نادية خلوف
(Nadia Khaloof)
الحوار المتمدن-العدد: 5231 - 2016 / 7 / 22 - 22:13
المحور:
الادب والفن
لا أعرف كيف أبدأ في سرد حكاية جمعتني بك.
لم أكن أحمل وعيّ الحبّ. سحب منّي الشّعور، وبقية الحواس.
لو قلت لك أنّني كنت مثل الحيوانات الأليفة لا تصدّق، فبينما تصف ذكائي الخارق، أكاد أختنق بالضحكة. أستعيد تاريخي . لا أرى ذلك الذّكاء. وليس في عقلي تلافيف دماغ، لكنّك مصرّ على وصفي وكأنّني كائن له كيان.
أرغب أن أدوّن سيرة حياتي كي يقرأها العالم. اعتقدت أنّها محزنة مبكية سوف تلاقي تعاطفاً، وعندما أعدت قراءتها قبل النّشر. ضحكت وبكيت ثم ضربت رأسي بأربعة جدران. في سيرتي الذاتية لا تجد أشجار خضراء، ولا فصول من الزّمن. هي بحث عن عشب، واجترار، والعالم لا يعنيه هذا.
لقد تحايلت عليّ يا هذا. أنت تعرف أنّني في منتهى الغباء، استعملت فطرتك، أسمعتني تلك الكلمات التي أحتاجها، أردت أن أصدّقك، قرّرت أنّك صادق، وكلّما ضغطت على قلبي قليلاً كلّما زادت دقّاته ، فقد ذاق طعمك قبل اللقاء.
أجلس الآن على حافة بركة ماء. يشاركني الجلسة ثلاثة مشردين، وضعوا كل حاجاتهم في حقيبة سفر صغيرة، جرّوها على عربية صغيرة. جلسوا على الحافّة قربي: تفضّلي سيجارة تبدين ليس على ما يرام. كنت أرغب أن آخذها لكنّني خفت إن طلب أن أرافقه إلى النوم أن أخجل أن أقول له: لا.
تقدّمت منّي الفتاة: هل لك بعقار يزيل منك الألم. كنت مثلك قبل عام، واليوم التقيت بهذه المجموعة الرّائعة . يمكنك الانضمام لنا لو شئت.
سألتها: هل العقار الذي تستخدمينه قاتل؟ كم يوماً يحاج الإنسان ليفارق الحياة؟
ضحكت منّي: لم أعش قبله!
رقصوا ، وغنوا، ثم افترشوا الأرض. ليس لهم مكان في العالم سوى الأرض .
بعد قليل أتت الشّرطة، وأخذتهم إلى السّجن. كانوا يشعرون بالرضى عن الذات، والشرطي يعرفهم يسوقهم إلى السجن في المساء، ويخرجون في النهار فالتّشرد ليس تهمة. سألني الشرطي: هل أنت معهم. قلت له: ليس بعد!
#نادية_خلوف (هاشتاغ)
Nadia_Khaloof#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟