أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - اسماعيل خليل الحسن - دفاعا عن شريعة الغابة














المزيد.....

دفاعا عن شريعة الغابة


اسماعيل خليل الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 1401 - 2005 / 12 / 16 - 04:19
المحور: كتابات ساخرة
    


يحكم الغابة دستور التوازن الطبيعي فلا تستطيع الحيوانات تدمير البيئة و لا تستطيع الغابة خنق الحياة فلولا القوارض التي تحد من زحف النبات لانعدمت بيئة الحيوان. و القوارض لا تستطيع للنبات هلاكا لأن في الغابة أصنافا كثيرة تفترسها وتحد من تكاثرها, وحتى لا تنقرض القوارض, هنالك من يفترس آكلاتها لكن ليس إلى درجة إبادة الجنس. كل ذلك في تسلسل هرمي مرتب بعناية ليس فيه طغيان إلا في حدود ما يسمح به القانون قانون التوازن الطبيعي.
يأكل القوي فريسته و عندما يشبع يترك ما تبقّى لمن هو أقل منه قوة, إن قوانين اللعبة واضحة و مكشوفة حيث لا يستطيع الضعيف المنفرد البقاء طويلا, لأنه سيكون طعاما مناسبا للأقوى, ولا يستطيع القوي المتجبّر إفناء من هو أقل قوة و استحكاما منه, طالما أن قانون الضرورة يفرض وجوده.
يزهق القوي روح فريسته خدمة لاستمراريته في الحياة, ولا يقتل لأجل القتل وحده, فلا يسرف بل يقتل بحدود الضرورة, ولا يتلذذ بتعذيب الفريسة حيث لا أدوات تعذيب لديه سوى أنيابه الحادة المصممة بدقة لهدف محدد هو الذبح السريع أو الرحيم.
فهل ما يحكم البشر اليوم هو أقل عدالة إن لم يكن أكثر ظلما ؟
إن البشر هم سادة ابادة الجنس حيث إن أصنافا كثيرة من الناس قد انقرضت. فالإنسان الأمين و الإنسان الصادق و الإنسان العادل و الذي يؤثر غيره على نفسه و الوطني و الحليم و الكريم و النبيل و صاحب المروءة, إنّ كل حاملي هذه الصفات أصبح وجودهم نادرا.
لا يشبع القوي و لا يترك لمن هو أقل منه قوّة فضلة من طعام أو شيئا من حقوق. يتسلّط الضعيف بمكره و دهائه و يتحكّم و أقرانه من التافهين برقاب العباد و لا يبقي حلقات وسطى فإما طغاة متجبّرون و إما ضعاف بائسون.
كنا نتحلّق حول مواقد الشتاء فيحدّثنا كبار السنّ عن رجال أشداء امتطوا صهوة المغامرة فيحلم أحدنا أن يكون ذلك الإنسان أو بعضا منه, إنهم رجال عصر الفروسيّة بكل نبالته وعنفوانه. أماّ في عصرنا هذا حيث الاستهلاك الهائل و النوعي, فلا حديث إلا عن ذلك البشري الذي اختلس و أثرى و تسلّط و تجبّر و صعد من أسفل درجات السلّم الاجتماعي بتزلّفه و حذلقته و بيعه لكرامته الإنسانيّة.
البشريّة جنس, لكن الإنسانيّة صفة لها تدلّ على مرحلة خطاها البشر نحو مراقي و سماوات. يطمح البشري لأن يكون إنسانا, ويهبط الإنسان ليستحيل بشريّا, و البشري يتقهقر إلى الحيوانيّة, لكن بدون توازن. إنّه يغادر الشريعة الطبيعيّة ليفرض شريعته هو, فتصبح شريعة الغاب وقتئذ مطمحا يصعب نواله, و مطلبا متقدما على ما هو واقعي, حيث البقاء ليس للأصلح و الأقوى و الأغلب, بل للمستقوي والمتغلّب و الوصولي الذي يهلك الزرع و الضرع خدمة لأغراضه الدونية فيفنى الإنسان ويتلاشى المكان و تمحى الأوطان.



#اسماعيل_خليل_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوار المتمدن ألف لا بأس عليك
- ما بين الأستاذ و العريف بخصوص التعذيب في الجادريّة
- رجعي.. محافظ.. تقدّمي
- يحيى العريضي ومأزق البوليس الثقافي
- بأس فيأس ... فانتحار !!
- تلعفر تدفع تمن نيويورك
- اليعازرة يجتثون معارضيهم
- آن لوزير التقارير أن يرحل
- السطو على الإسلام باسم الإسلام
- جورج حاوي كان عليكم أن تؤمّنوا سيّاراتكم قبل أن تركبوا
- هيثم الخوجة, رضا حداد , جناحاي إلى قمة سيزيف
- سمير قصير لماذا لم تحفظ رأسك يا أخي العربي؟
- الذهنية الدينية العامية: الجزيرة السورية نموذجا
- انتبهوا الحرس القومي قادمون!
- الشعبوية و الديمقراطية
- هل نظام المجلسين هو الأفضل بالنسبة إلى العراق
- نريد أن ننسى و محمود جلبوط يتذكر
- سمة القائد السياسي أن لا تكون له سمة
- لماذا لا تعاد محاكمة سلمان المرشد؟
- البرلمان التونسي الجديد القديم


المزيد.....




- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - اسماعيل خليل الحسن - دفاعا عن شريعة الغابة