الجمرة الخبيثة عراب موسم الخطوبة بإملشيل

علي أحماد

الحوار المتمدن-العدد: 5221 - 2016 / 7 / 12 - 02:29
المحور: كتابات ساخرة
    

حتى لايبقى إملشيل في مخيال ووجدان كثير من المغاربة والسياح منطقة تعبق بأريج أسطورة إسلي وتسليت وكعاشقين ، فرقت بينهم الأعراف والتقاليد، لينزويا بعيدا ويذرفا دمعا جرى مدرارا وكون البحيرتين ، وسوق/ أيدود الولي الصالح سيدي احماد أو المغني والذي قد يطلب الأهالي ، في عز محنتهم ، بركاته لشفاء قد لا تجلبه علب المضادات الحيوية التي توزعها وزارة الصحة مجانا في حملة دعائية ومغرظة تتبجح الوزارة ، وخلفها الحكومة ، بتكفلها بالمرضى ليؤثث أصحاب الوزرة البيضاء ، في زيارات مناسباتية مكرهين، نشرات الأخبار لا حتواء مرض الجمرة الخبيثة كذبا وزورا حتى لا تحرق تلابيبهم جمرة مسؤولية الإهمال في أداء الواجب. هذه الجمرة التي يمكن مع نفحة أي ريح أن تشعل لهيب ثورة وانتفاضة ضد التهميش والفقر والإهمال....
من حق أهالينا بإملشيل ان يطفح الكيل بهم ، وهم يتحملون مأساة الجمرة الخبيثة كقدر محتوم ، وهم مجبولون على التحمل والإصطبار. لأنهم لن يتحملوا الإحتقار الذي يشعرهم أنهم مواطنون من درجة العبيد..شعورا ب"الدونية" عبروا عنه بلغة قد تفقدها الترجمة والتعريب معاني البلاغة والحكمة. لن يصبروا أن يشيح " المخزن" بوجهه عن صرخاتهم المفجعة لمصابهم وعجزهم عن مواجهة مرض فتاك أقعدهم الفراش . لماذا نطالبهم بأداء واجب المواطنة دون أن نمتعهم بحقوقها ؟ فلهم على الدولة حق التطبيب والتعليم وفك العزلة ، وأكثر من هذا وذاك ، العيش الكريم كآدميين كرمهم الله من فوق سبع سموات واستخلفهم في الأرض ليعمروها لا أن يقتلهم مرض الجمرة الخبيثة..مرض ستقضي عليه العناية والإهتمام اللازمين بصحة المواطن متى توفرت الإرادة الحسنة من أطباء وبيطريين وتظافرت جهود كل المعنيين للقضاء على الأوبئة الفتاكة. خدمة هذا الوطن تقتضي أن نهب جميعا لمساعدة إخواننا في محنتهم كل من موقع مسؤوليته. فالمواطنون كالجسم الواحد إذا اشتكى منه مواطن تداعى له الباقون بالسهر على راحته وصحته ، بعيدا عن تصريحات فلكلورية أمام عدسات كاميرا التلفزيون همها الإقتيات من جثث الفقراء والمقهورين عند الكوارث والأوبئة.
فهل ينتظرسكان إملشيل قناة الجزيرة القطرية لتؤرخ لمأساتهم كما أرخت لموتى الصقيع بجارتهم من حيث الجغرافيا الإثنية والطبيعية لتسارع الدولة لنجدتهم درءا لسوأتها أمام جمعيات المحفل الدولي ؟
متى يصير للمغربي على ربوع هذا الوطن الحبيب قيمة كإنسان وكمواطن يتنفس هواء بلد ضحى من أجل حريته واستقلاله بالغالي والنفيس وحمل السلاح بشجاعة وقوة إيمان ضد المستعمر...فهل هذا جزاؤه ؟
وكل موسم خطوبة وإملشيل بخير..نرجو أن لايكون عراب الزواج هذا العام ضيفا ثقيل الظل ينشر ظلال الحزن وينسينا فرحنا مع العرسان وأهازيج أعالي الجبال...

#علي_أحماد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات