أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أكرم شلغين - هل تغلبت العاطفة في نظرة سعيد !؟














المزيد.....

هل تغلبت العاطفة في نظرة سعيد !؟


أكرم شلغين

الحوار المتمدن-العدد: 5225 - 2016 / 7 / 16 - 03:21
المحور: القضية الفلسطينية
    


أكاد أجزم أن الراحل إدوار سعيد ما كان ليكتب في نفس الاتجاه بقضية الاستشراق وما كان ليتعامل مع قضية تمثيل الآخر بنفس الطريقة لو انه كان يعيش في بيئة ومناخ شرق اوسطي مدة أطول من تلك التي عاشها قبل ان يغادر الى الولايات.  وأميل للاعتقاد -ولا شح في الاستناد هنا على السماع منه بشكل مباشر في جلسات متعددة لها طبيعة خاصة في بريطانيا  ومرة في المانيا،  اضافة الى مذكراته Out of Place - أن نظرته عن الشرق بقيت رومانسية منشؤها وجوده بعيدا عن المنطقة في ما سماه بمذكراته "اللا مكان" حيث بقي يحن إلى عالم تركه صغيرا، عالم رآه بعيني صغير انتمى فيه لأسرة ارستقراطية في زمانها ومكانها،  عالم عرف فيه، او تمتع ب، حسن العناية والحرص على التنشئة المتميزة (بالتعليم والموسيقا) على الصعيد الشخصي  وعلاقات التعاون والتعاضد الاجتماعي بين الاسر المتجاورة والمتعايشة بوئام بصرف النظر عن انتمائها الديني او الاجتماعي والطبقي، في مرحلة لم تكن التحولات السياسية فيها بتلك الحدة او السرعة بعد إزاء التبني العالمي الداعم لقيام اسرائيل في المنطقة.  ولأن وجوده في الولايات المتحدة وفر له الكثير من الاطلاع والمعرفة والدرجة العلمية والشهرة ولكنه لم يوفر ما افتقده في البلد الام، مكان الطفولة والذكريات، بقي سعيد يعيش بنوستالجيا خاصة لمكان وزمان ابتعدا وحالت بينه وبين مد الجسور الى مكان تمت فيه اعادة ترسيم المنطقة جغرافيا وسياسيا....، وغالبا ما كان يلخص الاخفاق، خيبة الامل والاحباط بعبارة على شكل سؤال عما فعلته القوى الغربية بحق الفلسطينيين في دعمها لتشتيت بنيان مجتمع مدفوعة بحب تصويب خطأ تاريخي ارتكبته :"!?Was it worth"  استدراكا لمسألة عما اذا كان سعيد سيأخذ نفس المنحى لو عاش في المنطقه، اقدر ان سعيد، والذي اجتهد ليعري نظرة الغرب ل، او سوء تمثيل، الشرق ويفكك دعائمها كان ليكون اصدق مثال عما قاله برتولد بريخت مرة عن صدمة من يتكلمون باسم الشعب ككتلة لو تأتى لهم معرفة الشعب وتفاصيله عن قرب...! أعطي مثالا عن التواصل بين سعيد وبين مجموعة من العرب في المانيا، حيث كان سعيد مدعوا في ديسمبر ( الاحد 2 منه) عام 2001 ليحاضر في مبنى الRenaissance Theater في برلين بحشد كبير من الالمان، فعلها بنجاح ووسط مقاطعة له عدة مرات بتصفيق حاد حتى عندما احتدت لهجته  وخرج عن النص قائلا اردتم ان تكفروا عن غلطكم التاريخي بحق اليهود كان عليكم ان تعطونهم جزءا من اراضيكم ليقيموا عليها وطنهم القومي بدلا من فلسطين....! ولكن عندما لبى سعيد في تلك الزيارة لألمانيا بكل حب وفرح (وهو الذي يعاني، اضافة الى المرض الفتاك بالدم، من أنفلونزا حادة حينها) رغبة الجالية العربية ليحدثهم كان الأمر مختلفا...! ففي الموعد المحدد ذات مساء جاء سعيد، وجاء كذلك ادونيس (الذي كان في برلين ضيفا مقيما في Wissenschaftskolleg اي معهد الدراسات المتقدمة) ولكن النفترض خصورهم من العرب بقوا يتوافدون تباعا حتى بعد وقت ليس بالقصير على الدقيقة المفروضة لبداية الامسية... بعد طول انتظار، بادر احد المنظمين للامسية (وهو اعلامي ليس بفعل الكفاءة والموهبة وانما بفعل عوانل أخرى لامجال لذكرها هنا....)بالكلام لتقديم ادوار سعيد للحضور.  هز الرجل رأسه يمينا ويسارا ملوحا بشعره الاشعث الطويل المربوط (ذيل فرس) وراح يحكي مبتدئا بشرح اننا في امسية رمضانية حدثنا عنها ما يزيد عن ربع ساعة ثم اراد تعريف الحضور بادوار سعيد وماذا يعمل سعيد فلوح يشعره وانطلق بفرس كلامه يسابق الريح في ابتداع شخصية لا علاقة لسعيد وفكره بها (بدا اليأس ملحوظا في عيني الأخير حينها) وبعد نصف ساعة التفت المقدم لسعيد وقال: تفضل!  اما الضيف فقد تنهد وقال حرفيا أقرأ فيكم وفي عيونكم ونظراتكم نفس ما قرأته حين التقيت بعرب امريكا....لاشيء يختلف...نفس الطريقة والاهم نفس الآفاق ونفس السقف....! وبناء على كل ما حدث أقترح أن تعفوني من الكلام فقد تكلم مقدمي نيابة عني وبوقتي ما فيه الكفاية لكم...دعونا في الوقت المتبقي نتحدث حديثا عاديا او ان تسألوني ما تريدون واجيبكم...!  وهكذا غير من صفة وجوده في تلك الفعالية....عندما سئل سعيد عن امر يتعلق باسرائيل أجاب حرفيا:  "في زيارتي الأخيرة مع ابنتي لإسرائيل وجدت...."  عندها قاطعه احد الحضور قائلا بصوت عال اسمها فلسطين وليس اسرائيل....فما كان من سعيد الا ان احتد وقال له باللغة الانجليزية "ridiculous" وأعادها مرة ثانية ثم التفت الى الصف الاول من الحضور وكأنه ابتغى ترجمة للكلمة فجاءته "سخيف"  بعدها نظر سعيد الى الشخص المعني وقال له "انت سخيف"  ثم طلب انهاء الجلسة. فهل هؤلاء خارج الدائرة العربية التي تكلم عنها سعيد عن بعد!؟



#أكرم_شلغين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرجل المناسب
- لو كان له جنّته!
- لقد فاتني أنه وقت دفن الموتى!
- لعله يأتي من المجهول!
- رحلة في البحث عن الدفء والحنان
- عروس وعريس
- عالمه الكبير
- رماد
- ليتها كانت حبيبة شاكر!
- بقع سوداء على القميص الأبيض
- لعب في العالم الافتراضي
- وتاريخها يبدأ بظهوره
- إن الحظ شاء
- خردة عشق من تمضى السنين
- وللشرق سحره*
- إنه منا وفينا!
- ما أجمله ذلك الصيف!
- باقة ورد مرفوضة
- قبر لمن لا قريب له
- ليتها بقيت اسما بدون صورة!


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أكرم شلغين - هل تغلبت العاطفة في نظرة سعيد !؟