في الذكرى الثانية لسقوط سنجار .. الأسباب والألغاز في ذلك الاجتماع العسكري المشؤوم!!..

سعد جارو

الحوار المتمدن-العدد: 5240 - 2016 / 7 / 31 - 13:32
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

في الذكرى الثانية لسقوط سنجار ..
الأسباب والألغاز في ذلك الاجتماع العسكري المشؤوم!!..
سعد جارو
ضابط سابق برتبة نقيب في الجيش العراقي

من بين اهم الأسباب في سقوط منطقة سنجار بيد الدواعش في الثالث من أب 2014 .. وقائع جرت في سنجار قبل سقوط مركز القضاء وتوابعه بيد تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" .. للتوضيح لمن لا يعرف خارطة سنجار الجغرافية في حدود محافظة نينوى .. يقع القضاء في الجزء الشمالي الغربي من العراق ويتبع اداريا محافظة نينوى.. وأمنياً يقع ضمن قاطع مسؤولية اللواء الحادي عشر مشاة التابع للفرقة الثالثة من الجيش عراقي.
عندما بدء هجوم تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" في التاسع من شهر حزيران 2014 على محافظة نينوى وكان من ضمن سياقات الهجوم التعرض على وحدات لواء المشاة الحادي عشر التي كانت قطعاته منفتحة على مناطق بعاج وجنوب ناحية القيروان (بليج) والحدود السورية من جهة الغرب (ام جريس ،وادي العجيج..
وعند التأكد من سيطرة داعش على مدينة الموصل واغلب مناطق محافظة نينوى وانسحاب قيادة عمليات نينوى من المحافظة ، تم إعطاء أمر لوحدات اللواء بالانسحاب الى معسكر اللواء المتواجد في قضاء سنجار باقل الخسائر الممكنة، وفعلا تم انسحاب كل الوحدات.. بما في ذلك سرية المغاوير التي كانت تابعة سابقاً الى اللواء.
بشكل عام كانت اوضاع اللواء تسير بصورة هادئة وفقاً للسياقات العسكرية الصحيحة وكان امر اللواء يجتمع بشكل مستمر مع امري الوحدات وضباط اللواء بشكل منتظم حول كيفية الدفاع عن القضاء بالتنسيق مع قوات البيشمركة المتواجدة في سنجار.. في حالة حدوث هجوم محتمل لقوات داعش .. ويمكن التأكيد بأن مقر اللواء أصبح من الناحية العسكرية للحروب وقوانينها مقراً بديلا لفرقة المشاة الثالثة للجيش العراقي ..
اذ تم أخذ الموافقة على تسجيل كافة الضباط والمراتب المنسحبين من مواقعهم التابعين للفرقة الثالثة مشاة وحسب رغبتهم، وفعلا تم تسجيل حوالي أربعة آلاف مقاتل من الضباط والمراتب، على غرار لواء المشاة الخامس التابع الى فرقة المشاة الثانية (جيش عراقي) المتواجد في أطراف محافظة نينوى من جهة الكلك / مخمور.
استمر هذا الوضع لغاية يوم 26 حزيران 2014 حيث حدث شيء لم نكن نتوقعه.. خلال هذا اليوم تم استقبال قائد قوات تلعفر .. اللواء الركن محمد خالد القريشي الملقب (ابو الوليد) مع عدد من مقاتليه من قبل امر لواء المشاة الحادي عشر اثر انسحابهم من تلعفر نتيجة الضغط المستمر من قبل تنظيم داعش وانقطاع الإمدادات العسكرية اللوجستية عليهم من قبل الحكومة المركزية، وبعد عدة ساعات من وصول ابو الوليد الى سنجار تم استدعائه من قبل السيد سربست باپيري مسؤول الفرع السابع عشر للحزب الديمقراطي الكردستاني .. وبعد انتهاء الاجتماع رجع ابو الوليد الى معسكر سنجار .وقد تم عقد اجتماع بين ابو الوليد وضباطه من جهة .. وبين امر لواء المشاة الحادي عشر وضباطه من جهة اخرى.. وتم التطرق الى الأوضاع التي حدثت في تلعفر.. وقد علمنا بانه هناك العشرات من المقاتلين من مكافحة الاٍرهاب في جيش العراقي والشرطة الاتحادية والمحلية وعصائب أهل الحق التابعة للحشد الشعبي.. محاصرين في مطار تلعفر.. وانه ان لم يتم انقاذهم بأسرع وقت ممكن فسيكون مصيرهم الهلاك .وتم مناقشة كيفية فك الحصار عنهم، وفعلا فقد تم تشكيل قوة مشتركة من قيادة قوات تلعفر ومن لواء المشاة الحادي عشر وتم الشروع في المهمة فجر يوم 28حزيران 2014 .. وعند الوصول الى مطار تلعفر عبر الطرق النيسمية .. وبعد قتال شرس مع الدواعش لثمان ساعات.. تم فك الحصار على المقاتلين المحاصرين في المطار ونقلهم الى معسكر سنجار.. بعد ان فقدنا شهيدين من عصائب أهل الحق تم دفنهم في مقام السيدة زينب في سنجار.
وفي اليوم التالي تم استدعاء اللواء الركن ابو الوليد مرة ثانية من قبل السيد سربست باپيري.. لكن هذه المرة لم نعرف ما الذي دار في الاجتماع.!! . وفي تمام الساعة الواحدة ونصف ليلاٌ تم استدعاء الضباط من قبل السيد امر لواء المشاة الحادي عشر.. وقد اخبرنا بانه تم استلام برقية من وزارة الدفاع تتضمن امراً بسحب كل القطعات العسكرية التابعة للحكومة المركزية المتواجدة في سنجار والتوجه الى معسكر فيشخابور الموجود في اقليم كردستان (قضاء زاخو) لإعادة التنظيم، ولم يخبرنا بالجهة المرسلة للبرقية.
وفعلا تم انسحاب كل القطعات العسكرية المتواجدة في سنجار في نهاية شهر حزيران وبداية شهر تموز من عام 2014 .. بعد ان سحبنا معنا اغلب العجلات والمعدات العسكرية وكل الأسلحة والعتاد والوثائق الى معسكر فيشخابور في زاخو ..
وبعد الويلات والكوارث التي حدثت لأهالي سنجار وخاصة الايزيديين منهم .. في يوم 3 من آب المشؤوم .. يتبادر الى ذهننا سؤالين مهمين؟..
الأول .. ما دار في ذلك الاجتماع الثاني.. بين المسؤول الأول في سنجار.. سربست باپيري واللواء الركن ابو الوليد حيث من المرجح كان السبب الرئيسي في انسحاب القطعات العسكرية من سنجار ويتحمل بالتأكيد الكثير من الاسرار التي يجب الكشف عنها التي لها علاقة بما حدث من كارثة انسانية واخلاقية لا توصف لأهالي سنجار من الايزيديين وغيرهم بمن فيهم الذين كانوا قد هربوا من اهالي تلعفر الى سنجار الذين وقعوا في قبضة الدواعش وجرت تصفيتهم فوراً في مركز قضاء سنجار في الساعات الاولى من دخول داعش للقضاء ..
الثاني .. من هي الجهة المسؤولة عن إرسال برقية انسحاب القطعات العسكرية التابعة الى الحكومة المركزية من سنجار الى معسكر فيشخابور؟!! .. وما الذي كان يتضمنه محتوى برقية الانسحاب .. فلو كانت قوات الجيش العراقي والقطعات الملحقة بها قد بقيت في سنجار.. لكان بإمكان الحكومة المركزية وحكومة الاقليم في كردستان امدادها ودعمها لوجستياً مع القوات العسكرية المتواجدة في سنجار عن طريق البر من الاقليم في كردستان الى سنجار عن طريق ربيعة او عن طريق الدعم الجوي ! .. لما حدث ما حدث بحق اهلنا في سنجار ولما قدمنا كل هذه الخسائر والضحايا..
انّ المسؤولية والضمير الانساني تطالب الجميع بالضغط على المسؤولين في الحكومة المركزية والاقليم للكشف عن خفايا وخبايا ذلك الاجتماع وهي مسؤولية كل حريص يسعى للكشف عن حقيقة المسببات التي ادت لسقوط سنجار بيد الدواعش في الثالث من اب 2014 ..
ــــــــــــــــــــــــــ
سعد جارو
30/7/2014

#سعد_جارو (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات