نعيم الثورة ولصوصها:

محمّد نجيب قاسمي

الحوار المتمدن-العدد: 5240 - 2016 / 7 / 31 - 12:39
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

نعيم الثورة ولصوصها:
رافقت ابني مرتضى إلى طبيب العيون بسيدي بوزيد هذا الصباح.و بعد تسجيله لدى الكاتبة خيرت تناول كأس شاي قرب البلدية و التفرج على ما تقع عليه عيناي والتقاط ما يبلغ اذناي على البقاء في قاعة الانتظار
..أمامي تمثال عربة محمد البوعزيزي...يوحي بالبؤس والفقر ويحكي قصة تهميش الجهة بعد الضحك عليها بالقاب وتنويه واعجاب ذهبت كلها ادراج الرياح...وحضرتني حرب الهاشمي ألحامدي على اعادة تركيز تمثال بورقيبة في العاصمة...وجالت بذهني قصة دون كيشوت ومحاربته طواحين الريح....مرت أمامي مظاهرة تطالب بالتشغيل فيها عدد محدود من الشبان والشابات وعلى وجوههم الف قصة عن غصص الحياة علاماتها بادية في شحوبهم والبستهم وتقدم العمر بهم ...يعبرون الشارع بلافتات رثة معظمها من كرتون وكتابات رديئة الخط ويهتفون طالبين حقهم في الشغل...حقهم الثوري والدستوري يا ناس!!!وتذكرت فخامة مؤتمرات الأحزاب "الثورية" وأناقة ملابس السياسيين ونعومة وجوههم ....علق أحدهم بجانبي :"هؤلاء هم فقط المعطلون عن العمل؟"...توقف اخر لشرب كاس شاي وقال:"نحن شعب براذين ....نثور ثم يحكمنا أصحاب القصور....ونحلم بالحور....ونظل دوما ندور"...ثم ينهمك الجميع في النظر الى بعضهم البعض رغم انه ليس هناك ما يحتاج النظر اليه ..فلا سيارات فارهة ولا فتيات جميلات ولا مظاهر انيقة ..الكل يغرق في البشاعة والقبح والبؤس....انه الفقر المدقع..انها الهموم الكثيرة ..انه التيه والضياع....الكابوس ما زال طويلا..ابتهجو فهذا العام السادس من الثورة .ليس ثائرا من يبكي سرقة ثورته....ولا تستعيدوا قصة عبد الله بن الاحمر في غرناطة وما قالته له أمه لأنه ببساطة عاش نعيم الأندلس ولو لمدة قصيرة أما انتم فلم تعيشوا نعيم الثورة اللهم ان كنتم لصوصها..

#محمّد_نجيب_قاسمي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات