أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ايدن حسين - الجريمة و العقاب .. و مقدار العقوبة















المزيد.....

الجريمة و العقاب .. و مقدار العقوبة


ايدن حسين

الحوار المتمدن-العدد: 5227 - 2016 / 7 / 18 - 02:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الانسان في حالة حركة و احتكاك مع الاخرين .. فلا يمكن ان يعيش بمفرده .. فلا بد له ان يتعامل كثيرا او قليلا مع غيره من البشر و الحيوان و النبات .. و احياء اخرى كثيرة
هناك افعال نقوم بها .. في حقيقتها هي فيها الكثير من القسوة .. مع ذلك .. لا احد يفكر حتى في تنبيهنا او ان يعاقبنا عليها .. مثلا نحرنا لبعض الحيوانات لغرض الاكل .. و قطف النبات و طبخها للاكل ايضا .. و بعض الحيوانت نقتلها على سبيل التخلص من ضررها كالحيوانات المفترسة او المتوحشة و الحشرات الضارة و الجراثيم و الفيروسات
الانسان كائن متطور .. فقد حاول ان يجعل لافعاله حدودا .. هذا يجوز .. و هذا لا يجوز .. و هذا مستحب و هذا مكروه .. و محرم و ممنوع او مسموح
هناك بعض الاعمال اعتبرها الانسان منذ القدم جرائم .. و وضع عليها عقوبات مناسبة رادعة .. لكي يصبح هذه العقوبات مانعا للانسان .. حتى لا يقترفها .. فلا يتضرر احد .. و يعيش الناس في توائم و ليس في تناحر
بعض هذه الجرائم هي .. القتل .. اي .. قتل انسان اخر و ليس الحيوانات .. السرقة .. التعدي على حقوق الغير .. التعدي بالضرب و الاهانة و الاستهزاء .. شهادة الزور .. الاحتكار .. الحسد .. قطع ارزاق الناس .. التسلط .. التخويف و التهديد .. الابتزاز .. الرشوة .. الخطف او اخذ احدهم كرهينة .. في بعض الدول صيد الطيور و الحيوانات في مواسم معينة .. السلب و النهب .. و السبي .. استعباد الاخرين .. تسخير الاخرين في اعمال معينة مجانا .. الخ
الجرائم نوعان من حيث .. امكانية اصلاح الخطأ او عدم امكانيته .. القتل مثلا .. لا يمكن اصلاحه .. فلن تستطيع ارجاع الميت حيأ .. و الزنا و الاغتصاب كذلك .. هي من هذا النوع .. و مثلها شهادة الزور
اما السرقة مثلا .. فيمكن ان يصلح الانسان خطأه .. فيرجع ما سرق من مال لصاحبه .. و يمكن ان يعتذر الانسان اذا ضرب احدا او استهزأ به او اهانه
و لسن القوانين الرادعة للجرائم .. هناك اناس متخصصون في هذا المجال في الوقت الحاضر
ان العقوبة لا يجوز ان يكون بسيطا جدا و لا ان يكون جسيما جدا .. فالقاتل العامد يجب ان يقتل لا ان يحرق حيا .. و لايجوز ان تكون عقوبة القتل العمد سجنا مؤقتا او حتى مؤبدا .. لانه في الحالة لا تصبح عقوبة رادعة لمثل هذه الجريمة الخطرة
اما السرقة .. فلا يجوز ان تكون عقوبتها القتل او قطع الاطراف .. لان هذه العقوبة اضخم بكثير من جريمة السرقة .. و كما قلنا .. ان السارق في امكانه ان يعيد ما سرق الى صاحب المال
لا ادري .. كيف سنت الاديان عقوبة بتر اليد كعقوبة للسرقة .. فالسارق سيصبح عالة على المجتمع .. بل قد يصبح عنصرا اخطر من السابق .. لانه سيصبح لديه كراهية للقوانين او للدين .. حيث كانت السبب في قطع يده
و هناك عقوبة الحرابة في الاسلام .. الحقيقة مع ان هذه العقوبة بربرية بعض الشيء .. لكننا لو اخذنا بنظر الاعتبار .. الذين يتعرضون لهذه العقوبة ( عصابات المافيا و المتاجرين بالناس كعبيد و المتاجرين بالاعضاء البشرية و حركات الاجرام و الارهابيين و المتطرفين .. هم من يستحقون هذه العقوبة و ايضا يمكن ان ينفذ فيهم الاعدام كذلك لانهم يستحقونها ) .. هم الذين يهددون امن الناس و استقرارهم و يحاربونهم .. و يجعلون حياة الناس جحيما لا يطاق .. فاعتقد ان هذه العقوبة هي مقبولة لحد ما .. حيث ان هذه الجريمة قريبة جدا من جريمة القتل العمد .. و التي قلنا ان عقوبتها لا يمكن ان تكون اقل من الاعدام
و كما قلت .. العقوبات يجب ان تكون حسب الجرم .. لا اكثر و لا اقل .. فالمقادير هنا في غاية الاهمية .. حيث العقوبة لو صغرت .. اصبحت بلا فائدة في الردع .. و اذا اصبحت اكبر من اللازم .. اصبحت غير انسانية و بربرية .. و نصبح نعتبرها اداة تسلط و ليس اداة اصلاح .. اداة لكي يتضرر المجتمع اكثر من الجريمة نفسها .. و ليس اداة اصلاح .. و لا تنفر الناس من الدولة او المؤسسة الدينية التي تقوم بتنفيذ هذه العقوبات
مثلا عقوبة البتر في حالة السرقة .. اعتقد ان العقوبة اكبر بكثير من الجريمة .. و سرقة مليون دولار و السكوت عليها .. افضل بكثير من ان نسرق يد احدهم ببترها بذريعة درء الفساد عن المجتمع
بتر اليد هي السرقة بعينها .. مهما كانت المصلحة من جراء تنفيذ هذه العقوبة
ناتي الى النقطة الاهم في بحثنا هذا .. و هي مسالة جهنم .. جهنم ما هي الا فكرة ابتدعها اناس .. ادعوا انهم انبياء .. لدرء الفساد .. و خصوصا انهم يعلمون انهم غير قادرين على مراقبة كل انسان .. فهناك قتلة كثيرون .. يسرحون و يمرحون من دون ان يعاقبوا .. لانهم قاموا بجريمتهم من دون ان يراهم احد .. و حتى ادعاء الانبياء ان الله يرى كل شيء و يسمع كل شيء .. و هو معكم اينما كنتم .. لم تنفع مع جريمة القتل او الجرائم الكبيرة التي مثلها .. لذلك ابتدعوا مسالة جهنم .. و ان الخالق قد خلق الناس لكي يختبرهم .. و انه سيحاسبهم بعد الموت على كل جرائمهم .. و لم يفكر احد في .. كيف يمكن ان يسكت الخالق على جريمة كبيرة مثل القتل .. في حالة عدم استدلال الناس على القاتل .. و سماحه لهذا القاتل ان يعيش بامن و طمأنينة رغم عيون الناس او عيون الخالق الحارسة .. و لم يفطنوا الى هذه المعضلة الكبيرة
اليوم .. لدينا كاميرات مراقبة .. و لدينا خبراء في المباحث الجنائية .. و تحليل ال د ن أ .. و الكشف عن البصمات التي اصبحت رادعا لجريمة القتل حتى بصورة افضل من جهنم و عقوبة الاخرة المزعومة
الحقيقة .. الانبياء هم اناس مخلصون شديد الاخلاص .. و لكنهم بشر .. يخطِؤون و يصيبون .. و ابداعهم لمسالة جهنم .. هو امر جيد .. و قد كانت لها تاثير كبير على ردع الجريمة في العصور السابقة .. اما اليوم .. و بعد تطور الانسان الى درجة انه فطن الى عدم معقولية جهنم و عذاب الاخرة .. يصبح لزاما علينا تغيير القوانين الدينية بالقوانين الحديثة .. طالما ان القصد في الحالتين هو الردع عن قيام بعض الناس ذوي الضمائلر المريضة بممارسة الجرائم و التعدي على الاخرين و على حقوقهم
الانبياء .. او بصورة ادق .. مدعو النبوة .. هم بشر .. اخطأوا في مسالة بتر اليد للسارق .. و اصابوا في اختراع مسالة جهنم .. و كانت لجهنم فائدة عظيمة لقرون طويلة مرت .. لكن جهنم اليوم اصبحت لها مضار اكثر من فوائدها .. حيث انها تسيء الى عظمة الخالق .. و كذلك اخطأ الانبياء في مسالة الجنة و الحور العين و مسالة الجهاد و الاستشهاد .. حيث ان ذلك يجعل الدنيا و هذه الحياة بلا معنى .. فما الداعي اذن لوجودنا في الدنيا و تكاثرنا و تعلمنا و اكتسابنا للخبرات .. الذين يتركون الدنيا مفجرين انفسهم كلهم ضالون .. حيث انهم رفضوا ما انعم الله عليهم هذه الدنيا بما فيها
كان قصد الانبياء من الجنة و النار .. الاصلاح .. لكنها اصبحت ( و هذا لا يختلف عليها اثنان في هذه الايام ) .. ان الجنة و النار اصبحتا مضرة لا نافعة .. مع ان مبتدعوها كان قصدهم استفادة البشر
و من الغباء و الحماقة الابقاء على امور هي ضررها اكبر من نفعها في عصرنا الحاضر
و نلاحظ في هذه الايام .. ان دول مثل اوربا .. قد تكفلت بحقوق كل رعاياها .. حتى ان حقوق الاولاد مكفولة تجاه والديهم .. فلو ظلم والد ولده .. وجدت الدولة ضده بالمرصاد .. حتى ان الدولة يمكنها ان تأخذ الولد من كنف والده .. اذا راى ان الوالد خطر على ولده .. و العكس ايضا صحيح .. فلو ان احدهم اشتكى من ولده .. كانت الدولة له بالمرصاد .. كذلك تكفلت الدولة بحقوق المسنين و العجزة و المرضى و المعوقين .. اين نحن .. يا من ندعي اننا صاحب رسالة السماء الاخيرة .. اين نحن من هذا .. اين شيوخنا من هذا .. يا من تدعون الى جهاد النكاح و السبي و السلب و النهب و الغنائم و الحور العين .. اين انتم من هذا
و يا قوم .. ما اريد الا الاصلاح
...............................................
تنويه .. رجاء اخوي .. ارجو ان تهتموا بالنقاط المفيدة في هذه المقالة و بدون حساسيات
و احترامي
..
و توضيح اخير .. كيلو البطيخ لو كان بدولار او عشرة دولارات كان معقولا .. اما لو كان الكيلو بمليون دولار اصبحت غير معقولة ابدا
و هكذا الحال بالنسبة لجهنم .. فلا يمكن ان تكون هناك عقوبة الحرق في جهنم .. لا .. و كونها ابدية ايضا
..



#ايدن_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهر العسل .. يا عسل انت يا جميل
- الوحيد الذي لا يتقبل النقد في العالم .. الاسلام
- من حق الانسان ان يغير من قناعاته
- سورة الحرب العالمية الثالثة
- ايات لاولي الالباب
- انا اعطيناك السكين و السيف و الخنجر
- عيد الفطر و عيد الاضحى .. و القران
- مات الملك .. عاش الملك
- الحجارة الملساء لتنظيف المؤخرات الشريفة
- تعالوا نحارب الحروب
- افلاس من اجل فلس
- تحريف الانجيل و التوراة
- الاسلام و السياسة
- الصيام عن الشر
- شموليات تدعو الى التفاؤل
- شطحات شمولية
- اسباب الكآبة .. اكثرها دينية
- هو على كل شيء قدير
- ماذا لو كانت التناقضات ضرورية
- حافة الكون هي حافة الموت


المزيد.....




- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ايدن حسين - الجريمة و العقاب .. و مقدار العقوبة