أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أماني محمد ناصر - سواد النفط والأقزام الأربعة














المزيد.....


سواد النفط والأقزام الأربعة


أماني محمد ناصر

الحوار المتمدن-العدد: 1403 - 2005 / 12 / 18 - 11:19
المحور: كتابات ساخرة
    


في بلد مسلوبة الأرض... عاش ضارون الشرير... يقتل الأطفال والنساء والعجائز والمقعدين دون رحمة في قلبه أو شفقة...
ينهب من مال الأرض التي سلبها وأقام فيها... وقد جند لذلك آلاف الجنود... يهدمون المنازل على رؤوس أصحابها... يشردون الأبرياء... يعترضون كل من يعبد الله ليرموه بالرصاص...
وكان ضارون الشرير يجلس دائماً أمام مرآته السحرية، يسألها كل صباح:
_ أيتها المرآة السحرية... هل هناك أحد أشرّ مني في هذا العالم الواسع؟
وكانت المرآة تجيبه في كل مرة:
_ حاشى لله... بل أنت أشر رجل في العالم يا ضارون...
ومرّتِ الأيام... وكان ضارون هذا مسروراً بشره وأعماله الوحشية...
وفي أحد الأيام... وبعد أن قتل عجوزاً مقعداً لا حول له ولا قوة... أمسك ضارون مرآته السحرية وسألها:
_ أجيبيني أيتها المرآة السحرية... هل هناك أحد أشرّ مني في هذا الكون؟
فأجابته المرآة:
_ أنت شرير حقاً يا سيدي... ولكن السيّد طوش أشرّ منك... وأخبث منك... فهو يستخدم طائرات حربية ومقاتلات وآلاف آلاف الجنود ليقتل الأبرياء ويسلب البلدان خيراتها... ويخطط لسرقة نفط العالم أجمع، بحجة أنّه يريد أن يقضي على الإرهاب!!!
فغضب ضارون غضباً شديداً، بحجم شرّه، وصرخ من شدة غضبه:
_ إما أنا أو أنت يا طوش... إما أنا أو أنت...
وجلس والشرر يتطاير من عينيه، ونادى حارساً يعمل عنده، وطلب منه أن يذهب برسالة كتبها إلى طوش... وأوصاه أن يقتله قبل تسليمه الرسالة...
أحنى الحارس رأسه قائلاً:
_ سمعاً وطاعة يا سيدي...
خرج الحارس من عند سيده ضارون وبجيبه آلة حادة متوجهاً إلى طوش... ولكنّه ومن شدة خوفه اكتشف حراس طوش معه الآلة الحادة... فاقتادوه مكبلاً إلى سيّدهم... وهناك اعترف الحارس بكل شيء...
فسأل طوش الحارس:
_ وماذا يعمل سيّدك ضارون هذا؟
أجابه الحارس متلعثماً:
_ إنّه... إنّه يسرق مال البلد التي احتلها... ويقتل الأطفال الأبرياء... ويستبيح النساء... ويدمّر البيوت على رؤوس أصحابها... و...
فقاطعه طوش قائلاً:
_ وهل هناك نفط في البلاد التي احتلها ضارون هذا؟
أجابه الحارس:
_ لا يا سيدي... ولكن هناك بلاد عدة حوله غنية بالنفط... كبلاد السندباد البحري، وبلاد الياسمين... وغيرها...
فقهقه طوش عالياً وقال للحارس:
_ اسمع... سأعفو عنك... ولكن بشرط أن تعود فوراً إلى سيّدك وتقول له إنني أمدّ شري إلى شرّه... بل إنّ شري في خدمته... في سبيل الاستيلاء على بلاد الياسمين...
فخرج الحارس غير مصدّق أنه نجا... وأوصل الرسالة إلى ضارون الذي رحّب وسُرّ فيها كثيراً... وذهب إلى مرآته يسألها:
_ والآن أيتها المرآة السحرية... هل هناك من هو أشرّ مني في هذا الكون الواسع؟
أجابته المرآة:
_ لقد أصبح في جعبتك يا سيدي شر العالم أجمع... وإنّك لجدير حقاً بأن تكون أشر شرير على وجه المعمورة...
وأقام ضارون وطوش تحالفاً اتفقا فيه على تسمية بعض البلدان المسالمة، بالبلدان الإرهابية كي يسلبوا النفط منها... ويتقاسموه هما الإثنان... وينفذا فيها مخططاتهما ومخططاتِ أجدادهما...
ولكن كان ينقصهما الذكاء والحكمة لتدبير أمورهما... فاقترح طوش أن يقيما تحالفاً مع السيّد بْلِيعْ، كي يحققا مآربهما على أن يتقاسم الثلاثة الثروات النفطية... والمادية... والأمكنة التاريخية والمساحات الجغرافية...
وافق ضارون على ذلك... فأبرق طوش إلى بْلِيعْ يدعوه فيها إلى زيارته في مقر إقامته "الويلات المنحدرة للهاوية"...
سُرّ بْلِيعْ بالدعوة الموجهة له... ووصل لمقابلة طوش في الموعد المقرر...
أسَرّ له طوش بما عزم عليه هو وضارون، وكيف أنهما لم يوفقا في إيجاد سبيل للوصول إلى مآربهما... وطبعاً حصته محفوظة...
فكّر بْلِيعْ كثيراً قبل أن يقول لطوش:
_ نحتاج لوجود شخص رابع معنا... هو الذي سيجيد تنفيذ الخطة التي عزمتما على تنفيذها...
سأله طوش بلهفة:
_ من هو وأنا كفيل بموافقته...
أجابه بْلِيعْ:
_ إنه السيد ديت شيف... الذي يجيد طهي كل الطبخات التي تودان تذوقها في منطقة الشرق الأوسط...
نظر طوش نظرة عميقة عميقة إلى بْلِيعْ وقال له:
_ اطمأن... سنرسل وراءه...
جلس الأربعة على طاولة واحدة... ضارون، وطوش، وبْلِيعْ، وديت شيف... وحفظ الشيف دوره عن ظهر قلب...
في صباح اليوم التالي... تنكر الشيف في هيئة متسولة عجوز، بعد أن سكب السم في تفاحة حمراء شهية، وبعد أن ملأها بمسامير صغيرة، وحولها إلى قنبلة صغيرة ولكنها شديدة المفعول...
واتجه إلى إحدى البلاد التي خطط الأربعة (ضارون، وطوش، وبْلِيعْ) بمساعدة الشيف... للاستيلاء على نفطها... وتحقيق مآربهم فيها... وأطلقا على تحالفهم اسم "تحالف العمالقة الأربعة الشريرون".
في هذه الأثناء... ضرب زلزال مدينة كادروما التابعة لطوش، فانشغل بها عما عزم عليه... ولكنّه لم يستطع الصمود في وجه الكوارث التي أحدثها الزلزال... ولم يستطع أن ينقذ حتى طفلاً من هذه المدينة...
ووقع بْلِيعْ تحت ضغط شعب بلاده الذي بدأ يشك في نزاهة تحالفه هذا... وبدأ يطالبه بالانسحاب من هذا التحالف... وإلا...
أما ضارون فكان قد بدأ ينسحب تدريجياً من البلاد التي احتلها...
وسرت فضيحة للشيف بطبخه طبخة كان يريد من بلاد الياسمين التي وُجّهَ لها اتّهام باطل أن تتذوقها !!! فاحترقت الطبخة، وسرت رائحة احتراقها في كلّ البلاد...
وجاءهم صوت من بعيد في الوقت ذاته:
"من حفر حفرة لبريء وقع فيها"
وأثبت تحالفهم أنّه "تحالف الأقزام الأربعة""!!!



#أماني_محمد_ناصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فجل ونعنع
- معاملة أسرى الحرب وانتهاك الولايات المتحدة الأميركية وإسرائي ...
- ! مس... كول
- ملحق كليلة ودمنة
- فنجان قهوة... ولفافة تبغ... وهوى
- نظرات وذكريات مؤلمة
- أمريكا ماما والأربعون إرهابي
- ليلى والخنزير
- رايس في بلاد العجائب


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أماني محمد ناصر - سواد النفط والأقزام الأربعة