أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سامية ناصر خطيب - الشعب المصري لم ينتخب















المزيد.....

الشعب المصري لم ينتخب


سامية ناصر خطيب

الحوار المتمدن-العدد: 1402 - 2005 / 12 / 17 - 11:28
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


نسبة المشاركة في الانتخابات لمجلس الشعب المصري لم تتعد ال24% من أصحاب حق الاقتراع. ويبدو ان المشاركين هم فقط اصحاب المصالح المباشرة، اما الاغلبية الساحقة من الشعب لم تصوت بتاتا، بسبب عدم الثقة في النظام وفي المعارضة الاسلامية. رائحة صفقة بين الثالوث امريكا–النظام–الاخوان، تسمح بتمثيل جيد للاخوان، ولكن ضمن النظام القائم بما يضمن الاستقرار حتى عام 2011: هكذا تبدو الديموقراطية الامريكية في مصر.
سامية ناصر خطيب

انتهت الانتخابات المصرية لمجلس الشعب بفوز الحزب الحاكم بأكثر من 333 مقعدا من اصل 454 مقعدا. وبرز تيار الاخوان المسلمين كأكبر قوة معارضة بحصوله على 88 مقعدا، واندثرت بالمقابل الاحزاب اليسارية. وكانت هذه اعنف حملة انتخابات شهدتها مصر، سقط خلالها ثمانية قتلى و600 جريح، واعتقل المئات. ولم تتعد نسبة المشاركة ال24% من أصحاب حق الاقتراع، الامر الذي يعني بان 76% من الشعب المصري لم يشارك في الانتخابات.

الضغط الامريكي أجبر النظام المصري على اجراء اللعبة الديمقراطية، وتوخي الحذر كيلا يخسر المعركة لصالح الاخوان المسلمين. وكانت كل الوسائل متاحة لضمان الاغلبية للحزب الوطني الديمقراطي. لهذا الغرض كانت الغاية تبرر الوسيلة، سياسة العصا والجزرة كانت سيدة الموقف. فكان عرض الهدايا اولا، اما من لا سعر لهم فاستعملت ضدهم كل الوسائل وصل بعضها للقتل.

الهدايا التي عرضها مرشحو الحزب الحاكم في مدينة المحلة الكبرى، كانت على شكل حفلات زفاف ورحلات حج وعمرة. واذا كان المرشح اقل ثراء، فاكتفى بدفع 500 جنيه للصوت الواحد. وللمعارضين اتت عمليات البلطجة التي استخدم فيها السكاكين والسيوف والغاز المسيل للدموع والرصاص الحي والتزوير والاعتداءات على القضاة والصحافيين.



بوش يغازل الاخوان

مشاركة "الاخوان المسلمين" في هذه الانتخابات تمت على اساس كونهم افراد مستقلين، كما كان الوضع في السابق، وذلك لان حزبهم محظور. ولكن كانت هذه المرة الاولى التي جاهروا فيها بانتمائهم لجماعة الاخوان المسلمين، دون خوف من حملة اعتقالات. مشاركة الاخوان كانت بتشجيع من ادارة بوش، التي قررت ان تفرق بين الاسلاميين المتطرفين والمعتدلين. واعلنت فور اعلان نتائج الانتخابات بانها تريد فتح حوار مع نواب الاخوان في البرلمان.

في هذه العملية الديمقراطية الامريكية، رائحة صفقة بين الثالوث امريكا–النظام–الاخوان، تسمح بتمثيل جيد للاخوان، ولكن ضمن النظام القائم بما يضمن استقرار النظام حتى عام 2011. وحتى في حالة زعزعة النظام التي تخشاها امريكا فستكون هناك معارضة محتواة ضمن البرلمان يمكن لامريكا التفاوض معها. هكذا تبدو ديموقراطية امريكا في الشرق الاوسط.

في نفس الوقت وجود الاخوان المسلمين داخل البرلمان كافراد لا كحزب، لا يؤهلهم للترشح لرئاسة الجمهورية. ومن هنا فهم لا يشكلون تهديدا على الرئيس حسني مبارك وابنه من بعده. ويرى محللون ان الحكومة المصرية تفضل ان يحقق الاخوان نتائج جيدة على حساب احزاب المعارضة الشرعية، لانه ايا كانت الطريقة التي يتم بها دمج قوة لا تتمتع بالشرعية، فانه يمكن في اي وقت اغلاق الابواب امامها. (ميدل ايست اونلاين، 6/12)

القيادي في الاخوان عصام العريان قال لنفس المصدر: "لسنا مثل مجموعات المعارضة الاخرى.. اننا نعمل على الارض"، قاصدا شبكة الخدمات الاجتماعية. وحرصا على عدم استفزاز النظام صرّح مسؤول الجماعة "انهم قرروا خوض الانتخابات على ثلث مقاعد البرلمان، لا ان يشكلوا تهديدا للنظام". ويعتبر هذا انقلابا في افكار الاخوان، مثلما تقول استاذة العلوم السياسية منى الغباشي: "بعد ان كانت حركة سياسية تسعى لاقامة دولة اسلامية تحولت الى حزب سياسي مرن".

وقد قال عصام العريان لاذاعة ال بي. بي. سي. البريطانية ان لجوءهم لبلطجية تابعين لهم كان من باب درء اذى بلطجية الحزب الحاكم. كما برر استخدام الاموال لانهم مستضعفون. ولذلك يظهر الاخوان والنظام كوجهين لعملة واحدة، وهذا ما عبر عنه ببلاغة حزينة الباحث انور الهواري في لقاء مع قناة "الحرة" حينما قال: "اتقدم بعزائي للشعب المصري لان برلمانا يتقاسمه الحزب الوطني والاخوان هو مصاب".

في نفس الوقت فشلت المجموعات الليبرالية، التي كانت مدعومة من امريكا نفسها وقادت موجة التظاهرات المعادية لنظام مبارك. المنظمات الاهلية والشخصيات الليبرالية من امثال ايمن نور مؤسس حزب الغد، او سعد الدين ابراهيم مدير مؤسسة ابن خلدون، كانت جزءا من ضغط الولايات المتحدة على النظام المصري من اجل الاصلاح والديمقراطية. ولكن سرعان ما استيقظ هذا التيار من اوهامه. حزب الغد، الذي خسر مقاعده السبعة التي كان يحتلها في مجلس الشعب، وصف ما يحدث له بانه اغتيال سياسي، كما اتهم الولايات المتحدة بالتخلي عنه وبانها نقضت وعودها بدعم الديمقراطية في المنطقة.

في البرلمان السابق كان خمسة اعضاء في البرلمان من رجال الاعمال الاثرياء، ويتوقع ان يحصل رجال الاعمال على 50% من مقاعد هذا البرلمان! ويعتبر المقعد في البرلمان طريقة اخرى لجمع الثروات، كما جاء في صحيفة "الاهرام ويكلي" الصادرة بالانجليزية. في هذا صرّح كمال خليل، احد قياديي حركة كفاية المعارضة "ان هيمنة رجال الاعمال لم تصل مطلقا الى هذا المستوى خلال ال50 عاما الماضية"، واضاف: "لقد اصبح هذا البلد ضحية عملية نهب منظم يقوم بها المحتكرون المتحالفون مع الطبقة الحاكمة". (ميدل ايست اونلاين، 7 كاون اول)



اين الشعب؟

العدد القليل الذي صوت هم ممن تربطهم مصلحة مباشرة اما بالنظام من خلال الوظائف الحكومية وجهاز البيروقراطية، او بجماعة الاخوان المسلمين من خلال الخدمات الاجتماعية التي يوفرها.

الشعار الذي اختاره الاخوان المسلمون "الاسلام هو الحل"، لا يستجيب لاوضاع الساعة في مصر، ولا يقدم اي بديل اقتصادي او سياسي يحل المعضلة التي تواجهها مصر منذ الانفتاح للغرب. من جهة الاخوان لا يريدون اغضاب النظام، واستفزازه وزعزعة سياسته المبنية على علاقته بامريكا، ولكن الحقيقة الاعمق هي ان قيادات الاخوان انفسهم منتمين للشرائح الوسطى.

الامريكان الذين يخشون من سقوط نظام مبارك الدكتاتوري، يسعون الى فتح حوار مع الاخوان، لضمان مصالحهم المستقبلية في المنطقة. اما الاغلبية الساحقة من الشعب، وعلى رأسها الفلاحون والعمال، فلم تصوت بتاتا لعدم ثقتهم بالنظام والمعارضة الاسلامية. المسيرة الديموقراطية التي تقف وراءها امريكا، ادت حتى الآن الى نمو نخبة صغيرة من الاغنياءجلبت لاغلبية المصريين الفقر البالغ، وأفقدتهم الامل في المستقبل.



#سامية_ناصر_خطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما تكذب الامبراطورية
- العراق غارق في حرب اهلية
- الدستور العراقي يكرّس الطائفية
- الانتخابات العراقية تكرس عدم الاستقرار
- العراق: انتخابات على الاطلال
- انتخابات بدماء الفلوجة
- دارفور مرآة لازمة السودان
- سقوط الجندي الالف يعمق الانقسام الامريكي
- ايران: السلطة الروحية ضد سلطة الشعب
- د. نوال السعداوي: لماذا يخاف الرجال من رؤوس النساء
- الانتخابات المحلية العربية في اسرائيل: انتصرت العائلية والطا ...
- امريكا تربح في العراق وتخسر في السعودية
- الحرب تعرّي الانظمة العربية
- الاسلام السياسي من المنظور الطبقي
- اسرائيل تفضح فساد السلطة للقضاء عليها
- الدبابات تهمّش الاصلاحات
- العمليات الانتحارية من استراتيجية خاطئة الى فوضى عارمة
- عزمي بشارة يعرج الى السعودية
- في الاشتراكية السبيل لتحرر المرأة
- نساء في ظل طالبان لا قيمة لحياتهن


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سامية ناصر خطيب - الشعب المصري لم ينتخب