أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حواس محمود - ظاهرة الفساد الثقافي















المزيد.....

ظاهرة الفساد الثقافي


حواس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 1402 - 2005 / 12 / 17 - 11:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كتبت العديد من المقالات والدراسات ، وطرحت العديد من المقولات بشأن ظاهرة الفساد الاقتصادي والإداري ، ولكن لم أقرأ – حتى اللحظة – موضوعاً عن الفساد الثقافي – المقصود موضوعاً يتميز بالشمولية والجدية – ما عدا تلميحات وإشارات هنا وهناك يتناول أصحابها شذرات من أصل الظاهرة ولكنها على الأقل ستكون محددة بموضوع هام وطرحاً يحفز للمناقشة ، ودعوة للسجال لم نتمكن من معالجة مثل هذه القضايا في ظروفنا الراهنة ..
ظاهرة الفساد الثقافي : هي تلك الحالة التي يتلمس المتابع فيها للشأن الثقافي ركوداً وجموداً في الحركية الثقافية ، وانتشاراً لعناصر غير إيجابية في جسم المشهد الثقافي ، وسأخصص هذه المقالة للمشهد الصحفي الراهن في العالم العربي .. فأول ما يلفت انتباه المتابع هو تلك الحالة التي يستأثر بها محرر الصفحة الثقافية ، أو مدير تحرير المجلة الثقافية بنشر مواده ومواد أصدقائه من بني جيله الذي يكون غالباً جيل شيوخ الثقافة مما يؤدي إلى حرمان جيل شباب الثقافة من لعب دور ثقافي ، وبث دم جديد في جسم الثقافة قبل أن يترهل ، ويمكن تسمية هذه الظاهرة بـ " الاستئثار الجيلي " للثقافة ، ولا يعني هذا الكلام تعميماً إطلاقاً لكل الذين استلموا الصحف ممن هم من جيل شيوخ الثقافة ، وإنما يعني معظمهم .
وهناك الشللية الثقافية ، وهذه الشللية تختلف عن " الاستئثار الجيلي " بكون العمر ليس مهماً في أولوية النشر ، وإنما المهم هو المعرفة الشخصية والواسطة وإغراءات أخرى كالولائم والسهر في المقاهي وغيرها .. والشللية عملية قاتلة للثقافة إذ أن مقياس نشر المادة ليس جودتها وإنما مدى علاقة صاحب المادة بمدير تحرير الجريدة أو المجلة .. وفي ظروف الفوضى والسيولة الثقافية تنتشر ظواهر خطيرة ولعل أهمها وأكثرها خطورة هي السرقات الأدبية ، فلقد كثر الطارئون والأصوات الجديدة التي لا علاقة لها بالثقافة والأدب لا من قريب ولا من بعيد ، ولو أن هؤلاء تم امتحانهم من قبل لجنة ثقافية خبيرة بأمور الكتابة والأدب لنالوا علامة الرسوب – من دون شك – وبشكل مؤكد ، وهذه السرقات من المفترض أن تناقش على نطاق واسع ، وأن تأخذ أهمية قصوى من تأثير في تشويه المشهد الثقافي وتعكير صفوه وتخريبه ...
وهناك حالات أخرى سلبية كثيرة ؛ فعلى سبيل المثال يكتب البعض مقالات عن نتاجاتهم وينشرونها بأسماء أصدقائهم – وهم بذلك يعتقدون أنهم يخدعون القراء – وأعتقد أنهم واهمون إذ أنهم يخدعون أنفسهم قبل غيرهم لسبب بسيط هو أن العملية مصطنعة إذ في حقيقة الحال هم مفلسون ثقافياً ولا يحتفى بهم من قبل القراء والنقاد ، ويبدو أن ضمائرهم قد ماتت تحت نزوة شهروية أو مادية أو غير ذلك .. وهناك حالات غيرها ولكنني أكتفي بما ذكرت متأملاً من النقاد والكتاب والمتابعين مناقشة هذا الفساد الثقافي الذي استشرى في كافة أوصال جسم الثقافة ، ومن دون النقاش ستبقى الظاهرة موجودة تعيث فساداً وتخريباً وتشويهاً .
العنوان سوريا القامشلي ص ب 859 حواس محمود [email protected]





















ظاهرة الفساد الثقافي
- حواس محمود -

كتبت العديد من المقالات والدراسات ، وطرحت العديد من المقولات بشأن ظاهرة الفساد الاقتصادي والإداري ، ولكن لم أقرأ – حتى اللحظة – موضوعاً عن الفساد الثقافي – المقصود موضوعاً يتميز بالشمولية والجدية – ما عدا تلميحات وإشارات هنا وهناك يتناول أصحابها شذرات من أصل الظاهرة ولكنها على الأقل ستكون محددة بموضوع هام وطرحاً يحفز للمناقشة ، ودعوة للسجال لم نتمكن من معالجة مثل هذه القضايا في ظروفنا الراهنة ..
ظاهرة الفساد الثقافي : هي تلك الحالة التي يتلمس المتابع فيها للشأن الثقافي ركوداً وجموداً في الحركية الثقافية ، وانتشاراً لعناصر غير إيجابية في جسم المشهد الثقافي ، وسأخصص هذه المقالة للمشهد الصحفي الراهن في العالم العربي .. فأول ما يلفت انتباه المتابع هو تلك الحالة التي يستأثر بها محرر الصفحة الثقافية ، أو مدير تحرير المجلة الثقافية بنشر مواده ومواد أصدقائه من بني جيله الذي يكون غالباً جيل شيوخ الثقافة مما يؤدي إلى حرمان جيل شباب الثقافة من لعب دور ثقافي ، وبث دم جديد في جسم الثقافة قبل أن يترهل ، ويمكن تسمية هذه الظاهرة بـ " الاستئثار الجيلي " للثقافة ، ولا يعني هذا الكلام تعميماً إطلاقاً لكل الذين استلموا الصحف ممن هم من جيل شيوخ الثقافة ، وإنما يعني معظمهم .
وهناك الشللية الثقافية ، وهذه الشللية تختلف عن " الاستئثار الجيلي " بكون العمر ليس مهماً في أولوية النشر ، وإنما المهم هو المعرفة الشخصية والواسطة وإغراءات أخرى كالولائم والسهر في المقاهي وغيرها .. والشللية عملية قاتلة للثقافة إذ أن مقياس نشر المادة ليس جودتها وإنما مدى علاقة صاحب المادة بمدير تحرير الجريدة أو المجلة .. وفي ظروف الفوضى والسيولة الثقافية تنتشر ظواهر خطيرة ولعل أهمها وأكثرها خطورة هي السرقات الأدبية ، فلقد كثر الطارئون والأصوات الجديدة التي لا علاقة لها بالثقافة والأدب لا من قريب ولا من بعيد ، ولو أن هؤلاء تم امتحانهم من قبل لجنة ثقافية خبيرة بأمور الكتابة والأدب لنالوا علامة الرسوب – من دون شك – وبشكل مؤكد ، وهذه السرقات من المفترض أن تناقش على نطاق واسع ، وأن تأخذ أهمية قصوى من تأثير في تشويه المشهد الثقافي وتعكير صفوه وتخريبه ...
وهناك حالات أخرى سلبية كثيرة ؛ فعلى سبيل المثال يكتب البعض مقالات عن نتاجاتهم وينشرونها بأسماء أصدقائهم – وهم بذلك يعتقدون أنهم يخدعون القراء – وأعتقد أنهم واهمون إذ أنهم يخدعون أنفسهم قبل غيرهم لسبب بسيط هو أن العملية مصطنعة إذ في حقيقة الحال هم مفلسون ثقافياً ولا يحتفى بهم من قبل القراء والنقاد ، ويبدو أن ضمائرهم قد ماتت تحت نزوة شهروية أو مادية أو غير ذلك .. وهناك حالات غيرها ولكنني أكتفي بما ذكرت متأملاً من النقاد والكتاب والمتابعين مناقشة هذا الفساد الثقافي الذي استشرى في كافة أوصال جسم الثقافة ، ومن دون النقاش ستبقى الظاهرة موجودة تعيث فساداً وتخريباً وتشويهاً .
العنوان سوريا القامشلي ص ب 859 حواس سلمن محمود [email protected]



#حواس_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رؤية الواقع بين الايديولوجيا والابيستمولوجيا
- الاصلاح حاجة آنية ملحة
- اقتصاد المعرفة
- الرأي العام
- الثقافة والمثقفون
- الشاعر عبد الله كوران النجم الساطع والرائد المجدد لفي الشعر ...
- الثقافة والتقانة حوار أم صراع
- بلند الحيدري هل ظلمه النقاد
- - حول تفجيرات عمان الأخيرة- الثقافة المفخخة
- العالم العربي والمجتمع المدني


المزيد.....




- نيللي كريم تعيش هذه التجربة للمرة الأولى في الرياض
- -غير محترم-.. ترامب يهاجم هاريس لغيابها عن عشاء تقليدي للحزب ...
- أول تأكيد من مسؤول كبير في حماس على مقتل يحيى السنوار
- مصر.. النيابة تتدخل لوقف حفل زفاف وتكشف تفاصيل عن -العروس-
- من هي الضابطة آمنة في دبي؟ هذا ما يحمله مستقبل شرطة الإمارات ...
- حزب الله يعلن إطلاق صواريخ على الجليل.. والجيش الإسرائيلي: ا ...
- بعد مقتل السنوار.. وزير الدفاع الأمريكي يلفت لـ-فرصة استثنائ ...
- هرتصوغ ونتنياهو: بعد اغتيال السنوار فتحت نافذة فرص كبيرة
- الحوثي: الاعتداءات الأمريكية لن تثنينا
- -نحتاج لمواجهة الحكومة لإعادة الرهائن-


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حواس محمود - ظاهرة الفساد الثقافي