أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عمر زياد احمد - كانت يحاكم العقل الذي نصب من نفسه حاكمآ علی--- الدين














المزيد.....


كانت يحاكم العقل الذي نصب من نفسه حاكمآ علی--- الدين


عمر زياد احمد

الحوار المتمدن-العدد: 5223 - 2016 / 7 / 14 - 21:50
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كانت يحاكم العقل الذي نصب من نفسه حاكمآ علی--- الدين!

14.7.2016

اصبح الجنة مجرد اسماء والجحيم مجرد تعبير عاطفي ، واخذ الايمان بالدين يتحطم امام الايمان بالعقل.ولكن الايمان بالدين الذي يجعل في جوانب الامل والرجاء ، والذي تنادت به مئات الالوف من الكنائس والمساجد ، كان قد تاصل بعمق في قلوب الناس وانظمة الشعوب.ولم يلبث ان نهض الايمان بالدين الى استجواب اهلية العقل الذي نصب من نفسه حاكمآ على اهلية الدين ، ما هو هذا العقل الذي يحاول تدمير معتقدات يؤمن بها الملايين من الناس في جميع انحاء العالم ؟ هل هذا العقل معصوم ؟ هل هو منزه من الذلل ؟ هل هو محدود بحدود عمله وقواه ؟ لقد حان الوقت لمحاكمة هذا الحاكم ٲ---و القاضي الذي يسمى(العقل).لقد جاء(عمانؤيل كانت)و وضع هذا العقل الذي حاول تدمير المعتقدات الدينية موضع الاتهام واخذ في نقده والحكم عليه.
لقد مهد لوك وبركلي وهيوم الطريق لهذا الاختبار،ومن هنا اخذ كانت في جمع خيوط هذه المناقشة ولفها بعضها ببعض،وتوحيد اراء بركلي وهيوم مع تمجيد روسو للشعور وانقاذ الدين من العقل ، وفي الوقت ذاته العمل على انقاذ العلم من الشك هذه هي المهمة التي كرس كانت نفسه لها.

اراد(عمانؤيل كانت)ان يرى هل في طبيعة العقل التي فطر عليها ما يمكنه من الوصول الى بعض المعرفة دون اعتماده على ما تاتي به الحواس من العالم الخارجي ، لان الحقائق العامة التي تحمل طابع الضرورة الداخلية مستقلة عن التجربة.لأن مازلنا نتساءل من اين نحصل على هذه الحقائق المطلقة؟ان هذه الحقائق تستمد نوعها الضروري من تركيب عقولنا الفطري او قوانين الفكر الفطرية.وهي ما يسميها (كانت)بالفلسفة السامية ، لانها تسموا على التجربة الحسية وتفوقها.وهناك مرحلتان في عملية تحويل مادة الاحساس الخام الى انتاج الفكر التام:-
المرحلة الاولى/هي تنسيق الأحاسيس الأتية من الخارج واضفاء قالبي الأدراك الحسي وتطبيقه عليها وهما الزمان والمكان.
المرحلة الثانية/تنسيق هذه المدركات الحسية المتطورة عن المرحلة الأولى بتطبيق أنواع الرأي عليها-حتى نخرج منها مدركات عقلية.

والأن ماهو المقصود بكلمة (أحاسيس)،وكلمة (المدركات)؟وكيف يغير العقل هذه الأحاسيس ويحولها إلى مدركات؟.ان الأحاسيس ليست سوى وعي للدافع أو الحافز.فقد نحس بطعم على اللسان أو رائحة في الأنف،أو ضغط على اصابع اليدين.هذه الأثار الحسية هي المادة الخام التي تبدأ بها التجربة،وعندما يجتمع هذه الاحاسيس المختلفة حول شيء في المكان والزمان ، فان هذا يؤدي الى ادراك ذلك الشيء ،وبذلك يكون الاحساس قد تحول الى معرفة.وليس كل مايبعث من الرسائل يقبل،بل اننا نختار من بين هذه الأحسسات الواردة الينا ما يمكن سبكه وصياغته الى ادراكات حسية تتناسب مع غرضنا في تلك اللحظة.مثال(ان الساعة تدق ولكنك لاتسمع دقاتها،ولكنك تسمع دقات هذه الساعة حالا اذا كان ذلك يتناسب مع غرضك مع ان دقاتها لم ترتفع عما كانت عليه سابقآ.وهذا يدل على اننا لانختار من الاحساسات الواردة الينا الا ما لايمكن سبكه وصياغته الى ادراكات حسية تتناسب مع غرضنا في تلك اللحضة.إذ أن علاقة الأحساسات او الافكار ليست متوقعة على مجرد التقارب في المكان والزمان ، ولا في التشابه ، او الحدة او التكرار او شدة التجربة ، اذ انها خاضعة فوق كل شيء الى غرض العقل.

ويعتقد(كانت).ان هذا الوكيل الذي يشرف على الاختيار والتنسيق ، الا هو العقل ، يستخدم وسيلتين بسيطتين في ترتيب المواد المقدمة له : وهما المكان والزمان ، ولكن ليس المكان والزمان المرين مدركين ، ولكنهما كيفية للأدراك ووسيلة لوضع معنى في الأحساس ، ان المكان والزمان وسيلتان للادراك الحسي.انهما مسلم بهما بالاستدلال العقلي ، لان بغيرهما لايمكن للاحساسات ان تنمو الى ادراكات حسية.

ومع ذلك فان هذا اليقين ، وهذا الاطلاق الأعلى محدود ونسبي ،محدود بالنسبة إلى التجربة الحقيقية ، نسبي بالنسبة إلى تجربتنا البشرية ، لأننا نجهل ماهية الأشياء وحقيقتها المستقلة عن ادراك الحواس جهلآ تامآ.اننا لانعرف عن الأشياء الا كيفية ادراكنا لها ، ولما كانت تلك الكيفية خاصة بنا ، لم يكن من الضروري أن يشترك فيها كل الكائنات.ولكن هذا لا يعني ان (كانت)يشك في وجود المادة والعالم الخارجي ولكنه يقول باننا لانعرف شيئآ يقينيآ عنهما خلا وجودهما . وان معرفتنا تتعلق بمظهرها و ظاهريتها.ويتبع من ذلك ان كل محاولة يبذلها العلم او الدين في تعريف الحقيقة النهائية تنتهي لان تكون مجرد محاولة نظرية.لان العقل لايمكن ان يتجاوز حدود الظواهر الحسية.فان مثل هذا التجاوز ينتهي بالعلم الى مناقضة نفسه وبالدين الى المغالطة،فمثلآ عندما يحاول العقل ان يقرر فيما اذا العالم محدود اولا نهائي من حيث المكان وقع العقل في تناقض واشكال ، ورفض كل فرض من هذين الفرضين،كذلك يقع الدين في المغالطة والاشكال التي وقع بها العلم عندما يحاول اللاهوت ان يبرهن بالعقل النظري ان الروح خالدة لا يجوز على عنصرها الفساد وان الارادة حرة ولاتخضع لقوانين السببية ، وان في الكون كائنآ موجود بالضرورة هو الله.لأن العنصر والسببية والضرورة كلها صور محدودة يطبقها العقل في ترتيب وتنظيم التجربة الحسية.

وهكذا حصر كانت العقل في عالم الظواهر السطحية ، فان تجاوز هذا العالم انتهى امره بالتناقض.وهكذا انقذ العقل.وقال ليس بامكاننا ان نقيم الدليل على حرية الروح و خلودها وخالقها ، وبهذا فقد انقذ الدين ايضآ...ولكن رفض رجال الدين في المانيا هذا الأنقاذ للدين الذي قدمه لهم كانت واحتجوا عليه احتجاجآ شديدآ ، وانتقموا لانفسهم منه بأن اطلقوا اسم (عمانؤيل كانت)على كلابهم.!!!

عمر زياد




#عمر_زياد_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- شاهد.. سياح يحتسون القهوة على طاولة معلقة في الهواء على ارتف ...
- وفد عراقي يلتقي أحمد الشرع في سوريا لأول مرة منذ سقوط بشار ا ...
- محكمة عسكرية باكستانية تصدر أحكاما بالسجن على 60 مدنيا
- رسالة خطية من بوتين إلى العاهل السعودي
- المعارضة في كوريا الجنوبية تدفع نحو عزل القائم بأعمال الرئيس ...
- تحليل منشورات المشتبه به في هجوم ماغديبورغ - بي بي سي تقصي ا ...
- كيف نجت عائلة سورية من الهجوم الكيماوي في دمشق؟
- -فوكس نيوز-: مشرعون جمهوريون يطالبون ترامب باستبعاد جنوب إفر ...
- حرس الحدود الفنلندي يحتجز ناقلة يشتبه بتورطها في انقطاع كابل ...
- الدفاع الروسية: خسائر أوكرانيا في محور كورسك تبلغ 230 جنديا ...


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عمر زياد احمد - كانت يحاكم العقل الذي نصب من نفسه حاكمآ علی--- الدين