أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - حروب ودعدشات:














المزيد.....


حروب ودعدشات:


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 5230 - 2016 / 7 / 21 - 01:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الحرب تسقط الأقنعة ، تسقط الإنسانية، ثم تسقط الأخلاق، ويذهب العقل في إجازة، يغادره المعقول والمنطق، ولا تتطور عند الفرد إلا لغة واحدة هي لغة السلاح ، ويصبح هاجسه الوحيد كيف يستخدمه وكيف يقارع خصمه ويقتله أو يقتل أكبر عدد منه، وتتمركز حياته على شراء السلاح وامتلاكه...لأنه آلة الحوار آلة القتل ، التي وضعت بين يديه وحولته لآلة تفتك بمن يشبهه ، يكفي المرء أن يضغط على الزناد لأول مرة فيردي آخر حتى يتحول إلى بطل أو إلى قاتل، بطل هنا وقاتل هناك...أما الضحية فهي في معظم الحالات وأكثرها شيوعاً ...الإنسان المسالم ..الرافض للحرب...المتمسك ببيته وأرضه، أو المحايد ...المراقب..المنتظر...الخائف...الإعلامي...ولا بد هنا أن نتوقف أمام من يقاتل عن حق ومن أجل حق..حق لم يُسمح له أن يحصل عليه بالسلم...لكن الحرب ــ خاصة عندما تطول ــ في الغالب تجر هذا المُحِق...نحو حفرة القتل وحفرة اللاأخلاق ...فيغدو نسخة عن الظالم ...نسخة عمن يقتل من أجل استتباب الظلم وسيادته وتسلطه...فتضيع الحقوق ...ويضيع الإنسان وقيمه...لأن طاحونة الحرب قادرة على تدمير ماهو مادي ومعنوي وفكري ..ومن يستسلم لأسلوبها...يخرج بالتأكيد من صفته الإنسانية ...ويتعرى ..لتحتل الوحشية والبربرية كيانه وتركيبته...ويدخل عقله في متاهة التبرير والمقارنة بين البشع والأبشع، بين بربري ، وأكثر بربرية...بين قتل مشروع ، وقتل غير مشروع!ــ مع أن هذه الشرعنه لايضع قوانينها إلا من يمسك بالسلاح ــوفي سوريتنا ..وصل الأمر إلى اختلاط الحسن بالقبيح، والحق بالضلال، ومقارع الظلم أصبح أكثر ظلاماً وظلماً!، وكافة الأطراف توقفت على أماكن محددة تصارع لتبقيها محميات صغيرة ترتعش ، تتقلص هنا وتتمدد هناك...دون منتصر أو ظافر...بل الجميع خاسر والخاسر الأكبر هو من لايحمل سلاحا، واللاعب أو اللاعبين الكثر ..في معظمهم غرباء عن سوريا..سواء من يمارس الحرب ..بالسلاح أو من يمارسها بالسياسة...أو بكليهما معاً ، والدور الأضعف منوط بأبناء سوريا!...فكيف يمكنهم أن يجدوا منفذاً نحو نور السلام ..وهم يخوضون في وحل كهف ونفق مظلم ..تعيش فيه كل قوارض وآفات الكون من أكلة لحوم البشر..؟!
ولو توقف الأمر على الحرب...لوجدنا في معمعة التَعَود درباً أو قناة تؤدي لأمل...لكن الحرب بأطرافها تعددت مشاربها ومآربها ..وتنوعت مكاسبها كذلك ، وهناك من يحرص على بقائها واستمرارها..ولو أن الحرب اقتصرت على طرفي النزاع الأولين ..الأسد ومعارضيه...لما استمرت حتى اليوم..ولوجد السوريون حلاً..لكن حربنا تحولت لحرب عالمية نحن وقودها وأرضنا ساحتها ..ويحرص اللاعبون ألا تخرج من هذه الجغرافيا...كي لاتصيبهم أضرارها أو عواقبها ..
مايظهر منها ..الأسد ، داعش، النصرة، فتح الإسلام ن جيش الإسلام ـــ الخ ...أما الملحقات بكل من هذه الأطراف ...فحدث ولاحرج سواء عن طريق الدعم المادي واللوجستي ...أو القتال المباشر ..من دول كبرى لدول وحركات أصغر...لكل منها أجنداته ومطامعه يوظفها في هذا الجانب أو ذاك..كي يحقق مكاسب أكبر...ذات يوم...وذات يوم هذا، يبدو أنه لن يأتي قبل أن يفتت سوريا ...بل وتمتد نيرانه لتلسع من يعتقد أن دعمه سيكفيه مؤونة البقاء بمأمن!...كيف يأمن ويستمريء وهو ممن أسس وشارك وكَوَّن كل هذا التخلف الفكري ورعاه أو على الأقل حاباه، والجميع هنا يتفق اليوم على قتال داعش باعتبارها البعبع المرعب العابر للحدود والقارات... فخطورة الفكر ...لاتقف هنا ولا تحاصَرفي إطار.. ومحاربتها...مهما تحدت قوى الحرب واتفقت...لن تتمكن من ايقاف هذه الهمجية إلا بوضع خط أحمر تحت الأسماء...أسماء الدول التي ترعى ومازالت بعلمائها ...الدينيين والسياسيين الموظِفين لمعارفهم من أجل استمرار السلاطين ..أصحاب المكانة والحظوة لديها...أو لدى مؤسسات تدعي الحرص...لكنها تخفي الويلات والعجائب من الأمراض التي فتكت بأجيال تدعدشت الآن، وستفتك بأجيال قادمة ستتدعدش بكل سهولة ويسر إن لم نرسم بوضوح خريطة الألم ونشير لصانعيها ومغذيها..في الشرق والغرب..وأهمها في الدول الإسلامية والعربية الكبيرة، ولا أعني بالدعدشة فقط ماهو إسلامي المنتج فقط...فهناك الدعدشة الأسدية أو أي دعدشة استبدادية سلطانية عسكرية السلطة والفكر والممارسة.
ماهو طريق الخلاص إذن؟ ..هل ننتظر زعيما ما ؟ أم أعجوبة ما؟ أم نعول على أنفسنا ..رغم ضيق المساحة...وضعف الحيلة؟ ...لكن التاريخ لم يخذل شعباً تاق للحرية ..إلا وجاء اليوم لينتصر له...فلنبقي شمعة الأمل متقدة على نوافذنا...حتى نصل أو يصل أبناءنا لسوريا الحلم .
ــ باريس 20/07/2016



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إليكم يا أولاد الستين ...(........)!
- كلاهما يخشى الآخر ويوجه له أصابع الاتهام:
- الكراهية والحقد لاتقاوم التقسيم:
- خمسةعجاف والحلم باقٍ :
- خذوا سوريا ودعوا أوكرانيا:
- دواعشهم ودواعشنا:
- لماذا ستفشل حربكم على - الدولة الإسلامية- إن لم ....
- ربي مختلف عن ربكم، لكم دينكم ولي ديني
- ماذنب اللغة حين تُستَعبَد؟
- أرفع قبعتي لك يابوتين، فماذا يخفي هذا الوضوح؟
- سوريا مسرحاً لصراع قديم جديد روسي أمريكي
- إن لم تستحِ ، افعل ماشئت
- في السياسة:
- لمن الحق، وأين هو الحق في عالمٍ مات فيه الحق؟!
- كاميرا ترصدالواقع باختصار :
- اتفاق - محور الشر- مع - الشيطان الأكبر-!
- بين زيت الصبر وزيت النفط فرسخاً صغيراً
- قراءة في مقابلة - أحمد منصور- للجولاني:
- عند حمزة الخبر اليقين:
- إلى أخي السوري في بلد - الأسد غير الإرهابي -!!!


المزيد.....




- نتنياهو يتعهد بـ-إنهاء المهمة- ضد إيران بدعم ترامب.. وهذا ما ...
- روبيو: إيران تقف وراء كل ما يهدد السلام في الشرق الأوسط.. ما ...
- بينهم مصريان وصيني.. توقيف تشكيل عصابي للمتاجرة بالإقامات في ...
- سياسي فرنسي يهاجم قرار ماكرون بعقد قمة طارئة لزعماء أوروبا ف ...
- السلطات النمساوية: -دافع إسلامي- وراء عملية الطعن في فيلاخ و ...
- اللاذقية: استقبال جماهيري للشرع في المحافظة التي تضم مسقط رأ ...
- حزب الله يطالب بالسماح للطائرات الايرانية بالهبوط في بيروت
- ما مدى كفاءة عمل أمعائك ـ هناك طريقة بسيطة للغاية للتحقق من ...
- ترامب يغرّد خارج السرب - غموض بشأن خططه لإنهاء الحرب في أوكر ...
- الجيش اللبناني يحث المواطنين على عدم التوجه إلى المناطق الجن ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - حروب ودعدشات: