قراءة هادئة في عملية نيس النوعية (رولاند ابتلع الطعم والفرحة تثلج صدور الدواعش)

اتريس سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 5233 - 2016 / 7 / 24 - 04:22
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    

1- التخطيط النوعي حدد عنصر الوقت واقتنى لحظة التنفيذ المناسبة بامتياز دقيق جدا
2- العملية تحددت استنادا الى اختيار مناسبة عيد الثورة الفرسية كعرس دموي
3- انتقاء المكان المناسب وهو شارع الانجليز المحاذي للبحر حيث المنطقة مؤهولة بالسياح
4- اختيار مدينة نيس لانها معقل قوي لليمين المتطرف الفرسي كما انها معقل للشرطة انتربول الدولية التي تلاحق الاسلاميين في اصقاع وبقاع القارة العجوز
5- الدواعش يردون اثبات انهم قادرون على غزو فرنسا واحتلالها ارهابيا من اقصى تولوز في الغرب (عملية شتاء 2011)الى العمق في العاصمة.هجمات باريس (نوفمبر 2015) الى اقصى نيس في الجنوب الغربي.
6- لاول مرة في التاريخ المعاصر تخوض التنظيمات المتشددة غزواتها في الغرب عن طريق استعمال التقنية الثلاثية التي تجمع بين الدهس واطلاق النار من البنادق او المدافع الرشاشة اضافة الى عنصر السرعة المباغثة وهذا اسلوب معروف لدى الكامورا خلال الثلاثينيات في اطار صراعاتها حول المال والنفوذ والسلطة كما ان الشهيد الجزائري علي عمار قد نهج نفس الاسلوب في معركة حي القصبة بالعاصمة الجزائر الى حين لحظة استشهاده في 8 أكتوبر عام 1957 على يد قوات الجيش الفرنسي
7- وقوع الرئيس رولاند في الفخ الذي نصب له من قبل الدواعش والمتمثل في جرفرنسا و الغرب الى حرب مفتوحة مع المسلمين من خلال ادانة الدين الاسلامي والمسلمين اثناء تفوهه بعبارة الارهاب الاسلامي الامر الذي هو بمثابة اعلان سابق من نوعه والذي يظهر جليا في تصريح واضح بمعادات الاسلام والمسلمين ياتي على لسان رئيس الجمهورية الفرنسية
8- الاخفاق الذريع لوزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف ورجال مخابراته الفاشليين الذي يبرز جليا في غياب التغطية الامنية المحكمة وتبين مدى هشاشة تكوين وغباء وتقاعس الجواسيس والعملاء الذين تجندهم فرنسا داخل المساجد والكانتونات التي يقطنها العرب في هامش المدن الفرنسية
9- فشل السياسات التي نهجها رولاند على مستوى غزو اليمن والعراق وسوريا والتدخل في مالي وموريطانيا وباقي مناطق نفوذ الامبراطورية الفرنسية التي بدات نفقد سيطرتها على مناطق نفوذها التاريخية لياتي الرد مبرحا في عقر دار الفرنسيين من خلال هجمات باريس وهجمات نيس والحبل على الجرار
10- تفرد العملية النوعية على مستوى قلب قاعدة القتال التي كان معمول بها منذ غزو العراق 2004 اي قتل 100 عربي او 1000 مقابل شخص واحد اجنبي لاكن عملية نيس تميزت من خلال قيمتها المضافة في قلب هذه المعادلة وهي 1 عربي مقابل مئة عجمي
11- التحدي الفرنسي الذي اتى على لسان هولاند باستمرار الحرب على الارهاب قد يكون نوع من تخفيف وطاة الكارثة الوطنية التي اتت في يوم عيد ثورتهم الفرنسية التي انحرفت عن مفاهيمها الانسانية الاولى كنوع من سياسة عدم التظاهر بالرعب والعجز امام الدواعش ثم القيام بمص الغضب الشعبي الفرنسي وخصوصا عناصر اليمين المتطرف الذي ينتظر فرصة انقظاظه على الفئات المهاجرة من المسلميين
12- استغرابي المثير للشك والعجب في عدم تقديم وزير الداخلية الفرنسي للاستقالته هو وباقي ضباع اجهزته الاستخبارية بسبب الفشل والاخفاق وعدم القدرة على تقديم الامن للمواطنيين والعزل من السياح والمهاجرين اللذين راحو ضحية سياسة فرنسا الخارجية
13- نهاية المستقبل السياسي لفرونسوا هولاند بسبب سياسته الخارجية التي حرقت فرنسا والابرياء
14- يجب على الحكومة الفرنسية الاعتراف بتقصيرها الامني للراي العام ومن تم تقديم العزاء للضحايا ثم تقديم التعويض المالي المعقول الى عائلات الضحايا والاشخاص المجروحيين اللذين نالو حظهم في فاجعة الامس
15- ربما قد يكون هناك نوع من التفاوض الاستخبارتي السري المباشر او ربما برعاية دول عربية شرق اوسطية وشمال افريقية نافذة بين الجهات المعنية للاعادة ترسيم حدود اللعب بين المحتربين على الكعكة السورية
١٦ - نظرا لحجم كارثة نيس على مستوى الخسائر البشرية في الارواح يجب توصيف مفهوم جديد لوصف فضاعة الحدث وهو مفهوم يتجاوز حدود الارهاب الى ابعد من ذالك في اطار حرب مقدسة مفتوحة تسعى الى حرق الاخضر واليابس بين الطرفين المتناحرين اللذين يتهمون بعضهم البعض بارهاب وهذا المفهوم يتحدد في عبارة ميتا ارهاب (metaterroriste)اي ما فوق الارهاب كنوع من الصراع دون قواعد يعتمد على الاساليب الانتحارية زائد النزعة العدائية المتشددة التي تصل الى حد رغبة كل طرف في اعدام الطرف الاخر وجوديا.

الماستر الاكبر اتريس سعيد
خبير استراتيجي في قضايا السياسة وشؤون الارهاب

#اتريس_سعيد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات