أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد سالم - الإنقلاب والاعدام














المزيد.....


الإنقلاب والاعدام


خالد سالم
أستاذ جامعي

(Khaled Salem)


الحوار المتمدن-العدد: 5231 - 2016 / 7 / 22 - 09:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"لكنها تدور..."
الإنقلاب والاعدام
ترصد الحكم والأمثال الشعبية خبرة وتجارب وفلسفة الشعوب في الحياة على مر العصور وتخزنها. ومن أمثال الشعب المصري الثاقبة "ياما في الحبس مظاليم"، وهو المثل الذي أعادته إلى الساحة تداعيات المحاولة الإنقلابية الفاشلة في تركيا يوم الجمعة الماضي، جراء تواتر الإجراءات الانتقامية التي تتفتق عنها قريحة أنقرة ضد كل من شارك في المحاولة الإنقلابية أو ساندها، فشلمت آلافًا من الجيش وقطاعات مدنية عريضة، في محاولاتها لتطهير طالت آلافًا من الشرطة والقضاء والجيش والجامعات، في محاولة منها لتعزيز الاستقرار والحيلولة دون الإضرار باقتصاد البلاد.
بيد أن أشد هذه الإجراءات قسوة، إذا قُدر لأنقرة مواصلة مساعي إستردادها، ستكون إعادة العمل بعقوبة الإعدام في تركيا بعد أن كانت تتباهى بأنها من أولى الدول الإسلامية التي ألغتها منذ مطلع القرن الحادي والعشرين.
صحيح أن كل الاجراءات فرضتها أنقرة ، وتستعد لفرضها، مستلهمة من المادة 120 من الدستور التركي التي تنص على حق الدولة في فرض حالة الطوارئ، بتوصية من مجلس الأمن الوطني، وتتضمن فرض قيود صارمة على الحقوق الدستورية كحرية التنقل وعقد الإجتماعات وحرية التعبير. كما تسمح للحكومة بفرض حظر التجوال والقيام بعمليات تفتيش دون الحصول مسبقًا على تصريح قضائي وإجبار الأفراد على الحصول على إذن خاص قبل الإنتقال بين عدة نقاط في الدولة.
كل هذه أمور تحدث في بعض الدول ذات الديمقراطية اليافعة، وتلك التي تسيطر عليها نظرية المؤامرة والغيبيات. كل هذا يُنفذ بموجب مواد الدستور وتدابيرها القانونية. وبعد زوال الأسباب تعود الأمور إلى ما كانت عليه من حياة طبيعية للمواطنين والدولة. لكن الحديث عن إمكان استرداد حكم الإعدام من رفاته يُعد أقسى ما يمكن أن يحدث في بلد قطع شوطًا على طريق الحياة المدنية والحريات والديمقراطية.
سنحت لي الظروف، منذ فترة، الإطلاع على وثائق المؤتمر الخامس لمكافحة عقوبة الإعداد في العالم. وهالني تمسك الدول العربية بها والدفاع عن عملها بها من منطلق إسلامي. وهذا يذكرنا بمن يفرض على زوجه وبناته إرتداء الحجاب أو النقاب بينما هو يرتكب ألوانًا من الموبقات والرذائل تحت جنح الضباب. وتمثل الدول العربية التي لا تزال تطبق عقوبة الإعدام ما يقرب من النصف، إذا ما أخذنا في الخسبان أن العدد الإحمالي لهذا النوع من الدول لا يتعدى الخمسين، بينما عدد عددنا 22 طائفة أندلسية متناحرة مع بعضها وشعوبها.
وتقر هذه الوثائق بأن أكثر من سبعين في المائة من دول العالم ألغت عقوبة الإعدام، ولا تزال تحتل الدول العربية والإسلامية صدارة الدول التي تطبقها، وفي أحسن الأحوال فإن بعضها أوقف العمل بعقوبة الإعدام مثل الجزائر والمغرب وموريتانيا وتونس. هذا بينما تتصدر السعودية وإيران والعراق قائمة الدول التي نفذت أحكام إعدام خلال عام 2014، إذ مثلت الإعدامات فيها نسبة تزيد على سبعين في المائة من إجمالي حالات الإعدام في العالم.
مؤكد أن البعض سينظر إلى مطالب المؤسسات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان بالغاء عقوبة الإعدام، في الدول العربية والإسلامية، على أنها ضرب من ضروب الهرطقة والكفر بكتابها المقدس، إذ يخالف شرع الله! لكن الرد، على الذين يتذرعون بالإسلام، يمكن أن يكون بسؤال: هل كل قوانينا قائمة على الشريعة الإسلامية؟ أليس بينها قوانين وتدابير وضعية قد تفوق الإسلامية؟
وتشير الوثائق إلى أن إلغاء عقوبة الإعدام قرار سياسي، لاشعبي ولا شعبوي، والاعدام مسألة أخلاقية تتعلق بالكرامة، بحق الإنسان في الحياة، فالكرامة، كرامة الفرد، هي أول مادة في إعلان الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: "ولد جميع الناس أحراراً متساوين في الكرامة والحقوق".



#خالد_سالم (هاشتاغ)       Khaled_Salem#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقاط إلتقاء وافتراق بين إنقلابي تركيا وإسبانيا
- كلمة - الرُبع- العربية الأكثر تداولاً في زمن العولمة
- المستعرب الإسباني فدريكو أربوس: الإستعراب الإسباني برئ من ال ...
- جمال الغيطاني وإسبانيا
- فن مَسْرَحة الصورة
- الهَنْكَرة والمَبْخَرة
- لماذا يكرهوننا؟!
- المسرح والخيال: مقالات في النظرية
- أرض الكنانة بين الإنجاب والحجاب
- مصر عبد الوهاب البياتي
- انتحار جماعي عربي
- كذب المثقفون ولو صدقوا!
- مرثية رفائيل ألبرتي إلى الفلسطيني وائل زعيتر
- ذكريات الشباب مع الشيخ أبي اسحق الحويني
- رحيل إدواردو غاليانو دون التعرف إلى شهرزاد ولا الدراسة في قص ...
- وماذا بعد أن أصبح العرب مفارقة زمنية كريهة؟!
- العرب في مرآة ملوك الطوائف في الأندلس
- كراهية أوروبا للإسلام نصنعها بأيدينا
- قراءة معاصرة لمسرحية تمرد شعب الإسبانية بمناسبة مهرجان البرا ...
- الموت المجاني في بر مصر


المزيد.....




- مثل -عائلة جتسون-.. هل نستخدم التاكسي الطائر قريبًا؟
- رجل يمشي حرًا بعد قضاء قرابة 30 عامًا في السجن لجريمة لم يرت ...
- آبل تراهن على هاتف آيفون جديد بمزايا ذكاء اصطناعي وبتكلفة أق ...
- روبيو: لقاء بوتين وترامب مرهون بتقدم المحادثات حول أوكرانيا ...
- نتنياهو يتوعد حماس ويطلق عملية عسكرية مكثفة بالضفة الغربية
- طهران: -الوعد الصادق 3- ستنفذ بالوقت المناسب وسندمر إسرائيل ...
- -أكسيوس-: واشنطن قدمت لكييف مسودة -محسنة- لاتفاقية المعادن
- الاتحاد الأوروبي يهدد مولدوفا بوقف المساعدات المالية
- للمرة الأولى.. المحكمة العليا بأوكرانيا تقضي ببطلان عقوبات ف ...
- -حماس- تعلق على هوية -الجثة الغامضة-


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد سالم - الإنقلاب والاعدام