محمد الحنفي
الحوار المتمدن-العدد: 1402 - 2005 / 12 / 17 - 11:28
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
1) إن ضرورة الاهتمام بالقضايا الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و السياسية، تقتضي إيجاد هيئات محددة، و مختصة بكل مجال على حدة. و من بين المنظمات التي يمكن اعتمادها للعمل من أجل معالجة قضايا معينة: المنظمات الجماهيرية ذات الطابع الاقتصادي، و الاجتماعي، و الثقافي. و يمكن أن نعتبر وجود الجماهير الشعبية في إطار المنظمات الجماهيرية المختلفة دليلا على تقدمها، و تطورها، و امتلاكها لوعي معين. إلا أن المنظمات الجماهيرية قد تكون مشوهة، و قد يكون ذلك التشويه موحيا بخدمة مصالح الجماهير الشعبية الكادحة، في الوقت نجدها، من الناحية العملية، لا تخدم إلا مصالح جهات معينة تسعى إلى استغلال الجمعيات، لتحقيق التطلعات الطبقية.
ذلك أن الغاية الأساسية من إنشاء المنظمات الجماهيرية، هو خدمة مصالح الجماهير الشعبية، الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، مما يؤدي إلى تحسين أوضاعها المادية، و المعنوية. و هذه الغاية غالبا ما يتم السطو علليها، و تحريفها لصالح ما يسعى إلى تحقيقه المتحكمون في المنظمات الجماهيرية، الذين يعملون على :
أ- تكريس الممارسة البيروقراطية التي تؤدي إلى جعل العمل الجمعوي من بدايته إلى ما لا نهاية في خدمة الجهاز البيروقراطي للجمعية، أو في خدمة القائد البيروقراطي.
ب- جعل العمل الجمعوي تابعا لحزب معين، أو موجها من قبل ذلك الحزب، حتى يصير العمل الجمعوي في خدمة الاستقطاب الحزبي، ووسيلة للإشعاع الحزبي في صفوف الجماهير الشعبية، حتى يستطيع ذلك الحزب حصد أغلب الأصوات في الانتخابات المختلفة.
ج- تحويل الجمعية، او الجمعيات، الى منظمات حزبية موازية، مهمتها تنفيذ االقرارات الحزبية في مجالاتها المختلفة، حتى يتأتى للحزب أن يزداد ارتباطا بالجماهير الشعبية الكادحة، من خلال تنظيم تلك الجماهير في الجمعيات الحزبية، فتعمل على وصول الحزب إلى المؤسسات المنتخبة، التي تعتبر خير وسيلة لتحقيق تطلعات الحزبيين الساعين إلى التموقع إلى جانب البورجوازية الكبرى.
د- جعل الجمعية أو الجمعيات مجالا لتحقيق تطلعات المسؤولين الجمعويين في الإعداد، و الاستعداد، لتأسيس حزب معين، يمكن أن يصير وسيلة للضغط على الطبقة الحاكمة، و ممارسة الابتزاز عليها، من أجل تحقيق تطلعات الحزبيين الطبقية.
و هذه الممارسات التحريفية الشائعة في الممارسة الجمعوية، تخرج العمل الجمعوي عن أهدافه الحقيقية، المتمثلة في تحسين الأوضاع المادية، و المعنوية، لعموم الجماهير الشعبية الكادحة، و تجعله يخدم أهدافا أخرى، لا يمكن وصفها إلا بالأهداف الانتهازية، سواء تعلق الأمر بالأهداف البيروقراطية، أو التابعة لحزب معين، أو الحزبية، أو الساعية لتأسيس حزب معين.
#محمد_الحنفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟