أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - مازن كم الماز - الشتيمة في الثورة السورية














المزيد.....

الشتيمة في الثورة السورية


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 5221 - 2016 / 7 / 12 - 13:43
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


الحقيقة أنه عندما تتاح للمرء الفرصة ليشاهد ما تسمى مرايا ثورية أو بقعة ضوء ثورية أو بعض الشباب الذين يستخدمون اليوتيوب ليقدموا نقدا ما للنظام و الثورة و الواقع السوري , يكتشف المرء بسرعة أن أحد مشاكل الثورة السورية هو في ضعف الخيال عند من يزعمون أنهم صنعوها أو يصنعونها و في ضعف حس الفكاهة عند السوريين عموما .... من الواضح أن أحد أهم الأسلحة التي استخدمها السوريون ضد النظام كانت السخرية و الشتيمة , و بدا الموضوع واعدا مع المحاولات الأولى للقاشوش و الساروت و بعض الإبداعات الأخرى التي لا يمكن أن ننسبها لشخص بعينه , ك"يلعن روحك يا حافظ" , لكن فجأة بدأت الأزمة في إبداع الشتيمة البذيئة و حصل نكوص و تراجع و علقنا عند أشياء كحزب الشيطان و نصر اللات و أحفاد القردة و الخنازير و الأنجاس و إذا تطلب الوضع , شو اسمو إخت أو أم أي حدى ما بيعجبك .. إلى جانب الاستعصاء في الثورة السورية ظهر أيضا استعصاء آخر في تطوير الشتيمة الثورية .. لقد استولت داعش أيضا على مخيلة السوريين بفيديوهاتها الهوليودية , و تجلى ذلك واضحا حتى في الخيال الخاص بالثوار و السوريين عموما , في العجز عن إبداع بذاءات جديدة , و بدرجة تقبلهم للآخر أو حتى لما كانوا يقولونه في السابق .. بعد أن كان الثوار يهددون بشار الأسد و حسن نصر الله علنا بالاغتصاب و يعرضونهم في صور نساء مغريات برأس بشار أو نصر الله أو حتى بشكل مخنثين , انحط خيالهم و توقف عند عملية قطع الرقبة فقط , الممارسة اليومية لداعش و أخواتها , و أصبح الكلام عن المثلية الجنسية صعبا أو محرما , حتى عند شتم النظام أو تهديده , مع أنه ما يزال من السهل جدا على أي "رفيق" أو أخ مؤمن أن يبدأ بأم أو أخت كل من لا يعجبه و أن يتبع ذلك بالتكبير ... الحقيقة أن البذاءة أو الشتيمة و السخرية طالما كانت سلاحا مهما ضد الأنظمة و الطغاة .. اتهم السادات "الحرامية" الذين صنعوا ثورة يناير 77 بأنهم كانوا يتحدثون "ببذاءة" , و قد تحدث عمنا الفاجومي , أحمد فؤاد نجم , بحماسة و إعجاب عن "السفالة" كأرقى مراحل إبداع البذاءة ... تجلت تلك المشكلة أيضا في تفاهة حس النكتة عند الإسلاميين عموما , لا يمكن أبدا مقارنة جو تيوب أو جو شو ببرنامج باسم يوسف , رغم أن السيسي لا يقل كوميدية عن محمد مرسي , من نوع الكوميديا السوداء في الحالتين .. كان يفترض أن يساعد انتشار الحشيش , و هو أحد المنجزات المهمة للثورة السورية , على خلق واقع مختلف جدا , على صعيد تطور الشتيمة الثورية , لقد كنت مستعدا في لحظة ما لاعتبار حسن جزرة هو طليعة الجماهير السورية بالفعل , كانت سوريا الجديدة ستبدو "أجمل" , مختلفة , و في كل الأحوال : كانت ستبدو أكثر سعادة .. لكن عندما تذكرت أن طالبان قد ظهرت في أفغانستان , حيث أجود أنواع الحشيش , الشرعي , تغيرت قناعتي هذه على الفور رغم أن إعجابي بالرجل لم يتغير كثيرا .. لم يتوقف الموضوع فقط على الشتيمة و البذاءة الثورية , لقد فجرت الثورة السورية الليبدو في الجماهير السورية و شاهدنا انتشارا ساخنا للجنس بكل أشكاله و في كل مكان تقريبا , ساعد في ذلك تحطم المجتمعات التقليدية و توفر عدد هائل من الأرامل و المطلقات و من في حكمهن و عدد أقل من الشباب و انعدام أي أمل يتعلق بالغد , المجهول أصلا إن لم يكن الأكثر سوادا من أي ليل عرفناه , طبعا باستثناء تجار الحروب و الدم و بزنس الثورة , و قد حاولت داعش و أخواتها أن تسيطر على هذه الظاهرة أيضا برجم الزانيات و القوادات و القوادين , و بإجراء تعداد سكاني لكل النساء في مناطق سيطرتهم , اللواتي في سن الزواج , بدءا بالتاسعة من العمر , لتزويج مقاتليها و انغماسييها , حفظا لهم من الوقوع في الحرام , رغم أنه قد نقل عن وقوع خلافات بين الإخوة المجاهدين على السبايا , و زعم أن بعضها وصل لحد إطلاق النار بين المجاهدين ... حتى المظهر الخارجي , كان الشعر المرسل و المنكوش و الذقن الطويلة غير المشذبة لشباب الجيش الحر الأوائل , على شاكلة جهيمان العتيبي أو تشي غيفارا , أكثر إبداعا و ثورية و جمالا من منظر المجاهد الداعشي بشاربه الحليق و ذقنه الطويلة المشذبة , التي تشبه جدا منظر شيوخ الفضائيات الممجوج و ثقيل الظل بكلامهم الغليظ و بلاغتهم الغبية ... إن تدمير المخيال الثوري هو الإنجاز الأسوأ لداعش و أخواتها , و إن مشكلة إبداع شتائم ثورية و بذاءة ثورية تناسب الواقع السوري هي مشكلة ملحة جدا , و فقط روح القاشوش و الساروت الأولى يمكنها أن تساعدنا في هذا المجال ..



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتصار الثورة المضادة
- إسلامية إسلامية لا شرقية و لا غربية
- حوار مع مقال أسعد أبو خليل الأخير , عن إسرائيل الأخرى , و ال ...
- تعقيب مهم على تعقيب الرفيق الماركسي يوسف الحبال
- عندما خطب نصر الله
- مواطنون لا أقليات
- عشرة نقاط عن المقاومة ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأورو ...
- الفصام المعاصر للهوية * الإسلامية
- لا دولة ديكتاتورية علمانية أو دينية ! بل مجتمع حر دون دولة ! ...
- الخميني و -أولوية الروح- لمكسيم رودنسون
- الكذب
- تسقط مكونات الشعب السوري , تسقط طوائف الشعب السوري , يسقط ال ...
- أسطورة الفاتح أو المنتصر - ماكسيم رودونسون
- رسالة مفتوحة إلى الرفاق الاشتراكيين الأممين * - 27 سبتمبر 19 ...
- قبر لينين - بوريس غرويس ( 1986 )
- فانيا كابلان , التي حاولت اغتيال لينين
- مرض اليسارية الطفولي للينين ... و الأممية الثالثة , للشيوعي ...
- من تاريخ الشمولية المعاصر : قانون التمكين 1933
- عندما تقودنا الهمجية
- نقد الأرض و السماء بين الرفيق سلامة كيلة و الراحل العفيف الأ ...


المزيد.....




- الشرطة الألمانية تعتقل متظاهرين خلال مسيرة داعمة لغزة ولبنان ...
- مئات المتظاهرين بهولندا يطالبون باعتقال نتنياهو وغالانت
- مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
- الجزء الثاني: « تلفزيون للبيع»
- عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و ...
- في ذكرى تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي: 38 شمعة… تنير در ...
- حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
- تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا ...
- تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال ...
- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - مازن كم الماز - الشتيمة في الثورة السورية