أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر جمعة العابدي - تمثلات الواقعية الرمزية في مسرحية (حذائي ) للكاتب علي العبادي.














المزيد.....


تمثلات الواقعية الرمزية في مسرحية (حذائي ) للكاتب علي العبادي.


حيدر جمعة العابدي

الحوار المتمدن-العدد: 5225 - 2016 / 7 / 16 - 01:00
المحور: الادب والفن
    


تمثلات الواقعية الرمزية في مسرحية (حذائي ) للكاتب علي العبادي.
يعد المسرح في بعده الإجرائي لغة ناطقة ومتحركة، كما أنها لغة إنسانية حية دائما، كونها لغة متجددة ومتعددة بتعدد الشعوب والمرجعيات ، وبما أن المسرح في عمقه الوجودي يشكل الحياة في صورتها الأكثر قوة وعنفا، لذا هو معارضة للسكون والموت والجهل والعجز والنفي والغربة و كما يصفه (بلزاك) هو الوجه الأكثر تأثرا وتفاعلا وتقاطعا مع ما هو سائد .
تعد المونودراما فنا من الفنون الدرامية التي ظهرت بقوة مع ظهور المسرح التجريبي الذي تطور ونضج في بداية القرن العشرين، ومن أهم سمات هذا المسرح ، أن المسرحية تعتمد على ممثل واحد يسرد الحدث ويديره عن طريق الحوار، كما وتتألف المسرحية غالبا على مشهد مطول يتحدث خلاله شخص واحد والبقية صامتون، كما وتعني كلمة (مونو) في اللغة اليونانية واحدا فقط أو شخصا.
تقوم المسرحية على جدلية العلاقة مابين الواقع والرمز، أي الواقع كوجود خارجي مستقل له مرجعيته الاجتماعية، والسياسية – والرمز كمكون جمالي وفني وقيمي ، لذا تشكلت هذه العلاقة عبر تحولاتها من توليد وخلق حقل دلالي مختلف منح النص المسرحي عمقا مجازيا ودلاليا عميقا تبرز أهميته في تجاوز الجزئي الضيق بالمطلق الشامل لتجنب الوقوع بالمباشرة الفجة للواقع (السائد) تتجلى هذه العلاقة في عنوان المسرحية كعتبة أولى للنص (حذائي) بكل حمولاته النسقية، المباشرة وغير المباشرة ، فالحذاء كوظيفة مباشرة يستخدم لحماية الأقدام أما كوظيفة غير مباشرة يمثل بعدا اجتماعيا وطبقيا مختلفين، لكن هذه الجدلية تأخذ بعدا أكثر عمقا ودلالة من بنيتها السطحية ( الشكل ) حين نتغلغل عميقا داخل النص، فاللغة والثيمات والأساليب المتبعة تتجاوز حدودها البلاغية والجمالية إلى التوغل في مدلولاتها المعرفية والفكرية من خلال الحفر عميقا للبحث عن بنيات مضمرة خلف شكل هذه البنيات، أي البحث في السياسي ، والاجتماعي ،والميتافيزقي أيضا وهو ما يعكس التنوع والثراء في هذه الدلالة داخل النص (تفتح الستارة ... بعد أن ضاقت به السبل وجد له ملاذا آمنا في حذائه الذي أصبح شاهدا حيا على خارطة الوجع الذي ألمَّ به).
يضعنا النص أمام تحدٍ وجودي ضد كل أشكال الإقصاء من خلال تمركز النص على خلف ثنائية الموت/ الحياة وذلك عبر مسرحة الواقع والأحداث برمزية اللغة كوسيط تواصلي تداولي قادر على إحداث خرق للنظم المرجعية السائدة ، لذا كانت اللغة عند الكاتب تعج بمفردات التمرد والإدانة ضد الواقع المعيش لكسر حالة التهميش والإقصاء التي يعاني منه الإنسان العراقي ضمن ما هو كائن، ما يعكس اختيار الكاتب لجمل محورية ومركزية تمثل مركز ثقل النص مثل: متى تبقى حذائي عاقرا؟ إلى متى أتخفى من نباح الأيام؟ ما أقسى أن يكون قاتلك اسمك ، معززا ذلك بدلالات رمزية مكثفة وصادمة، فدلالة الحذاء أخذت بعدا رمزيا ناقما على الواقع الإنساني المزري لذا كانت رمزية الحذاء تتشكل من قعر المعاناة الواقع كمعادل موضوعي لوطن منتهك بفعل الصراع الطائفي، وشاهدا على وحشية العالم (سوف اتخذ من زنزانة حذائي سوطا يجلد أصواتكم ) .
سعى الكاتب من جعل النص ينفتح على أحداث تاريخية متعددة تمتد على جسد النص المسرحي من خلال تكثيف الصورة – التناصات التي تحيل إلى أحداث تاريخية دينية وسياسية قديمة وحديثة في وقت واحد ( يهزون جذع العراق بدمعهم فيتساقط القتل عليهم جنيا ) الغرض من هذه التناصات دمج العقلاني بغير العقلاني والواقعي بالرمزي والزمان بالمكان عبر المتخيل الفني للفت نظر المتلقي إلى قدم الوجع في ذاكرة الإنسان العراقي حتى بتنا شعوبا بلا زمن، وهو ما يكشف عن خيبة الأمل من تداعي الواقع الإنساني المثقل بالأعباء التاريخية الثابتة مع ثبات مرجعياته، لذا كان السؤال الجوهري لدى البطل سؤالا وجوديا خالصا وهو البحث عن معنى الخلود، سؤالا حتى الأساطير لا تمتلك الإجابة عليه (يا كلكامش متٌ ولم تخبرني هل هناك حقا عشبة الخلود ؟) . وبما أن البحث عن الخلود يندرج في أطار البحث عن الذات بمفهومها الرمزي والذي يستدعي بدوره موقفا من العالم الواقعي بكل مرجعياته الثقافية، لذا كانت الإجابة دائما تذهب باتجاه البحث عن وعي جديد للذات أكثر قربا من الواقع لإنتاج هوية إنسانية ووطنية بلا انتماءات عرقية ومذهبية وحزبية ثابتة (كم أتمنى أن احتفل وأنا خارج حذائي بجفاف ذلك النهر الأحمر ...ولد بصورة غير شرعية على أرصفة الشوارع ) وهو ما يدعم توجهنا في إيجاد علاقات جديدة ترسم ملامح الواقعية الرمزية كخيار أكثر قربا من الأحداث .



#حيدر_جمعة_العابدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صورة المهمشين في رواية (عذراء سنجار) لوارد بدر السالم .
- الرؤية السردية في رواية (مثلث الموت) للروائي علي لفته سعيد.
- قراءة سيميائيه في أشكال الدلالة داخل النص الأدبي في قصة (رجل ...
- تحولات السرد وتداخل الأجناس الأدبية في المجموعة القصصية (عائ ...
- قراءة في الانساق الثقافية المضمرة من ثقافة التغيير إلى ثقافة ...
- تهشم المعنى قراءة في المجموعة القصصية (إذا كنت تحب ) للقاصة ...
- استلاب المعنى في رواية -الصورة الثالثةللروائي علي لفته سعيد
- أجساد تبحث عن وطن قراءة في رواية (بوصلة القيامة) الروائي هيث ...
- قراءة في الاستعارات الصورية في مسرحية (براد الموتى) للكاتب ع ...
- ثقافة الموت كحل وجودي في رواية (قياموت) للروائي نصيف فلك.
- دلالات العنف في قصة (معرض الجثث) للقاص حسن بلاسم.
- ثقافة التبعية والإتباع مابين شعارات النصر وفلسفة الهزيمة في ...
- جدلية الصراع مابين الرمز والواقع في مسرحية (عزف نخلة ) للكات ...
- تراجيديا الوجع العراقي في المجموعة القصصية (الهذيان داخل حقي ...
- صورة المرأة كبديل معرفي في رواية (العارية ) للروائي سلام جبا ...
- دراسة نقدية عن وظيفة المكان في الخطاب الشعري (طين الأبدية) أ ...
- الوطن وإشكالية المعنى مابين المقدس والمدنس في رواية (كش وطن) ...
- نقد الأنساق الذكورية في السرد قراءة في المجموعة القصصية (بيت ...
- تحولات السرد في الرواية العراقية / هكذا أقرأ تجميع الأسد للر ...
- تحولات السرد من الواقع الى الأسطورة في رواية ( آدم سامي-مور) ...


المزيد.....




- كازاخستان.. الحكومة تأمر بإجراء تحقيق وتشدد الرقابة على الحا ...
- مركز -بريماكوف- يشدد على ضرورة توسيع علاقات روسيا الثقافية م ...
- “نزلها حالا بدون تشويش” تحديث تردد قناة ماجد للأطفال 2025 Ma ...
- مسلسل ليلى الحلقة 14 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- فنانة مصرية تصدم الجمهور بعد عمليات تجميل غيرت ملامحها
- شاهد.. جولة في منزل شارلي شابلن في ذكرى وفاة عبقري السينما ا ...
- منعها الاحتلال من السفر لليبيا.. فلسطينية تتوّج بجائزة صحفية ...
- ليلة رأس السنة.. التلفزيون الروسي يعرض نسخة مرممة للفيلم الك ...
- حكاية امرأة عصفت بها الحياة
- زكريا تامر.. حداد سوري صهر الكلمات بنار الثورة


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر جمعة العابدي - تمثلات الواقعية الرمزية في مسرحية (حذائي ) للكاتب علي العبادي.