أغبياء الإستراتيجية الإقليمية :شيوخ الخليج + أردوغان

عادل الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 5232 - 2016 / 7 / 23 - 16:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

عندما إنطلقت الإنتفاضة السورية قبل خمسة سنوات الجميع ساندها كونها إمتداد لما عُرف بالربيع العربي . يعني ناس تنتفض لأجل لقمة العيش والحرية ضد أنظمة ديكتاتورية تحتكر السلطة والثروة والناس تعيش على مدار الزمن في عوز متقع , لكن رب الزمان قد إتخذ قرار سرمدي بعد لقاء طويل مع الديكتاتور وهو أن السلطة والمال حِكر عليك ولا تكترث لأي صعلوك يدعوك للتخلي عن تلك السلطة !

الحاكم أو الديكتاتور أثار إشكالية بقرار الإله السماح له بأن يكون حاكما مطلقا , بمعنى كيف هذا الديكتاتور إستطاع إقناع الإله بتلك اللوثة التي لا تتفق مع مفاهيم الإله المرتكزة على مفاهيم مثالية .. الإله سوف لا يكترث إن كان الديكتاتور سوف يفضحه عن إطلاقية الحكم , لأنه بكل المقاييس سوف يظل مُقدسا حتى لو دارت الشكوك حول قدسيته !.. لكن الحاكم لم يتخذ إجراءا فضائحيا ضد الإله , بل صرح ان لقائه مع الأله تناولته القيم المنطقية التي يؤمن بها الإله نفسه . وهي ان الإله أحكامه مطلقة لكونه الحاكم المطلق في السماء , ومن هنا يجب أن تكون قرارات الحاكم المطلق على الأرض مطلقة ويجب تنفيذها بالحرف الواحد !

حكام السعودية والخليج وأردوغان إعترضوا على التفسير الدكتاتوري الأسدي والخامنئي وبقية اللفيف المشابه , فأخذوا يزعمون :ان القرار الإلهي لا يعنينا نحن , إنما يعني الأسد وخامنئي ومن يدورون في فلكهم !

وعلى هذا التأسيس ترى أردوغان وشيوخ الخليج وظفوا الحدود الإقليمية والثروات النفطية الخرافية لجلب المجاهدين المرتزقة من كل بقاع الأرض وأدخلوهم إلى سوريا والعراق لتعمل تلك العصابات فظائع لم يشهدها الزمن النازي في أفظع مجازره !

الجماعة تخيلوها بعقولهم البدوية انها سوف تكون أفغانستان جديدة , لكن يبدو أن تلك العقول الممسوخة غابت عنها أشياء وأشياء , فتلك البقاع لم ولن تكون أفغانستان في أي حال , فسوريا والعراق ليستا تحت إحتلال أجنبي بحجم الإحتلال السوفيتي لأفغانستان - مع قناعتي عن وجهة النظر التي تقول : ان التدخل السوفيتي في أفغانستان كان القصد منه القضاء على العصابات التي تدور في فلك أميركا وباكستان وشيوخ الخليج وما حصل بعد ذلك أثبت كم كانت أميركا غبية عندما توغلت في دعم تلك العصابات التي كانت خاتمتها أحداث سبتمبر 11 - .. وسوريا والعراق صاحبتا بُعد طائفي متين , يعني أنت عندما ترسل عنصرا لأفغانستان وتدعمه بكل صنوف السلاح والمال , هذا العنصر سوف يكون له تأثير, أما لو أرسلت مثل هذا العنصر لبلد مثل سوريا أو العراق فسوف يقع في متاهات وتداعيات لا حصر لها , كون تلك المنطقة تطفو على واقع إقليمي وشعبي مترع بالإنحياز الطائفي . أفغانستان ليست العراق وسوريا : العراق بحدود ستين بالمئة من شعبه شيعة , سوريا الحكومة أيضا تنتمي للطائفة العلوية , إيران الدولة القوية بكل صنوف القوة والنفوذ أيضا نسبة الأغلبية شيعية , لبنان كذلك .. تكوينات دول الخليج شيعية وحدث عن تلك المنطقة المفعمة بالثقافات والتناقضات ولكنها عموما تدور في الفلك الشيعي ولن تكون تلك البقاع مدارات لأيام صدام حسين ابان الحرب الثمانينية , لأن ثمة واقعا مختلفا قد إنبثق , وهو الواقع الطائفي , ويا للسخرية , أن الدول الخلييجية هي التي ضخت بوسائل امبراطوريتها الإعلامية لذلك الواقع الطائفي , لكن للأسف إنقلب ضدها ...

السعودية ودول الخليج مع أردوغان الساذج بتاريخ المنطقة توغلوا في الغي على فكرة غبية نملت عقولهم وهي تحويل سوريا إلى إفغانستان جديدة .. لكن الفشل كان ديدنهم في كل تلك المناورات . كل المناورات بما فيها الدوبلوماسية منذ شيخهم الدوبلوماسي الفطحل - سعود الفيصل - .. إلى ذلك فشلهم العسكري في اليمن التي إعتقدوها نزهة لا تتعدى بضعة أسابيع .. وكل ذلك أدى إلى العجز الميزاني الخليجي عموما , طبعا مع تداعي أسعار النفط .. وتركيا اليوم تتحول إلى دولة إستبداية مطلقة - طبعا هي أصلا كانت دولة قمعية تحت واجهة ديمقراطية بقيادة أوردوغان , لكن لنسيخ مع الذين كانوا يعتقدون بديمقراطية أوردوغان - ربما يتفق مع هذا الطرح تلك التوجهات التي تقول ان تركيا في طريقها لرسم علاقات جديدة مع جيرانها بما فيهم سوريا هههه كيف هذا - إن كنت لا تستحي -

في الجانب الآخر ترى الإستراتيجية الإيرانية هادئة , تغلبت عليهم بضبط الأعصاب , لا يعني هذا تماهينا مع السياسة الملائية الإيرانية , لكن الواقع السياسي يقول هذا , إيران تنظر لهم عن بُعد وبدون إنفعال , إلى درجة أنها تحاكم الآن الأشخاص الذين إعتدوا على السفارة السعودية في طهران بعد إعدام السعودية للنمري , لتر إلى أين سوف تقود سياساتهم الإقليمية والداخلية الرعناء .

#عادل_الخياط (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات