وجيهة الحويدر
الحوار المتمدن-العدد: 1403 - 2005 / 12 / 18 - 11:23
المحور:
الادب والفن
حين تمر بي لحظات موحشة..ينازعني سكون الليل على وحدتي...أحس فيها إني اريد أن لا اعرف شيئا...اشعر بشوق إلى امر أجهله... ربما تتوق النفس إلى فرح لم تعشه من قبل... أو إلى حزن لم تحس به قط... لا اعرف ما هو.. لا ادري لماذا لا بد أن نعرف!! أريد أن احيا دون أن اعرف..
أريد أن تجهلني الأشياء واجهلها... اريد حرف الراء يكون انا.. فحين تحط "رحى حرب"...ينسحب بخفة الرياضين الماهرين...ويصبح "حي حب"...أريد أن أتحول لمتاهة يضيع فيها اذهان احبائي الضالين والملحدين والتائهين بين الإيمان والكفر ...من أجل ان تتجدد بيننا..الدهشة..اريد ان اكون يوما دمية بين يدي طفلة نزقة... ترمي بي في أي مكان دون ان تكترث.. لأحس ان المفاجآت نعمة ...أريد أن اشعر بإحساس السردين المرصوص في علبه بجنون...لأشعر بالموت من أجل ان يحيا الآخرين.. اريد ان اكون الصمت الذي يكسر هدنته مع الله..فنغضب سويا بصوت صاخب على ما يجري في العالم... أريد أن اصبح في دنيا حيث الأيام بلا غد... أريد أن تخشاني حيطان غرفتي فتتساقط من حولي كأوراق الأشجار في خريف بارد... اريد أن أحس بالأرض حين تخترقها جذور الشجر... وبالعشب حين تدوسه اقدام سجينة في أحذية.. لأادرك قيمة التسامح برضى..اريد ان أحب مرات ومرات ... وان يعشقني حلاجا طاهرا يأتي كل ليلة لمحرابي ليتعبد.. يتبرك بطيفي ويتمسح بمقدساتي لينال رضى ملائكة الرب.. اريد ان تكف السماء عن ارسال ارزاقا للناس.. وتبحث لنفسها عن ارض اخرى...ليعرف البشر معنى الهبة..اريد ان ابات كل ليلة محلقة كنجمة ..بلا هدف..بلا حلم.. بلا رغبة...روح تحوم مع الكواكب.. حيث لا شيء هناك سوى الشموخ والتألق...
#وجيهة_الحويدر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟