ميساء البشيتي
الحوار المتمدن-العدد: 5229 - 2016 / 7 / 20 - 18:37
المحور:
الادب والفن
الكلمة تُوَرَّث
سؤال صغير يحتاج إلى إجابة ملحة: بعد عقودٍ من هذا الزمن الخاوي، إن قدِّر لهذه البشرية أن تستمر، وجاء الخلف الصالح وبحث في أدب السلف الصالح، يريد أن يجد فيه ما يعبِّر به عما يجول في خاطره وفكره.. كما نستعين نحن اليوم بأدب، وفكر، وحكمة، ومنطق السابقين: فهل يجد مبتغاه؟!
هل لدينا ما نتركة لهذه الخلف الصالح _بإذن الله_ غير أدوات السبِّ والشتم والقذف والتشهير والتحقير والتخوين والتكفير؟!
الإعلاميون، الشعراء، الأدباء، القاصون، الرواة، المحللون السياسيون، الكتَّاب، العوام ممن يجيدون القراءة والكتابة، وممن لا يجيد هذه أو تلك.. كل هؤلاء هل صدرعنهم في الآونة الأخيرة غير استخدامهم لبعض أدوات السبِّ والشتم والتحقير والتخوين والتكفير والقدح والذم والقذف والتشهير؟!
هل لدينا اليوم غير الصحافة الصفراء، والإعلام الملون بألوان الطيش والزيف والكذب والتضليل، والأدب الرخيص المبتذل، وقواميس من مفردات منبوذة ومرفوضة بل محظورة في جميع مجالس العالم إلا من رحم ربي؟!
هل يدور أي نقاش بين أي طرفين على هذا الكوكب مدعمًا بالحجج والبراهين والأدلة المنطقية، الفكرية، الواعية؟!
هل هناك من يسوق في غمار مناقشاته وجدالاته حجة منطقية واحدة تؤدي إلى قناعة فكرية ثابتة أو متغيرة؟!
قديمًا قالوا لنا: إن كنتَ تنظر من خلف الزجاج ورأيت اثنين قد خاضا في نقاش ما، إن رفع أحدهما يده محاولًا إسكات صوت الآخر فاعلم أنه الخاسر؛ لأن النقاش والحوار يجب أن يكون بالإقناع، والحجة، والفكر، والمنطق، والخطاب، والحديث، والحوار، وليس بالأيدي أو الأحذية. وكذلك ليس بشتم الشعوب، أوتحقيرها، أو وصف أدمغتها بأنها تحوي في داخلها على "..."!!!!
إن أي مقال قائم على السبِّ والشتم والتحقير والتوصيف غير اللائق والتخوين والتشهير والتكفير ... إلخ لا يستحق أصلًا وصف مقال، ولا يستحق كاتبه صفة كاتب، ولن أضع هنا صفة لهذا الكاتب بل سأتركه للخلف الصالح _بإذن الله_ ربما يكون قاموس السبِّ والشتم الذي وُرِّثَ إليه قد أصبح محدثًا أكثر، فينتقي له منه ما يناسب من أدوات السبَّ والشتم والتحقير التي خُلِّفَت له .
كلمة أخيرة: الكلمة النقية، الذكية، الطاهرة، المتزنة، الواعية، الصادقة، الملتزمة، المنطقية، الحكيمة، تحدث ثورة نعم، لكنها لا يمكن أن تفجر مذبحة!!!!!!!
#ميساء_البشيتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟