلب يمكن ان تحصل على تعويض كبيرعلى اساس ما قد يسببه لك من رعب واضطرابات نفسية!
اعجبته عبارة الاضطرابات النفسية وهو المحتاج للمال فاراد ان يجربها، يروي الرجل روايته فيقول:
(في الصباح رايت امرأتين جالستين في مقهى تحتسيان القهوة ومنشغلتان في الحديث والى جانبهما كلب كبير وقد نزع عن فمه الكمامة لاراحته على ما يبدو، فقلت هذه فرصتي فجئته من الخلف وضربته برجلي فصرخ كالطفل لكن دون ان يتحرك من مكانه وصاحبته التفتت اليه ومدت يدها تمسده وتتحدث معه، ثم وقفت انظر اليه واحاول ان اتصنع النظرات المرعبه وهو ينظر الي من دون ايه حركة وانا اقول في نفسي (يوّل) تقدم اهجم علي فأنا محتاج ولكنه ينظر اليّ من دون اية حركة وكانهم قد دربوه على مثل هذه الحالات، لما لا أليست الكلاب مدربه هنا على كل شيء تقريبا، ثم قلت في نفسي علي ان لا أستسلم وعدت ثانية وضربته على رجله بقوة اكبر من الاولى وقلت هذه المرة سيهاجمني لامحالة وفعلا صرخ كالاولى ولكنه التفت الى صاحبته وكأنه يشتكي لها والتي انزعجت وربما اكتشفت ما يحدث، وتحدثت معه وهي تمسده ايضا وسحبته وانطلقت، وهكذا هزمني هذا الكلب)
ياترى ما نطلق على هذا الكلب
هل هو كلب ابن كلب
هل هو ادمي ابن كلاب على اساس كونه متربي لكنه من جينات الكلاب
ام هو كلب ابن اوادم كونه متربي مع البشر



#يعقوب_يوسف (هاشتاغ)       Yaqoob_Yuosuf#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الارهاب من جديد
- اللي عندو سكن ما عندو وطن
- كان فعل ماضي في تعزية أهالي الكرادة الطيبين
- اعطني حريتي ... اطلق عقلي
- لماذا المتكلم ... اٍمرأة
- هل كانت غاية المباهلة تعزيز مكانة علي بن ابي طالب حصرا؟
- حديث المباهلة في الإسلام وما يقابلها في المسيحية هل يجعلهما ...
- هل يقدر العراقيين اليوم ان يؤسسوا لحكومة تكنوقراط قادرة على ...
- حكاية المقص ولعبة الملف المغلق لحكومة التكنوقراط
- هل ستعود كارثة سد مأرب من جديد في سد الموصل أم سنتعلم من درو ...
- هل الام مدرسة ومن المسؤول عن اعدادها
- من هو عيسى
- الطرطور ........و القائد الضرورة
- هل أدركت شهرزاد الصباح
- المشاعر الإسلامية والصليبو فوبيا


المزيد.....




- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
- فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م ...
- ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي ...
- القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - يعقوب يوسف - كلب بن كلب .... الكلاب مقياس من مقاييس التفاوت الحضاري بين الشعوب