أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - الاحزاب الدينية كبضاعة فاسدة















المزيد.....

الاحزاب الدينية كبضاعة فاسدة


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 5239 - 2016 / 7 / 30 - 18:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الناس تقبل على شراء البضائع لحاجتها لها، لقيمتها الاستعمالية، اي ان البضاعة تؤدي خدمة، وعندما لا يعد الناس بحاجة لخدمتها، فاما يقدمون على بيعها او قد يهدونها الى من هم في حاجة اليها، لكن عندما يلحق التلف بتلك البضاعة وتتوقف عن اداء الخدمة بالشكل المطلوب، فاما يتم تصليحها، اذا ما كانوا بحاجة اليها، او ان يُلقى بها في مكب النفايات، لا احد يحتفظ بالسلع المعطوبة الخربة، ليس لأنتهاء صلاحيتها فقط، لكن ايضا لأنها تشغل مكانا في البيت او في الفناء وتعيق الحركة وسلاسة الانتقال.

الاحزاب في سوق الديمقراطية كالسلع، تقبل الناس على شراءها لظن منها بان لها قيمة استعمالية، بانها تؤدي لهم خدمات لا غنى لهم عنها. والخدمات او القيم الاستعمالية للاحزاب هي اهدافها ووعودها في ادارة شؤون الامن والاقتصاد وتحقيق الرفاهية والسعادة والتقدم والامن للناس تلك التي تعلن عنها في برامجها وشعاراتها ودعاياتها وخطبها السياسية والدينية.

ان ما يفرق الاحزاب كبضاعة عن البضاعة الرأسمالية، هي ان الاحزاب بضاعة عامة، يفترض انها تؤدي خدمة للمجموع العام وليس خدمة للفرد الواحد، فاذا ما عطبت او توقفت عن اداء الخدمة بالشكل المطلوب، او ان مواصفاتها، تلك المعروضة في السوق لا تتوافق مع فعلها او مردود سياستها (والحديث دائما عن الاحزاب كبضاعة) يفترض الاستغناء عنها ورميها في مكب النفايات، لكن الصعوبات التي تعيق هذا الفعل يمكن ايجازها في ثلاث نقاط هي:
الاولى صعوبة الوصول الى رغبة عامة او اتفاق عام للتخلص منها ذلك لتباين مستويات الوعي والادراك والثقافة بين الافراد وكذلك للأنتمائات المذهبية والقومية والطائفية.
والثانية، هي ان موعد التخلص من الاحزاب المعطوبة يستغرق ما بين 4 الى خمسة سنوات حسب البلد المعين، اي حين موسم الانتخابات القادم، مما يعني ان وجود هذه الاحزاب في مركز السلطة سينتج مزيدا من التدهور الاجتماعي والثقافي والسياسي ويساهم في تدني الوعي لاعاقة ادراك ضرورة التخلص منها.
والثالثة ان نفس هذه الاحزاب قد تُسوّق نفسها باسم مختلف ويافطة جديدة وبغلاف اخر، طائفي او ديني او اخلاقي او قومي او (قوماني) او اصلاحي فتقبل الناس على شراءها من جديد.( حزب الدعوة لنوري المالكي اصبح دولة القانون، والمجلس الاعلى الاسلامي اصبح كتلة المواطن وتيار الصدر الديني اصبج كتلة الاحرار وجماعة المرجعية اصبحت كتلة مستقلون، والسنة اصبحوا كتلة متحدون او اتحاد القوى)
ما يميز جمهور المشترين في اسواق الديمقراطية في البلدان المتخلفة عن البلدان الحضارية المتقدمة، هي ان الناس في البلدان المتقدمة تقبل على انتخاب الاحزاب لكفائتها في مجال الخدمات والاقتصاد والامن والسياسات الضريبية والعائلية والمعيشية ( في المانيا مثلا، يقد يكون هوى بعض الافراد السياسي والاجتماعي اشتراكيا ديمقراطيا اي (SPD) لكن قد يعطون اصواتهم الى غريمه (CDU) لاعتقادهم انه الافضل في ادراة الاقتصاد اولا وثانيا لأن الديمقراطية تستوجب وجوب معارضة يسارية قوية تقلل من خطر تقلبات الاحزاب اليمينية الحاكمة، فاذا ما كان الحزب الاشتراكي الالماني على رأس السلطة، فان الحزب الديمقراطي المسيحي سيكون بجانب كل القرارات التي قد تضر بمصلحة الطبقة الوسطى التي قد يتخذها الحزب الحاكم).
اما في الدول المتخلفة فان الناس تقدم على انتخاب الاحزاب للاسباب معنوية او طائفية، مثل الحفاظ على الفضيلة وعلى الصدق وعلى الشرف وعلى صيانة العرض وعلى اعلاء كلمة الله ونشر الاسلام واتخاذ القرآن دستورا والحفاظ على المذهب ونصرة المظلومين وحماية والدفاع عن مصالح هذه الطائفة او تلك.

واذا كانت الازمات والضائقات الاقتصادية في البلدان المتقدمة تتطلب معالجات جدية لحلها والتخلص من عواقبها السيئة، وذلك بتحميل مسؤليتها على عاتق الحزب الحاكم وطرح السياسية البديلة بهدف التأثر على الناخب لـ عدم اعطاء صوته للاحزاب المسؤولة عن الأزمة، فان الازمات الاقتصادية المستفحلة والمزمنة في البلدان المتخلفة تلقى مسؤليتها على عدم الالتزام الديني والاخلاقي والاجتماعي وتدهور الفضيلة وتأثيرات الثقافة الغربية وتآمر الدول على الشعب وعلى الوطن. اي ان احزاب البلدان المتخلفة تقدم النتائج كاسباب والاسباب كنتائج، ذلك ان تطور الاقتصاد ومقدار الدخل الذي يحدد نوع المعيشة للفرد وللعائلة والمجتمع هو الذي يفرز نوع الاخلاق ونوع الفضيلة للفرد والعائلة والمجتمع.
نظرة بسيطة على اسماء الاحزاب العراقية مثلا، او حتى على الاحزاب في دول الشرق الاوسط سنرى تبريزا واضحا للجوانب المعنوية او الدينية عند الاحزاب الحاكمة او المتنفذة مثل حزب الفضيلة، حزب الدعوة الاسلامية، كتلة الاصلاح، المجلس الاعلى الاسلامي، منظمة بدر، الحزب الاسلامي، متحدون، التيار الصدري وكذلك البلدان العربية مثل حزب النهظة الاسلامية في تونس وحزب النور السلفي في مصر واحزاب الاخوان المسلمين الخ

البلدان المتخلفة تتميز بكثرة المشاكل الجنسية والاخلاقية والاجتماعية والطائفية، وما السعار الجنسي والتحرش بالفتيات ومشاكل الشذوذ الجنسي بما فيها الاعتداء على الاطفال خاصة في المجتمعات الدينية المغلقة في الدول الاسلامية، الا نتائجا وافرازات للمشكال الاقتصادية، وحتى في البلدان المتطورة فان المشاكل الاجتماعية وتنامى روح العنصرية والعداء للاجانب غالبا ما تكون ميزة الاحياة والمجتمعات الفقيرة، وفي حالة تدني مستويات الوعي فان الناس تخلص الى الاعتقاد بانها بحاجة ملحة الى الدين والفضيلة الدينية والوعظ لايجاد الحلول لهذا المشاكل، لذلك تسعى الاحزاب الدينية الى سياسة تقود الى تدني الوعي وهبوط الثقافة واهمال التعليم واثارة النعرات الطائفية والاجتماعية والدينية لتلخق بيئة صالحة لبقائها وثم لتقديم نفسها على انها الافضل في ايجاد الحلول ومواجهة الازمات.

لذلك، مرت 13 سنة على التغيير الذي جرى في العراق ولم تستطع اي حكومة القضاء على اي مشكلة مهما بلغ صغر حجمها، اكانت اقتصادية او مالية او خدمية او كانت الاجتماعية او طائفية او دينية، لان هذه الاحزاب تجد في المشاكل المشار اليها اساسا لبقائها.





#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة تموز والمتباكون على اطلال البلاط
- الحزب الشيوعي: حزب نظري ام حزب سياسي؟
- التيار الصدري: الرمز والهوية
- السعودية الخاسر الاكبر
- شماعة داعش
- الدولار ومعيار الذهب
- الماركسية وحمالو الاسفار
- قتل بسيف الشريعة
- بوابات الجحيم
- قراءة في الدولة والدين والقومية
- ارهاب عدو وارهاب صديق
- الديمقراطي لا يُلدغ من نفس الجحر مرتين
- العراق: ثلاثة اشكال للفساد
- هل الارهاب اسلامي النزعة؟ 22
- هل الارهاب اسلامي النزعة؟ 1-2
- البنية الطائفية للارهاب
- صناعة الاله عند ضياء الشكرجي 2-2
- صناعة الاله عند ضياء الشكرجي.. 1-2
- ارفعوا الوصاية عن الله فانه غير قاصر
- جدلية البناء التحتي والبناء الفوقي والدين


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - الاحزاب الدينية كبضاعة فاسدة