رياض العصري
كاتب
(Riad Ala Sri Baghdadi)
الحوار المتمدن-العدد: 1403 - 2005 / 12 / 18 - 10:29
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
المحور الاجتماعي / النظام القضائي ـ الجزء الاول
يحظى موضوع أمن الانسان وأمن المجتمع باهتمام بالغ على مستوى العالم لما له من تأثير مباشر على حقوق الانسان في كل مكان , و تضطلع المؤسسات القضائية بدور كبير في النظام الامني لاي مجتمع , واننا نعتقد ان هناك حاجة ملحة لاجراء اصلاحات واقعية وعملية وفعّالة في النظام القضائي لتلبية متطلبات النظام الامني في مجتمع العصر الجديد وبما ينسجم مع سمات هذا المجتمع وهي ( العلمية والعلمانية والعالمية ) , وفي هذا الصدد نود أن نقدم رؤيتنا حول مستلزمات وشروط أمن الانسان والمجتمع , وطبيعة مهام النظام القضائي في العصر الجديد , وشروط اقامة نظام أمني فعال ليتحقق في ظله مجتمع خالي من الجريمة , ويأتي مقالنا هذا استكمالا لعناصر نظريتنا الاجتماعية التي نشرنا مقالات عنها في الاعداد السابقة والتي تعكس طبيعة رؤيتنا للمجتمع البشري في العصر الجديد .
ـ السعادة هي الهدف الاسمى لكل انسان , وهي كمفهوم مطلق غاية لا تدرك لان الانسان كائن حي تحكمه قوانين الطبيعة حاله كحال جميع الكائنات الحية على سطح هذا الكوكب , والانسان لا ارادة له ولا حرية له امام سلطة هذه القوانين , كما انه كائن ضعيف أمام قوى الطبيعة التي قد تنتهك حقوقه الانسانية انتهاكا صارخا ظلما وعدوانا فتدمر ممتلكاته وتسلبه حياته أو تحيلها يأسا وعذابا وهو لا قدرة له على مجابهة هذه القوى أو كبح جماحها أو التحكم في مسارها , فالكوارث الطبيعية والحوادث المأساوية والاوبئة القاتلة والامراض المستجدة مع تطور وسائل الحضارة وكذلك متاعب الشيخوخة هذه كلها تجعل السعادة المطلقة أملا مستحيل المنال , وفي الماضي لجأ مؤسسوا الاديان الى ايهام اتباعهم بسعادة مطلقة وأبدية أسموها ( الجنة) لا وجود لها الا في عالم خيالي هو عالم ما بعد الموت . أما السعادة كمفهوم نسبي فاننا نعتقد انها أملا ممكن المنال اذا توفرت مستلزماتها وهذه أقصى غاية الامل لكل انسان يفكر بواقعية ويتصرف بعقلانية .
ـ بالنسبة للسعادة بالمفهوم النسبي وعلى صعيد الانسان الفرد فانها حسب رؤيتنا يمكن أن تتحقق اذا توفرت الشروط الثلاثة التالية : ـ
1 ـ الامن : ان يحيا الانسان آمنا على حياته وعلى ممتلكاته من ظلم وعدوان أخيه الانسان .
2 ـ السلامة : ان يحيا الانسان سليم العقل والنفس والبدن .
3 ـ الحرية : ان يحيا الانسان حر التفكير وحر الارادة وحر الاختيار , لا سلطان على تفكيره سوى ضميره , ولا ارادة تسيره سوى ارادته الحرة المستقلة , ويتمتع بحرية الاختيار والانتماء وفقا لقناعاته هو لا قناعات آبائه وأجداده الذين حالهم كحال من سبقوهم (( انا وجدنا آباءنا على أمة وانا على آثارهم مقتدون ))
ـ حقوق الانسان الاساسية على المجتمع ثلاثة وهي : ـ
1 ـ الحياة : وهي حق مقدس لكل انسان ولا يجوز الاعتداء عليه بأي حال من الاحوال الا في حالة واحدة فقط وهي الدفاع عن النفس امام خطرالموت المؤكد اغتيالا
2 ـ الحرية : وتشمل حرية الارادة وحرية الانتماء وحرية التعبير , ولا يجوز حرمان الانسان من الحرية الا لظروف طارئة وبشروط معلنة مسبقا , وكذلك لا يجوز حرمانه من الحرية لمدة طويلة لان نتائجها ستكون سلبية
3 ـ الاحترام : ويشمل احترام القيمة الانسانية , وعدم التدخل في الشؤون الشخصية , وعدم امتهان كرامة الانسان كاسلوب عقابي , وعدم استخدام وسائل الارهاب أو التعذيب البدني أو النفسي تجاه الانسان كوسيلة اخضاع وابتزاز له مهما كانت الاسباب والمبررات .
ـ أمن الجميع له الاسبقية على حرية الفرد , عندما يغيب الامن تضمحل الحرية , فلا حرية بغياب الامن , والحكومة تتحمل المسؤولية الاولى في توفير الامن ولكن عليها ان لا تجعل من هذه المسؤولية مبررا دائميا لحرمان مواطنيها من الحريات العامة , نعم ان اساءة استخدام الحرية هو احد اسباب المشاكل الامنية ولكن ليس هوالسبب الوحيد ولا هوالسبب الرئيسي فهناك اسباب أخرى على قدر من الاهمية , كما انه من الظلم ان نجعل الاشخاص الاسوياء يدفعون ثمن اخطاء الاشخاص المنحرفين
ـ الحرية حاجة ضرورية ولكن لا يستحقها من لا يعرف قيمتها , الحرية التزام ومسؤولية ومن لا يعرف قدرها ليس جدير بها , ان ذوي النزعات العدوانية والاجرامية يسيئون استخدام الحرية , وعندما يساء استخدام الحرية يصبح الامن مهدد , وبفقدان الامن يتوجب تعطيل الحرية , فالضرر يعطل الضرورة , ومن هذا المنطلق ولكي لا تتحول الحرية الى فوضى فانه يجوز ان تقيد حرية أي انسان كوسيلة عقابية رادعة عندما يسلك سلوكا مخالفا للقوانين فعلا او قولا مما يلحق أضرارا بمصالح المجتمع أويسبب انتهاكا لحقوق الاخرين ظلما , ولكن بشرط ان لا تقيد الحرية الا لفترة زمنية محدودة لان الحرمان , أي حرمان , عندما تطول مدته يترك آثارا عميقة تصعب ازالتها
ـ اسباب المشاكل الامنية : ـ
ترجع هذه الاسباب الى الممارسات السلوكية الخاطئة للاشخاص المنحرفين والتي ترجع دوافعها الى ( عوامل داخلية تتعلق بالشخص المنحرف ذاته + عوامل خارجية تتعلق بالمجتمع او البيئة + عوامل ظرفية تحكمها ظروف الزمن والمكان )
ـ العوامل الداخلية المسببة للسلوك الخاطيء ترجع الى الخلل الهرموني الجيني في نظام التحكم في السلوك للشخص المنحرف , وبالنسبة للعوامل الخارجية فان للبيئة من الناحية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية تأثيرا كبيرا على سلوك وتصرفات عموم الناس في الرقعة الجغرافية لتلك البيئة , فاذا كانت البيئة فاسدة كانت السلوكيات الخاطئة والمنحرفة كثيرة , والبيئة الفاسدة هي المجتمع الفاسد , وفساد المجتمع ناجم عن اعتناقه لعقيدة فاسدة ومثل هذا المجتمع لا يفرز سوى حكومة فاسدة تعمل على تكريس الفساد ذاته في المجتمع لان بقائها وديمومتها مرهون بوجوده
ـ الحكومة الصالحة يشترط فيها ان تكون : ( منتخبة ديمقراطيا + مقيدة دستوريا + حافظة لحقوق الانسان ) , والعقيدة الصالحة في هذا العصر يشترط فيها ان تكون : ( علمية الفكر وعلمانية التوجه وعالمية المدى ) واما المجتمع الصالح فهو المجتمع الذي يضمن فيه كل انسان حقوقه الاساسية والتي هي ( الامان + الحرية + الاحترام ) . ان الحكومة الصالحة هي نتاج مجتمع صالح , والمجتمع الصالح هو نتاج عقيدة صالحة , ومن فسدت عقيدته ساء سلوكه
ـ ان توفر شروط السعادة النسبية وتوفر الحقوق الاساسية لكل مواطن في المجتمع ضمانات أكيدة للمواطن الصالح والمجتمع الصالح
ـ المواطن الصالح : هو المواطن الذي تتوفر فيه الشروط الاتية : ـ
1 ـ التمسك بمعايير الفضيلة ( الحق + الخير + التضامن الايجابي ) .
2 ـ احترام القوانين والانظمة الصادرة من الحكومة ( بشرط ان تكون حكومة صالحة وفقا للمعايير)
3 ـ الحفاظ على مصالح المجتمع وممتلكاته العامة والخاصة شكلا و جوهرا , والوقوف ضد كل من يلحق الضرر متعمدا بمصالح المجتمع وممتلكاته , تعبيرا عن شعور التضامن الايجابي تجاه المجتمع
ـ الواجبات الاساسية للحكومة في المجال الاجتماعي : ـ
1 ـ تأمين الحياة : أي توفير الأمن والطمأنينة والاستقرار لكل مواطن داخل البلد .
2 ـ تأمين الغذاء : أي توفير قوت الشعب من الماء والطعام
3 ـ تأمين السكن : أي توفير مسكن مستقل تمليك لكل أسرة , وتأمين مأوى لكل مواطن داخل البلد .
ـ الواجبات الاساسية للحكومة في مجال النشاط الاقتصادي : ـ
1 ـ توفيرعمل مناسب لكل مواطن بالغ
2 ـ توفير طرق ووسائل نقل( مواصلات ) رخيصة وسريعة ومريحة
3 ـ توفير مصادر طاقة بكميات كافية و رخيصة وأمينة
ـ الحكومة التي تؤدي واجباتها الاساسية تجاه المجتمع في المجال الاجتماعي والاقتصادي فانها تساهم الى حد كبير في تقليص المشاكل الامنية من خلال توفير بيئة نظيفة خالية من عوامل الانحراف والجريمة والفساد
ـ معايير القيمة الانسانية : الفضيلة + المعرفة + العمل
ـ الفضيلة : رابطة ( الانسان ـ الانسان ) = القيم الايجابية = الاخلاق البنّاءة = السلوك القويم
ـ معايير الفضيلة : الحق + الخير + التضامن الايجابي
مفاهيم الحق : ( الحقيقة , الصدق , الانصاف , المبدأية , العدالة , الحرية , المساواة , عدم التمييز , عدم الانحياز ) وهذه المفاهيم تصلح للتعامل مع حاملي القيمة الانسانية كاملة
مفاهيم الخير : ( المروءة , المحبة , التسامح , الصداقة , الاحترام , الوفاء , الاخلاص , النظافة ) وهذه المفاهيم تصلح للتعامل مع حاملي القيمة الانسانية كاملة
مفاهيم التضامن الايجابي : ( التعاون البناء , التكافل الانساني , الوقوف مع حقوق الانسان في كل مكان في العالم , مشاركة الاخرين افراحهم واحزانهم )
ـ التضامن ثلاثة انواع : ايجابي ( الوقوف مع الحق ضد الباطل ) , حيادي ( الحياد بين الحق والباطل ) , سلبي ( الوقوف مع الباطل ضد الحق )
ـ عندما يجد انسان ما نفسه عاجزا عن الوقوف مع الحق ضد الباطل لأي سبب من الاسباب فان من الخير له ان يقف على الحياد بين الحق والباطل ويمتنع عن اسناد أي من الطرفين ماديا أو معنويا , اما الذي يساند الباطل ضد الحق خوفا أو طمعا فانه يحط من قيمته ومن كرامته وهو في النهاية من الخاسرين لان الباطل لا مستقبل له
ـ التساؤلات المطروحة للبحث : ما هي الجريمة ؟ وما هي اسبابها ؟ وكيف يمكن وقاية المجتمع من الجريمة ؟ وما هي الاساليب الرادعة لذوي النوايا السيئة والنفوس الشريرة والميول العدوانية ؟ وما هي العقوبات المناسبة لمرتكبي الجرائم ؟
ـ الجريمة هي النتيجة او الثمرة التي تنتج عن تصرفات منحرفة مخالفة للقانون , وهذه التصرفات قد تكون سلوكيات مادية على شكل افعال او سلوكيات معنوية على شكل اقوال لا سند لها من الحقائق والادلة
ـ عناصر الجريمة ثلاثة : الانسان , الاداة , البيئة . الانسان هو الشخص المجرم الذي يقدم على ارتكاب الجريمة بملء ارادته وحرية اختياره , الاداة هي الوسيلة التي يستخدمها او يستعين بها المجرم في تنفيذ جريمته وبدونها لا تحدث الجريمة , وأما البيئة فهي الاسرة والمجتمع الذي نشأ وتربى فيه المجرم من حيث طبيعة العلاقات داخل الاسرة وداخل المجتمع وطبيعة المعتقدات والقيم السائدة فيه والتي تشكل بمجملها المحتوى السلوكي والثقافي للمجرم
ـ يرتكز النظام الامني لاي مجتمع على ثلاث ركائز : الركيزة الاولى الجهاز التشريعي ومهمته تشريع القوانين التي تنظم شؤون المجتمع ومصالح الناس , والركيزة الثانية الجهاز التنفيذي ومهمته تطبيق القوانين بحرص والتزام , والركيزة الثالثة الجهاز القضائي ومهمته مراقبة تطبيق القوانين ومحاسبة الخارجين على القانون تحقيقا للعدالة
ـ السلطة التشريعية مطالبة بصياغة قوانين واقعية ومتوازنة وفعّالة تحد من جشع الانسان وطمعه في الاعتداء على حقوق الاخرين وفي نفس الوقت لا تقف هذه القوانين بالضد من سعي الانسان وطموحاته بأساليب مشروعة في الاستزادة والنماء , فقوانين تحمل هذه السمات تساهم في صنع نظام امني متكامل ومستقر . ان النظام الامني سيتصدع اذا شرعت قوانين غير واقعية أو غير عادلة أو غير متوازنة مع ظروف المرحلة , كما ان النظام الامني قد يتصدع اذا فشلت السلطة التنفيذية في تنفيذ القوانين أو تلكأت أو ابتعدت عن الشفافية والنزاهة في التنفيذ , واما السلطة القضائية فانها قد تتسبب في تصدع النظام الامني اذا لم تمارس دورها بصرامة في مراقبة تنفيذ القوانين ومحاسبة كل من يخرج على القانون وتطبيق العدالة بعيدا عن الميول والولاءات
ـ عناصر النظام الامني ثلاثة : أولا قوانين النظام الامني , وثانيا جهازالمحافظة على النظام الامني وفقا للقوانين التنظيمية ويتمثل في جهاز الشرطة والامن , وثالثا جهاز المحاسبة والمعاقبة لمخالفي النظام الامني وفقا للقوانين العقابية ويتمثل في المؤسسات القضائية
ـ قوانين النظام الامني نوعين : قوانين تنظيمية مخصصة لتنظيم شؤون الناس ومصالحهم منعا لحصول فوضى واختلال الامن , وقوانين عقابية مخصصة لتحديد أسلوب العقوبة من حيث الكم والكيف لمن يخرق القوانين التنظيمية
ـ ليس كل تصرف خارج على القانون يؤدي حتما الى وقوع جريمة , فالقوانين التنظيمية توضع لأغراض وقائية واحترازية , والعقوبات المادية ينبغي أن تفرض عند تنفيذ الجريمة فعلا , أما في حالة عدم تنفيذ الجريمة مع وجود التخطيط والنوايا بالادلة فالعقوبات المفروضة في مثل هذه الحالة ينبغي ان تكون عقوبات معنوية لان معيار الحكم هو ارادة التنفيذ وليس ارادة التخطيط , ولا ينبغي للقانون أن يحاسب الانسان على نتاجات مخيلته أوعلى ارهاصات دواخله أوعلى احلامه وهواجسه فهذه نتاجات طبيعية في النفس البشرية لا سلطة للقانون عليها
ـ العقوبات المادية تشمل حسب التسلسل ( 1 ـ الغرامة 2 ـ الحبس 3 ـ القصاص البدني ) . وأما العقوبات المعنوية فتشمل حسب التسلسل ( 1 ـ التنبيه 2 ـ الانذار 3 ـ الانذار النهائي ) وهذه العقوبات يتم توثيقها وحفظها في الملفات الجنائية لاصحابها مع اقرار خطي من المذنب بالاعتراف بالذنب وتعهد بعدم تكرار ذلك
ـ الغرامة تبين امكانية استخدام المال في العقاب لان للمال قيمة وللمال سلطة , وعقوبة الحبس تعني الحرمان لفترة مؤقتة من حق الحرية , لان الحرية قيمة انسانية وهي حق من حقوق الانسان الاساسية ولا يجوز حرمان الانسان من هذا الحق لمدة تزيد عن ثلاث سنوات مهما كانت الجريمة التي ارتكبها , أما القصاص البدني فهو موجه ضد الجسد , لان الجسد قيمة انسانية والجسد وسيلة مهمة للتعبير عن الذات وممارسة الحقوق الاخرى , ونحن لا نقصد بالقصاص البدني استخدام وسائل التعذيب البدني لانتزاع اعترافات او غير ذلك وانما نقصد به اللجوء الى العقوبة القصوى وهي اعاقة البدن لمنع المجرم الخطير من ارتكاب المزيد من الجرائم لان البدن يعتبر الوسيلة الرئيسية من وسائل ارتكاب الجريمة وخاصة جريمة القتل , والاعاقة تكون مستديمة عندما تصبح عملية اصلاح المجرم مستحيلة
ـ موضوع القصاص البدني يطرح التساؤل المهم التالي : أي العقوبتين أصلح لمعاقبة مرتكبي جرائم القتل : السجن المؤبد مع بقاء الجسد سليما أم الحبس لمدة ثلاث سنوات مع احداث عاهة مستديمة معيقة لارتكاب جريمة أخرى مستقبلا ؟ هنا تصبح المفاضلة بين قيمتين هما الحرية والجسد . هل نقتص من حرية المجرم مقابل الحفاظ على جسده أم نقتص من جسده مقابل منحه الحرية ؟ نحن بتقديرنا أن القصاص من الجسد هو أفضل من الحرمان من الحرية , فالتعجيل باطلاق سراح السجين مع اتخاذ التدابير الحاسمة لمنع تكرار الجريمة هي أفضل للمجتمع ولعائلة المجرم وحتى للمجرم نفسه , كما ان عقوبة الاعاقة البدنية لا تتخذ الا وفقا لضوابط محددة , فهذه العقوبة تطبق بحق من ارتكب جرائم قتل متكررة , ولم تنفع معه أساليب العلاج العضوية والنفسية التي أجريت له خلال فترة مكوثه في السجن والبالغة ثلاث سنوات
ـ نحن لا نعتبر القصاص البدني يتعارض مع مبدا احترام القيمة الانسانية وذلك لاننا لا نستخدم القصاص كعقاب وانما كعلاج أخير عندما تفشل كل أساليب العلاج الاخرى , فليس كل شيء يسبب ألما يعتبر عقابا , كما أنه ليس كل شيء يسبب لذة يعتبر مكافئة , فكم من علاج يسبب آلاما وهو فيه منفعة , وكم من مشروبات تسبب لذة وهي فيها مضرة , وان يخسر المجرم القاتل عضوا من اعضاء جسمه ويواصل بعدها حياته بحرية لهو خيرا له من ان يحتفظ بجسده سليما ولكن قابعا خلف قضبان السجن طول العمر
ـ سلوك الانسان ان كان افعال أو ردود أفعال وان كان سلوكا ايجابيا أو سلبيا فانه يتاثر بثلاثة عوامل ( 1 ـ عوامل داخلية ذات طبيعة وراثية 2 ـ عوامل خارجية ذات طبيعة بيئية كالقيم والمفاهيم الاسرية والاجتماعية والظروف السياسية والاحوال الاقتصادية في المجتمع 3 ـ عوامل ظرفية تحكمها عمر الانسان وخبرته وتجاربه في الحياة )
يتبع الجزء الثاني ......
#رياض_العصري (هاشتاغ)
Riad_Ala_Sri_Baghdadi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟