محمود شقير
الحوار المتمدن-العدد: 5235 - 2016 / 7 / 26 - 23:49
المحور:
الادب والفن
لم أكن أعرف شيئاً عن علاقاته الخفيّة. جلسنا معاً ذات مساء في كافتيريا جروبي الواقعة في شارع السلطان سليمان. شربنا القهوة وتحدّثنا كالعادة عن الأوضاع. قال إنهم استدعوه للتحقيق ذات نهار. قال إنه ارتجف وأصبح بين أيديهم مثل خرقة بالية.
أشفقت عليه من ضعفه، ولم أكن أدري ما الذي ترتّب على هذا الضعف من استثمار. بعد كلام كثير، سألني عن البيت المهدّد بالإخلاء في القدس القديمة، سألني عما نستطيع أن نفعله للتخلّص مما نحن فيه. اقترحت عليه أن يشارك معنا في تظاهرة احتجاج نعدّ لها، وسنقوم بها بعد أيام. اصطبغ خدّاه بلون أصفر.
قبل موعد التظاهرة بليلة واحدة، جاء رجال الأمن ومعهم الجنود. طوّقوا بيتي. ثم اقتادوني إلى مبنى متجهم ووضعوني قيد الاعتقال لأشهر ثلاثة.
كان المحقّق الذي تلمع صلعته تحت ضوء المصباح، يلقي عليّ السؤال تلو السؤال. والمخبر، غزال الذرة، كان حاضراً في غير سؤال.
#محمود_شقير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟