أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - مفهوم النسقية الأجتماعية والنمطية الاجتماعي ودورهما في بلورة الهوية الخاصة للمجتمع














المزيد.....

مفهوم النسقية الأجتماعية والنمطية الاجتماعي ودورهما في بلورة الهوية الخاصة للمجتمع


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5227 - 2016 / 7 / 18 - 02:48
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


مفهوم النسقية الأجتماعية والنمطية الاجتماعي وورهما في بلورة الهوية الخاصة للمجتمع


النسق أو النسقية كفكرة مقياسية أو معيارية لقياس تحولات المجتمع وصناعة الهوية الشخصية له من داخل كونية المجتمع والتي تسمى أجتماعيا النمط الحضاري الأجتماعي أو حتى النمط الأجتماعي الأقتصادي، هو بالحقيقة مفهوم معنوي ومعرفي أنتقلت مواضيعه واهتماماته إلى عالم الأجتماع من أطار معرفي ثقافي، ثم أصبحت تعني كمصطلح (مجموعة معينة من الأفعال والتفاعلات بين الأشخاص الذين توجد بينهم صلات متبادلة)، أي هي بالأخر فكرة تتعلق بوظيفة جزئية وفعلية لرابط أجتماعي أو سلوكي أو علائقي داخل نمط أجتماعي ما، وضمن مفهوم أوسع من شبكة العلاقات التي تتوجب ماهيتها من طبيعة التجمع والتشارك زمانيا ومكانيا، هذا النمط الأجتماعي كالزراعي أو الصناعي هو حاصل فعل مجموعة من الوظائف والصور والهوية والقيم الرأسية التي تنتجها وتفرضها طبيعة النظام الأجتماعي من جهة، وشكلية مفهوم المجتمع لوعيه وما ينتج هذا الوعي من أستحقاقات أو ظواهر تتعلق بشخصية المجتمع ذاته.
إذن النسق هو وحدة جزئية وظيفية من نمط أجتماعي أكبر له أنساق متعددة حسب أهمية كل منهم في تكوين وبلورة الصورة والهوية والماهية للنمط الحضاري العام المسمى نمط أجتماعي، ولكنه أيضا يتعلق بالمجتمع من خلاب تحديده لطبيعة الوظيفة الاجتماعية للنسق ذاته، إن نظرية النسق التي بلور معالمها تالكوت بارسونز تدرس الأنساق الثلاثة وهي الثقافة، والشخصية، والنظام الاجتماعي، فنسق الثقافة ويتكون من العلاقات المتداخلة للقيم والمعتقدات والرموز المشتركة، التي توجد في أي مجتمع ما في زمن ما وعلاقة الزمان والمكان بهذه القيم والمعتقدات على أنها ضمن نمط حتمي مولود بظرفه وأستحقاقاته، ونسق الشخصية الأجتماعية وهو ما يسمى بنسق الدوافع والمؤثرات والأفكار الفردية وهو أيضا قريب من وظيفة نسق الثقافة ومتلازم معها، والنسق الأهم هو الاجتماعي بأعتباره مجموعة الأدوار ذات العلاقة المتداخلة من الفرد إلى المجموع وبالعكس من المجموع للفرد.
هنا يمكننا أن نحدد معنى النمط بأنه (هو مجموع الأنساق الفردية والاجتماعية التي تتفاعل فيما بينها وبين بقية العلاقات الاجتماعية البنيوية التي تعمل كوحدة تكوينية متشاركة بهدف وتحت أسوب عمل منظم طبيعي لصياغة مفهوم أجتماعي ذي خصيصة حضارية متكاملة)، الثقافة بأعتبارها بسط للمعرفة الفردية والفكرية للفرد أولا ولمجموع الأفراد تراكميا وجمعيا والتي عادة ما تتبلور على شكل مفاهيم وقضايا، تتحول من فرديتها الذاتية بمرور الزمن إلى نسق وظيفي عام يشكل ما يسمى بالثقافة الجمعية العامة، والتي لا تعني بالضرورة أنها تطبق من كل المجتمع على أنه مشروع قسري بل هي الصورة الغالبة لمفاهيم المجتمع عن الفكر والفن والأدب والأسلوب التعبيري والممارسة العقلية المرتبطة بهوية المجتمع.
الثقافة الفردية التي تتحول إلى نسق متطور في سيرورتها الأجتماعية وصيرورتها الوظيفية من أطارها المعرفي والفكري المجرد بما تمتاز به من حيوية، إلى نسق أجتماعي وظيفي قبل للتطور أيضا سيساهم في صنع شعور ووعي وفاعلية أجتماعية إيجابية بناء على وظيفة الثقافة، سيكون أيضا في مرحلة لاحقة أساس لظهور نسق متطور وتراكمي وذي محددات خارجية في معلن وجوها وفي المضمر الذاتي إلى ما يسمى بنسق الهوية أو نسق الشخصية الفردية ومن ثم الأجتماعية، كل مجتمع عندما يبدأ في التراكم العددي والنوعي سيفرز كظاهرة أجتماعية تراكم ثقافي، تجتمع حوله ومنه العلاقات التي تكون صالحة للتوافق عليها أجتماعيا وبنيويا قبل بلقوة الطبيعية ومن تراكم الإدمان عليها والتتابع في الممارسة، سيولد حالة مظهرية خارجية عند الأخر المماثل والمختلف تسمى الشخصية أو الهوية الأجتماعية وفي مضمرها تسمى الروح الاجتماعية للفرد وللمجتمع.
هذه الروح المضمرة كنسق غير معلن ولكنه محسوس ومتلمس في الحقيقية هي التي البواعث الأهم التي تدفع الأفراد لصياغة النظام الأجتماعي العام، من خلال الوعي اللا مباشر المعبر عنه سلوكيا بقواعد الفعل الاجتماعي المشترك، أي أن أي مجتمع بلا روح مضمرة لا يمكنه أن يكون ذا شخصية بهوية محددة لأنه فاق الجذر الباعث وفاقد الأساس الأهم بالشعور بتفرد الشخصية وتشخصنها، وبالتالي فلا يمكننا أن نحول الثقافة والشخصية إلى نظام محدد وماهية مميزة دون توالي ترتيب الأنساق التي في النهاية سوف تساهم بأعطاء صيغة كلية وعامة ومتميزة لما يسمى بنمطية المجتمع الحضارية، التي تكون قواعده مشتركة بين مجموعة من المجتمعات المتشابهة أو المتقاربة في قواعد تكوينها أو في قواعد وجودها الواعي.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحقيقة الضائعة بين الناسخ والمنسوخ _ح3
- الحقيقة الضائعة بين الناسخ والمنسوخ _ح2
- الحقيقة الضائعة بين الناسخ والمنسوخ _ح1
- أول الخطوات .... أخر الكلام
- مرة أخرى الإنسان خالقا ......
- لعنة موت متنقل
- الخديعة
- صناعة الفعل وتطور مفهوم الإرادة
- رجل الدين تفضل خارجا فقد حان وقت الأعتزال
- من هو الله؟.2
- من هو الله؟.
- وما زال في جيبه رصاصة
- مفهوم الملك والملكية دستوريا ومفهومها في الإسلام
- الإسلام التاريخي وحراك ما قبل أعلان الموت ح4
- زعلت الوردة الجميلة .... فأضربت الفراشات عن العمل
- الإسلام التاريخي وحراك ما قبل أعلان الموت ح3
- الإسلام التاريخي وحراك ما قبل أعلان الموت ح2
- صوت الله أكبر في فجر الكرادة
- الأحد الدامي والإجرام العابر بلا حدود
- نداء...نداء ... كيف تسمعني .... أجب


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - مفهوم النسقية الأجتماعية والنمطية الاجتماعي ودورهما في بلورة الهوية الخاصة للمجتمع