|
العنف السياسي كأستبعاد اخلاقي : الربط بين سيكولوجيا السلام والنظرية النقدية النسوية
باسم علي خريسان وفاطمة رضا علي
الحوار المتمدن-العدد: 5221 - 2016 / 7 / 12 - 17:39
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
العنف السياسي كأستبعاد اخلاقي : الربط بين سيكولوجيا السلام والنظرية النقدية النسوية Mira Alexis P.Ofreneo Tesa C.deVela ترجمة باسم علي خريسان فاطمة رضا عطية طبيعة العنف العالمي في المجتمعات المعاصرة تمت دراسة موضوع العنف في اكثر من حقل علمي ، وكل حقل من هذه الحقول يركز على وحدة او نظام معين في عملية تحليله للعنف. فهنالك من اكد على الفرد او المجموعة او المؤسسة او المنظمة او الدولة – الامة او الهياكل الاقتصادية والنظام العالمي. في كل مستوى من المستويات التحليل السابقة ،عمل كل حقل من تلك الحقول على تطوير نظرية منفرده يمكنها ان تعمل على تفسير العنف لاظهار الاسباب التي تكمن وراء السيطرة والتدخل .حيث لاتوجد نظرية عامة يمكنها ان تعمل على تفسير العنف بصورة شاملة او لتأسيس نظرية (السبب والسيطرة والتدخل) تستطيع الجمع بين الحقول المختلفة للعلوم الاجتماعية، من جهة اخرى ، نجد ان تحديات العنف غالباُ ما ارتبطت بالصراعات الاجتماعية او الاختلافات الاجتماعية او الازمات. ذهب المنهج التقليدي في تفسير العنف الى الاعتماد على عدة مستويات ، فالباحث Pierre Hassners عمل على تصنيف ثلاث مستويات لتفسير العنف :النظم الدولية، الدول ، المجتمعات ضمن الدول. من خلال دراسة موضوع العنف الذي تكمن جذوره في السيكولوجية الاجتماعية التي تركز على العنف الفردي والعنف الجماعي، نسعى في هذه الورقة نحو تحليل العنف السياسي كما في الانموذج الذي قدمهPierre Hassners ، وفي ذات الوقت مستفيدين من عدسة السيكولوجية الاجتماعية التي ترى أبعاد العنف السيكولوجية والثقافية من خلال ارتباطه بالنظرية النقدية النسوية. اذا ما تم تعريف العنف بالافعال التي تكون ضارة بالانسان وكينونته وصحته، ينبغي هنا ان نلاحظ بان نمو العنف المعاصر قد اعتمدعلى كل من الاشكال الهيكلية والمباشرة .ان التمييز المفاهيمي بين العنف المباشر و الهيكي من بين اكثر مساهمات بحوث السلام المتعلقة بدراسة للعنف. حيث يرى الكاتب galtung بان العنف وفقاً للمفهوم التقليدي، هو الفعل الذي يؤدي الى التحطيم الجسدي المباشر والذي يكون بفعل فاعل. اما تعريف العنف المباشر وفقا لسيكولوجية السلام ، فهو العنف المادي الذي يؤدي الى حدوث الاذى والموت السريع او الذي يؤدي الى حدوث عجز جسدي جزئي اوكلي. مع ذلك الحديث حول العنف العالمي منذ عهد بعيد تركز حول العنف داخل الدولة والتهديد بالحرب النووية. يتباين العنف المباشر بنطاقه وتعقيده، من العنف في العلاقات الشخصية الى العنف واسع النطاق مثل الابادة الجماعية. والعنف المباشر هو في الغالب عنف مثير وشخصي وحادث ونتيجة لسلسلة حوداث. الاشخاص الذين يقومون بالعنف المباشر ويكون ضحاياه معروفين. والسبب يعود الى ان العنف المباشر يكون واضح والشخص او الاشخاص المسؤولين عنه يكونون معروفين، وهو غالباً ما يحكم عليه وفقاً لمصطلحات دولية واخلاقية ودينية وقانونية، اوالنظم الاخلاقية التي غالباً تستخدم للحكم على العنف المباشر وتحدد العقوبات اللازمة اذا كان بالامكان تطبيقها. وقد اشار galtung الى نوع اخر من العنف الذي يكون دائماُ نسبياً ، وبطريقة او اخرى يقع في صلب الهيكل الاجتماعي وهو العنف الهيكلي. الفقر ( الحرمان من الحاجات المادية الاساسي) والقمع( الحرمان من الحقوق الانسانية) والعزلة( الحرمان من الحاجات الاكثر اهمية) كلها ظواهر تعبر عن العنف الهيكلي. وهو اكثر اشكال العنف التي تحدث عالمياً وتكون في الغالب غير منظورة وينظر لها اموراعتيادية. وفي العنف الهيكلي لايكون الاشخاص المسؤولون واضحي الهوية ،والعنف غالباً ما يكون مألوف وغير شخصي ومستمر وغير ملاحظ. و يحدث العنف الهيكلي كلما انتجت الهياكل الاجتماعية والمؤسسات الظلم السياسي والاستغلال الاقتصادي والهيمنة الاجتماعية، حيث تسهم النظم الاقتصادية في ذلك عن طريق تركيز للثروة بيد مجموعة معينة بينما يتم استغلال الاخرين ، والنظم السياسية من جانبها هي الاخرى تسهم في ذلك عندما تمكن البعض من الوصول للسلطة و والعمل على اضطهاد الاخرين، واما النظم الاجتماعية الهرمية التي تقوم على العرقية والتعصب فهي الاخرى تعمل على تعزيز من للغة العنف والاقصاء في المجتمع. هذه الاوضاع تكون ثابته ومستقرة واعتيادية لتخدم مصالح الماسكين بالسلطة والثروة. من جهه اخرى نجد بان العنف الهيكلي نادراً ما ينظر له بانه عنف غير اخلاقي ، و غالباً ما يكون مبرراً اخلاقيا ولذلك لايستوجب العقوبة. وهنا لابد من الاشارة الى مسألة مهمة وهي حتى لو لم يتم التمييز من حيث المفهوم بين العنف المباشر والعنف الهيكلي، فهما يعملان معاً لتشكيل نظام العنف.
العنف السياسي: أستبعاد اخلاقي تحاول هذه الورقة تقديم فهم للعنف السياسي بالنظر الى بعده الاخلاقي والمعبر عنه من خلال المجالات الاجتماعية النفسية والثقافية . حيث ننظر الى العمليات الاجتماعية- النفسية التي تسمح للعنف بالحدوث، والمعاييرالثقافية التي تشرعن استخدام العنف والتسلسل الهيكلي الذي يديم العنف. من جهة اخرى علينا ان ندرك بان هنالك تفاعل وتزامن بين مستويات العنف على سبيل المثال ، السيكولوجية، الثقافية، والهيكلية، وهنا سوف يكون تركيزنا على اول اثنين منها، اضافة لتناول هيمنة التحليل الهيكلي على مجريات العنف السياسي ، ونركز ايضا كيف يمكن للعنف ان يتضمن الابعاد الاجتماعية-النفسية والثقافية . توجد العديد من الطرق التي تسهم في تأسيس الفهم حول العنف السياسي لذا سوف نعتمد واحدة منها فقط ، هدفنا ببساطة هو تسهيل ادراك العمليات الاجتماعية- النفسية والثقافية التي تخلق وتديم العنف السياسي والادراك الذي يجب ان يكون متضمن في النظرية النقدية النسوية. الاطار الاجتماعي-السيكولوجي يسلط الضوء على اهمية لثقافة الذاتية في مواجهة الثقافة المادية ، والوعي الفردي والجماعي في مواجهة الترتيبات الاقتصادية والاجتماعية، تشير الثقافة الذاتية الى الفئات الاجتماعية والمعايير والادوار والقيم في البيئة الانسانية. قارنTriands الثقافة بمجموعة من الافتراضات غير المعلنة حول كيف تتم الامور المنضوية والتي نادراً ما يتم التشكيك فيها. لفهم العنف السياسي ، نحتاج ان ننظر الى المعاني المشتركة للعنف في مجتمع معين ، والمجتمع والدولة او النظام بين الولايات.وبالمثل، من خلال العنف يمكن تفسيرها من خلال العملية النفسية الاجتماعية وربما تكون عملية مشتركة لجميع الشعوب. ويقع دائما في السياق الاجتماعي-الثقافي. يعتبر تسليط الضوء على الشكل الاجتماعي- النفسي مهم في الثقافة الذاتية في مقابل الثقافة المادية ، للشعور الفردي والجماعي في مواجهة الترتيبات الاقتصادية والسياسية. الثقافة الذاتية تشير الى التصنيف الاجتماعي ، المعايير ، الاداوار والقيم قي البيئة الانسانية. لفهم العنف السياسي نحتاج نظرة الى المعنى المشترك للعنف بالاخص في المجتمع و الدولة والنظام داخل الدولة، ، هو ان يكون العنف واضحاً من خلال العملية الاجتماعية – النفسية المشتركة لكل الشعوب، ويكون قائم في السياق الاجتماعي – الثقافي. يحدث العنف المباشر والعنف الهيكلي فقط بسبب شرعي او عقلي في الادراك الجمعي ، كيف يصبح العنف مقبول اخلاقيا؟. تشير هذه الورقة الى الاستبعاد الاخلاقي كعملية اجتماعي- سيكولوجية رئيسه تبرر العنف. وهكذا فاننا نحتاج الى معاينة كيفية رؤية الوحدات الاجتماعية- السياسية لفسها في علاقاتها بالاخرين في ما يخص العمليات السيكولوجية مثل الضم والاستبعاد. هذا تنسنده المعايير تبرر العنف في الحقل الاجتماعي- الثقافية الكبير. ولايستطيع الاطار الاجتماعي –السيكولوجي التخفيف من سلطة الهيكل الاجتماعي للتاثير على العنف لكنه يشمل سلطة العمليات النفسية والثقافية في تحليلها للعنف. انموذج متعدد الابعاد: اتجاهات متعددة في فهم العنف السياسي تأتسس اطارنا لفهم حالات العنف السياسي من خلال العملية السيكولوجية الاجتماعية للاستبعاد الاخلاقي وأعتماداً على أساس معايير ثقافية تبرر العنف و واعتماد الهرميات الاقتصادية والسياسية للسلطة التي تحافظ عليها . الباحث النفسي و الثقافي و الهيكلي يمكن ان يحلل مفاهيميا بصورة مستقلة بعضها عن البعض الاخر. مع ذلك نوكد بأن هذه الابعاد مترابطة بصورة جوهرياً. الاستبعاد الاخلاقي: الاساس النفسي –الاجتماعي للعنف في ذروة هجمات الحادي عشر من سبتمر ، اعلن الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش (( ينبغي علينا عدم التمييز بين الارهابيين والذين يقدمون الدعم لهم)). ولقد حدد الرئيس الامريكي في خطابه هذا (( بانك اما ان تكون معنا او ضدنا))، ليكون هذا الاعلان مقدمة لاعلان الحرب على العراق ودعم الحرب على الارهاب. ولقد استخدم الرئيس الامريكي منطق الاستبعاد الاخلاقي علناً واستمر يعمل بذلك على المستوى العالمي، ولقد رأينا كيف ان ادارة بوش والاعلام االامريكي بالغ في التطبيل للموضوع ،عملا على تهيئة العالم للقتل والتدمير بلامساومة او رحمة في افغانستان وامكان اخرى في العالم. يسمح مفهوم الاستبعاد الاخلاقي بفهم كل من القبول العقلي والاجتماعي لمثل هذه الافعال من العنف السياسي. الاستبعاد الاخلاقي يوصف ((كعملية يقوم بها الافراد او الجماعات والتي يمكن ادراكها بانها خارج الحدود حيث يتم تعليق القيم الاخلاقية والقوانيين واعتبارات تطبيق العدالة ،بالنسبة Susan opotow الاستبعاد الاخلاقي تبرير اخلاقي وعقلاني لكل من العنف الهيكلي والعنف المباشر ، هذا يعني بان ممارسة العنف ضد الاخرين خارج نطاق العدالة له ما يبرره. تعتبر الحرب الامريكية ضد العراق انموذجاً للكيفية التي تؤسس بها الدولة تبريرها الاخلاقي للقيام بحرب مفتوحة ضد الاخرين بالرغم من التعاطف الدولي ضد هكذا حرب . ومن جهة اخرى فقد أظهرت هجمات الحادي عشر من ايلول اظهرت الكيفية التي وجدت بها المجموعات الارهابية تبريرها الاخلاقي لقتل مئات من المدنيين الابرياء لتحقيق هدفها السياسي. ان كلاً من الجنس، الاثنية، الهوية المدنية، القدرة العقلية، التوجه الجنسي والاندماج السياسي هي بعض المعايير المستخدمة لتعريف الاستبعاد الاخلاقي. وان استبعاد الافارقة الاميركان تاريخاً مدى التاريخ هو خير مثال على ذلك . المعاني الثقافية للعنف : الاخلاقي والمعياري الاستبعاد الاخلاقي والتفكير بـ( علينا- عليهم)، هو مجموعة من العمليات السيكولوجية التي تعقلن العنف في العقل الجمعي- النفسي مع ذلك دائما ما تكون طارئة على الثقافة، فالثقافة يمكن ان تفهم كمعاني مشتركة عامه ، وهي نظرة عالمية تشمل المعتقدات المؤثرة والمعرفية حول الواقع الاجتماعية ، وقد أكد Triandis بان ((الثقافة تفرض مجموعة من العدسات لرؤية العالم))، ان التكوين النفسي والثقافي الديناميكي المتبادل للثقافة والجانب النفسي يعتبر الافتراض الاساسي لاطارعملنا. تدمج الشعوب نماذجها الثقافية ، والمعاني والممارسة مع معالجاتها السيكولوجية. هذه العمليات النفسية بدورها، توثر على احداث تغيير او تحافظ على النظام الثقافي. اخلاقيا: فيما يتعلق بمفهومنا عن الاخلاق ونطاق عدالتنا،فأن جميع النظم الثقافية تدمج معانى ماهو جيد وما هو اخلاقي. ولقد اشار كل من Kitayama And msrku بوجود افكار جوهرية في كل ثقافة وتشمل كل من 1- ماهو الجيد،2- ماهو اخلاقي،3-ما هو ذاتي، من خلال انموذجهم الذي طرحاه ـ هذه الافكار الثقافية الجوهرية ، تجتمع مع العوامل البيئية والاقتصادية والسياسية لتشكل الحقيقة الجمعية.الافكار الثقافية الجوهرية تنعكس في عناصر الثقافة المختلفة :التقاليد، والمعايير، الممارسات والمؤسسات.على سبيل المثال، و نتعلم المعنى المشترك لمجتمعنا حول ماهو الجيد من خلال النظام الدولة و النظام القانوي والنظام التعليمي والممارسات الاجتماعية. في اطار المجتمع يكون السؤال في اي وقت يكون العنف المسموحاً في لطلر معين؟ وماهي اشكال العنف التي تعتبر اجتماعياً جيدة؟ وماهي الحالات المحددة او السياقات التي يكون فيها نوع معين من العنف مقبول اخلاقياً؟ في اطار مفهومنا الاخلاقي الواسع. هل الدول و النظم العابر للقومية ترى العولمة والحرب عادلة؟ وهل نجد انفسنا في وسط ثقافة عنف مهيمنة عالمياً ؟. انظمة العدالة والرعاية الاخلاقية هي نماذج حول كيفية مقدرة مفاهيم الاخلاق الثقافية على دعم العنف الهيكلي او العنف المباشر.تأسس التقليد الثقافي الغربي للعدالة على مفهوم الحرية الذاتية و حقوق الانسان، وافتراض أن المجتمع يخدم الحاجات والرغبات الفردية التي قد تتنافس مع الاخرين حولها. وهكذا يدخل الافراد في عقد اجتماعي يتفقون فيه على الالتزام بمجموعة من المبادى الرمزية للحفاظ على النظام الاجتماعي. في هذا التقليد، السلوك يتحدد فيما اذا كان ينتهك الحقوق الفردية ، وبسبب هذا التركيز الفردي فأن تقديم حقوق الاخرين او مساعدة الاخرين هو ليس مطلوباُ على الصعيد الاخلاقي؟. بالمقارنة تنظر اخلاقية الرعاية الى المجتمع او المجموعة على انها المركز وليس الفرد.الرعاية في هذا المعنى، اصبحت حتمية اخلاقية.
المعيارية وكما طرحنا للنقاش سابقا ، تعتبر مفاهيمنا الذاتية حول ماهية وتنوع اشكال العنف المحددة ومتى اشكال العنف المحددة تكون مبررة اخلاقيا، وحتى تقييم على انها جيده اخلاقياً، و تحددها الثقافة . ونمتلك المزيد من النظريات التي ترى العنف من خلال التفسير الذاتي ، لايصبح فقط اخلاقي ولكن معياري.يصبح العنف في هذه الحالة معياريا. المعايير عبارة عن افكار حول ماهو السلوك الصحيح لاعضاء مجموعة خاصة. المعايير تصف ماهو مقبول، وماهوالاستثناء،والمناسب أن يقوم به الناس. والتي يمكن ان تنعكس في المجموعة الثقافية او تقاليد المجتمع او المؤسسة في قوانين الدولة.تشتق السلطة المعيار الثقافي من قبول اعضاء ثقافة محددة.المعايير منضوية من قبل اعضاء الجماعة بصورة مباشرة او تعزز بالانابة والقوانين حينئذ تتطور الى دعم المعايير الاجتماعية. المعايير يمكن ان تبث عمدا ، من خلال تعليم او توجيه المؤثر، والمظاهرات و الطقوس الاخرى النشطة،او يتم تعلمها من خلال المراقبة او المحاكاة. ادرك علماء سيكولوجية السلام بان المعايير الثقافية توفر خلفية ضرورية لحدوث العنف. ومثال محددعلى ذلك كيف تقوم الامم بالانحراط بنشاط عنفي بشكل كبير ترسل من خلاله رسالة الى شعبها فيما يتعلق بالقيمة الاداتية للعنف على سبيل المثال شرعية الحرب . عندما يصبح العنف اداة مقبول اخلاقيا ومعياريا في في طريقة حياة الناس، يتوقف عن ان يكون مصدر قلق اجتماعي، ثم يتم التسامح مع العنف ، لا بل يصبح حينئذ ليس فقط عنف مسموح وانما يصبح فضيلة اجتماعية . و العنف يمكن ان يكون جزءاً لا من المعايير الاجتماعية لتصف الظروف التي يكون فيها العنف مقبولاً ،بل انه يوصف كسلوك اجتماعي فحسب لا بل يوصف كسلوك اجتماعي مرغوب هكذا نتكلم عن ثقافة عنف رئيسة واخرى فرعيا. هذا لايعني بان الثقافة تعزز العنف او العدوان ولكنها تحدد الظروف التي يعد فيها هذا السلوك مقبولا.عندما يصبح العنف معيار ممارسته تترك بدون اي سؤال . وبذلك ، يدعم القبول الثقافي للعنف عملية العملية النفسية والاجتماعية للاستبعاد الاخلاقي. التدرج الهيكلي وعلاقات القوة: ادامة ثقافات العنف لن تناقش هذه الورقة مسألة العنف السياسي في بعده الهرمي الهيكلي بالنظر الى ان هذا البعد هو المهيمن على الخطاب الموجود حول العنف . مع ذلك نوفر جدال مختصر ونسلط الضوء على التدرج الهيكلي الهرمي للوصول الى فهم شامل لانموذج متعدد الابعاد للاستبعاد الاخلاقي.. تتفاعل كل من كل من الابعاد الاجتماعية- النفسية والثقافية مع الترتيبات الاقتصادية والسياسية لكي تكمل صورتنا عن العنف السياسي. و ناخذ الجوانب السياسية والاقتصادية والثقافية بنفس الاهمية وتتفاعل كل منها مع الاخرى باسلوب ثنائي الاتجاه. يشير البناء الهيكلي الاجتماعي الى نماذج من العلاقات الهرمية الدائمة بين المجموعات في النظام الاجتماعي. لتفحص معاني الهياكل الاجتماعية هو بالنظر الى اختلافات القوة الاجتماعية بين المجموعات حيث المجموعات المؤثرة هي التي تمتلك اكثر ثروة وقوة من الاخرى.0 يعتبر النظام العالمي جزءاً لايتجزء من توازنات القوى التي ولدت عن طريق المجتمعات التي تمتلك اصحاب الثروة الاكبر على حساب قليلي الثروة . وجود ثقافة العنف هذه من خلال الاستبعاد الاخلاقي ، اسهمت في المحافظة على ما يسمى النظام العالمي. نحو اخلاق الاعتراف: مواجهة ثقافات العنف يقيد الاستبعاد الاخلاقي رؤيتنا للعدالة لاختيار ما مسموح لنا من العنف،في اشكاله المباشرة والهيكلية. التحدي هو كيف يمكن ان ندعم الاندماج الاخلاقي او عملية تجاوز ميلنا الطبيعي للتصنيف ، هذا البحث يعتمد على النظرية الاعتراف النقدية في محاولتها اعادة تصوير البديل للنظام العالمي القائم في البحث عن علاج للاستبعاد الاخلاقي ، سوف نتبنى مفهوم Nacy Fraser عن الاعتراف بالاشارة الى صراعات ادراك الاختلافات للحركات الاجتماعية المرتكزة على الهوية على سبيل المثال القومية والعرقية والعرق و النوع و الجنس. المناهج الاخرى مثل اخلاقيات الرعاية والاندماج الاخلاقي يمكن ان ترتبط مع الاعتراف من خلال نفس الروح بالنسبة لجميع المجموعات ، والمجتمعات والافراد. مع ذلك لقد اخترنا التاكيد على نظرية frasr ) ) للادراك كونها تقدم لنا بدائل حقيقية وملموسة. لقد وجدنا في مفهومها للاعتراف اكثر مناسبة في بناء اجندة لنظام اخلاقي جديد.اولاً بسبب صياغة( fraser) التي قد تطورت اصلاً لكبح(الظلم الثقافي ) او( عدم الاعتراف) على سبيل المثال الهيمنة الثقافية، وثانياً بسبب تكاملها في عالم هيكلي اقتصادي –اجتماعي الى عالم الرمز والثقافة. مصطلحات fraser انفة اصطلحت على انها سياسيات اعادة التوزيع والاخيرة على انها سياسات الادراك. مفاهيماً، يشار الى الاعتراف على انه يعتبر علاج للمصادر الظلم المترسخة ثقافياً. تشير الهيمنة الثقافية الى حالة يكون فيها التمثيل والتفسير والاتصال في ثقافة واحدة مفروض على ثقافة اخرى، مثل هذا الفرض يمكن ان يبعد ويزدري ولايحترم بصورة عامة الثقافة الفرعية او الاخرى. الاعتراف هو علاج مهم للتنوع الثقافي. هو يمكن ان يكون ارث للتحول الشامل لانماذج الاجتماعية في التمثيل ، التفسير، والاتصال نحو التحول الشامل واحساس احدهم بالاخر او بنفسه. وبصورة عامة يشير الى خراب الممارسات الهيكلية الثقافية . ,ولم يشفَ المجتمع المعاصر من الازدراء وعدم الادراك. قد ادت هذه الممارسات الثقافية الى اشكال العنف المباشر والهيكلي. ومن المفارقات تبرير هذا العنف في العالم اخلاقيا. اعلان الحرب على سبيل المثال، يمثل الشكل النهائي للهيمنة ، في الغالب هي حزمه من الواجب الاخلاقي والالتزام للبلد او المعتقد. مع ذلك،نحافظ على العلاقة بين الاخلاق والاعتراف هو اكثر صراحه في الضرار المعنوي الناتج عن عدم الاعتراف و او انكار الاعتراف . يبرز هذا الضرر المعنوي في الهجمات الارهابيى او في حرب شاملة ومستمرة ضد الارهاب مثل مثل هذا النظام الاخلاقي يعكس تجاهل تام وعدم احترام الاخر والتضيق الى حد ما من توسع احدى مديات العدالة. اقترح (Fraser )ان نعامل الاعتراف بوصفه حالة اجتماعية اكثر منه هوية اجتماعية. يعتبر عدم الاعتراف اكثر من كونه رفض لهويات المعرفة. اكثر منه الاشارة الى التبعية الاجتماعية التي تمنع المشاركة كاقران او المشاركة الجزئية . وايضا الهدف هو ابدال القيم الثقافية والممارسات التي تعيق التكافؤ في المشاركة مع القيم والممارسات التي تشجع المساواة في الوضع الاجتماعي او المساواة في المشاركة. في السياق الكبر للحرب والعولمة ، التحدي كيف العمل على توسيع نطاق الناس الذين مشمولين في الرعاية والذين سوف نرعاهم.هذا الاطار هو عمليا موجهه باتجاه التحدي الطريق في النظام العالمي الاجتماعي ، حيث الولايات المتحدة الامريكية هي الاعب الاول والذي يمارس ويدعم التسويق اكثر من الرعاية.او ميزة المقارنة اكثر من جزئية المشاركة ومثل توفير تنشئة لثقافة العنف .نحتاج الى الاعتراف بان ازدهر العولمة على الاقصاء ،وعدم المساواة والعنف ، تكون في المستوى الاقتصادي والسياسي والثقافي والسيكولوجي. نقترح توسع نطاق العدالة بداء مع تأسيس الاعتراف الاخلاقي الذي تأسس على الوضع الاجتماعي . اذا الاستبعاد الاخلاقي ام معالجته على مستوى سيكولوجية الفرد ، يكون في جوهر اجندته مسالة اعادة هندسة المشاعر الفردية على الرغم كثرة التعقيد ، مثل عادة هندسة المشاعر يمكنه ايضا ابناء مستوى الحركات الاجتماعية.
#باسم_علي_خريسان_وفاطمة_رضا_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أثناء إحاطة مباشرة.. مسؤولة روسية تتلقى اتصالًا يأمرها بعدم
...
-
الأردن يدعو لتطبيق قرار محكمة الجنايات
-
تحذير من هجمات إسرائيلية مباشرة على العراق
-
بوتين: استخدام العدو لأسلحة بعيدة المدى لا يمكن أن يؤثرعلى م
...
-
موسكو تدعو لإدانة أعمال إجرامية لكييف كاستهداف المنشآت النوو
...
-
بوتين: الولايات المتحدة دمرت نظام الأمن الدولي وتدفع نحو صرا
...
-
شاهد.. لقاء أطول فتاة في العالم بأقصر فتاة في العالم
-
الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ باليستي قرب البحر الميت أ
...
-
بوتين: واشنطن ارتكبت خطأ بتدمير معاهدة الحد من الصواريخ المت
...
-
بوتين: روسيا مستعدة لأي تطورات ودائما سيكون هناك رد
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|