أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عباس علي العلي - عوامل التغير وطريق الثورة














المزيد.....

عوامل التغير وطريق الثورة


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5233 - 2016 / 7 / 24 - 16:30
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


عوامل التغير وطريق الثورة


سؤال يتردد كثيرا في عالم ما بعد الثورات عالم المصالح الدولية قبل الأستحقاقات الوطنية ومصالح الشعوب، حيث أصبح لفظ الثورة ومدلولها من المفاهيم الكلاسيكية التي لم تعد تثير الحماسة الوطنية ولا تلاقى ذاك التعاطف والمؤازرة التي كانت تلقاها منذ أن ظهر مفهوم الثورة كطريق لفك التنازع والصدام بين الحتمية المنتصرة وبين واقع أيل للسقوط، السؤال اليوم هل من طريق أخر لفض هذا التصادم دون أن نضحي بأمن الوطن وسلامة الشعب وعدم تعريض المجتمع لأهتزازات عنيفة تحيط بكل منجزاته ونضالاته الوطنية؟
قبل الإجابة على تساؤلاتنا لا بد لنا ان نستعرض أهمية التحولات البنيوية في المجتمع قبل الحديث عن الثورة وما يقود لها، المجتمع الإنساني وخاصة بعد عبوره الألفية الثانية إلى عالم مركزي القطبية وإنهيار التوازن الأستاتيكي الذي كان السمة البارزة في نهايات القرن الماضي، ليعد ذلك العالم المجزأ في تكتلات وأحلاف وأقطاب دولية تتنازع الولاءات الوطنية في عملية مواجهة القطب الثاني أو الغير، لقد حطم جدار برلين نظرية توازن القوى وأنهى مظاهر الحرب الباردة وبروز أمريكا الأممية القوة التي يجب على الجميع أن يدور في فلكها مهما كبر الحجم أو تعاظمت القوة، تبقى أمريكا زعيمة المصالح الجدولية والمحرك الأول للأحداث فيه هي المقياس الأساسي لقبول التحولات في المجتمعات والحصول على الشرعية بعد أن فقدت الشعوب حقها هذا.
هذا التغير الدراماتيكي التي أملته ظروف الواقع الدولي ناتج من خلل في التفكير العالمي بحقيقة السلام أولا كمطلب جماعي وضرورات أن تمنح الشعوب حقها في تقرير المصير بعيدا عن ديكتاتورية القوة المطلقة، هذا الخلل جاء في النتيجة لمصلحة أنظمة الحكم التي لها علاقات ومصالح متبادلة مع قطب القوة الأكبر، وإن كانت بالضرورة هي مصلحة الشعوب والمجتمعات الرازحة تحت عوامل الفقر والظلم والتمايز الطبقي والعنصري والأستغلال ناهيك عن سلب السيادة في ظل تدخل القوة العظمى في شؤونا وفرض الوصاية بالقوة.
لقد ضربت التحولات العالمية التي أعقبت حرب الخليج الأولى وخاصة تجاوز دور المنظمة الدولية ومجلس الأمن والذهاب للحرب دون غطاء قانوني ولا مسوغ أخلاقي عمق القانون الدولي والعلاقات الدولية، التي كان هدفها الأساس حفظ السلم العالمي وتمكين الشعوب من حقها في تقرير المصير، وتحولت المنظومة العالمية إلى لعبة مصالح القوة وقوة أستعمارية جديدة بأثواب وعناوين مختلفة مثيرة وفاعلة من التدخل باسم حقوق الإنسان إلى مفاهيم الحرب الأستباقية، إلى أن أصبحت الظاهرة العنفية العالمية أمرا طبيعيا ومقبولا بعد ظهور التطرف والإرهاب العابر للحدود والإرهاب المقابل.
هنا يمكننا أن نجيب على السؤال الأول في ظل هذه الوضعية المحرجة لم يعد للثورة بمفهومها اليساري التقدمي إمكانية للنجاح، خاصة إذا كانت توجهات الثورة وأهدافها تركز على الاستقلالية وحماية مصالح الشعب، أما لو أتخذت بعدا وطنيا حقيقيا فبالتأكيد أن الصدام سيكون حتميا بين مصالح القوة العظمى وبكل أدواتها وبين الثورة وأهدافها والنزعة التحررية التي تنادي بحق الشعوب في الأنعتاق والأستقلال.
هنا على القوى الأجتماعية الحية في ممارستها الهادفة للتغيير ألا تخضع لمنطق القوة _ الواقع، بل عليها أن تستفيد من نفس السلاح الذي تستخدمه القوة المتجبرة وتدع له وهو سلاح الديمقراطية وحقوق الإنسان، على هذه القوى أيضا أن تذهب بعيدا بأحلامها الثورية فالتغيير السلمي الهادئ والذي ينبع من حاجات المجتمع وبالأليات الطبيعية سيكون تغييرا ثابتا ومتعززا بمنهج أصلاحي تكون نتائجه على المدى البعيد نتائج قوة وتطوير للبنية الاجتماعية والاقتصادية للبلد وقد يحقق من خلال الوعي الوطني والديمقراطي السلمي ما تعجز عنه الثورة وتفشل في القيادة نحو عالم لا يعترف إلا بمفاهيمه الخاصة.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العصر مفردة الزمن في دلالات النص الديني
- يوميات عاشق .... مسافر مع الحروف
- صندوق جدتي وسفينة نوح
- قوة الأصالة الأجتماعية ونجاحها في مواجهة التغيرات الفكرية وا ...
- مكة والمدينة وجوهر الصراع الأجتماعي الأول في المجتمع الإسلام ...
- مكة والمدينة وجوهر الصراع الأجتماعي الأول في المجتمع الإسلام ...
- مفهوم النسقية الأجتماعية والنمطية الاجتماعي ودورهما في بلورة ...
- الحقيقة الضائعة بين الناسخ والمنسوخ _ح3
- الحقيقة الضائعة بين الناسخ والمنسوخ _ح2
- الحقيقة الضائعة بين الناسخ والمنسوخ _ح1
- أول الخطوات .... أخر الكلام
- مرة أخرى الإنسان خالقا ......
- لعنة موت متنقل
- الخديعة
- صناعة الفعل وتطور مفهوم الإرادة
- رجل الدين تفضل خارجا فقد حان وقت الأعتزال
- من هو الله؟.2
- من هو الله؟.
- وما زال في جيبه رصاصة
- مفهوم الملك والملكية دستوريا ومفهومها في الإسلام


المزيد.....




- النهج الديمقراطي العمالي يدين الهجوم على النضالات العمالية و ...
- الشبكة الديمقراطية المغربية للتضامن مع الشعوب تدين التصعيد ا ...
- -الحلم الجورجي-: حوالي 30% من المتظاهرين جنسياتهم أجنبية
- تايمز: رقم قياسي للمهاجرين إلى بريطانيا منذ تولي حزب العمال ...
- المغرب يحذر من تكرار حوادث التسمم والوفاة من تعاطي -كحول الف ...
- أردوغان: سنتخذ خطوات لمنع حزب العمال من استغلال تطورات سوريا ...
- لم تستثن -سمك الفقراء-.. موجة غلاء غير مسبوقة لأسعار الأسماك ...
- بيرني ساندرز: إسرائيل -ترتكب جرائم حرب وتطهير عرقي في غزة-
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال ... دفاعا عن الجدل --(ملحق) دف ...
- اليمين المتطرف يثبت وجوده في الانتخابات الرومانية


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عباس علي العلي - عوامل التغير وطريق الثورة