أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عبد الرحيم العطري - في لقاء حميمي مع المبدع المسرحي العراقي جواد الأسدي














المزيد.....

في لقاء حميمي مع المبدع المسرحي العراقي جواد الأسدي


عبد الرحيم العطري

الحوار المتمدن-العدد: 1400 - 2005 / 12 / 15 - 07:29
المحور: مقابلات و حوارات
    


في لقاء حميمي مع المبدع المسرحي العراقي جواد الأسدي
غياب وعي اجتماعي حقيقي بضرورة المسرح في الوطن العربي
احتضن فضاء نادي الأسرة مؤخرا لقاء مفتوحا مع المخرج والمؤلف المسرحي العراقي جواد الأسدي، الذي سيشارك اليوم الخميس في فعاليات مهرجان الرباط بمسرحيته الجديدة "المصطبة".
اللقاء الذي نشطه الأستاذ أحمد جواد انفتح بكل تلقائية وحميمية على تجربة زاخرة بالعطاء الإبداعي، مهووسة بالنضال والشغب المسرحي، وعانق أيضا آراء جريئة في الراهن المسرحي العربي.. وطرق الإشتغال المسرحي القمينة بإنتاج فعل مسرحي طلائعي يخدم قضايا الوطن، ويداوي انكسارات الذات!
هاكم إذن في هذه السطور بعضا من أجواء هذا اللقاء الحميمي!
عبد الرحيم العطري
* العاشوراء الكربلائية!
كيف هاجر المخرج العراقي جواد الأسدي إلى المسرح؟ وأي الطرق أفضت به إلى دنياه الرحبة الملتاثةبحرقة الإبداع وشقاء التفكير؟!
إنه من كربلاء! كربلاء الحسين.. والطقوس العاشورائية ذات الطعم الخاص، التي تتم فيها استعادة بطل متميز شريف، وهو الحسين بشكل يدنو من الميتاميتولوجيا!
فالكرنفال العاشورائي اغترف منه جواد الأسدي الكثير.. الشيء الذي جعل أغلب نتاجاته تتشح بألوان كربلائية، تستعير تدرجاتها وأبعادها من ينبوع عاشوراء، وظلالها الفجائعية.. هذا المشهد البصري الذي يبلغ الذروة أثناء انحراق الخيام لابد وأن يكون وراء هذه الهجرة الخاصة نحو المسرح بالضرورة!
وكانت بداية التألق على خشبات المسارح مع مسرحية "العالم على راحة اليد" وهي عبارة عن قصيدة نثرية لمؤلف روسي.. ليقتحم هذا المبدع عوالم الشغب والنضال المسرحي بعيدا عن السخف والرداءة!! ناحتا بذلك اتجاها أصيلا تنمضع من خلاله طقوس الطفولة، وتندغم فيه هموم الذات المشروخة والوطن الشريد، ومؤكدا "لغربان الثقافة" أن الإبداع الحقيقي يتحقق بالتشظي والاشتباك العنيد مع الواقع ومع الذات!
* النورس الجريح!
ويستطرد قائلا بأن حقائبه دائما محزومة!! تتأهب للسفر المفاجئ, والذي يكون قسريا في مطلق الأحوال!! كنورس جريح يتذوق مرارة الغربة ومتاهات الفقد في ردهات الوطن/الأوطان.
إن الابتعاد عن العراق بالنسبة للمخرج جواد الأسدي شيء خطير يذكره دوما بتاريخنا الجنائزي, ولهذا فهو يقاوم الغربة بالإبداع, لأن المرء بإمكانه أن يحولها إلى معنيين: الأول استهلاكي, والثاني فاعلي قائم على الاشتغال.. وهذا المعنى الأخير هو الذي اجتذبه, وجعله ينشغل بالمسرح, ويخلص له ضدا على الفقد والضياع.. لكن إلى متى؟!
* الممثل أولا...
لقد راكم هذا النورس المنجرح تجربة زاخرة بالإبداعي والجمالي.. فاحت روائحها الزكية في كثير من بلدان الوطن العربي, تجربة رائعة من النضال المسرحي ظلت وفية جدا لشعار غني يتألف من ثلاثية التكيف والاختزال والكثافة!
فجواد الأسدي في أعماله المسرحية يراهن أساسا على الممثل ويؤكد على ضرورة الإبحار معه وتحويله إلى كنز وعمود مركزي في العمل المسرحي, يجب إذن أن يصير الممثل هو الكل/المركز, الذي يطوع جسده ويحرره وينطقه.. بطريقة خلاقة ومبدعة في آن وهذا لا يمكن أن يتحقق ما لم يعتبر الممثل نفسه دائما على طاولة المقصلة!
فالأسدي يعتمد أسلوبا غرائبيا مع "ممثليه" ينبني على كيمياء علائقية تبحث في أسرار تحويل الإنسان إلى حطب يتلظى بنيران مسعورة في فرن أبدي!! وهذا ما حاول أن يجيب عنه في مسرحية "ماندلين" في إطار تجربته مع مسرح أبو ظبي.
* المسرح ضروري أم...!!
وبخصوص الراهن المسرحي العربي, يرى الأسدي بأن الطاغي في المشهد العربي هي المشاريع الفردية, إذ لدينا كثير من الممثلين الذين يشتغلون على مشروعهم المسرحي في غياب نظرة شمولية تستوعب مكونات الواقع وتضاريسه, فالمشروع المسرحي العربي هو مشروع أفراد وليس مؤسسات أو جماعات.
كما لاحظ الأسدي غياب وعي اجتماعي حقيقي بضرورة المسرح.. لأنه مازال قابعا في الهامش في العالم العربي, ولهذا يتساءل – بمكر جميل- ماذا سيقع لو أغلقنا المسارح لمدة سنة مثلا في بلادنا؟ هل سنحتج أم ماذا؟!
وكي لا يندثر المسرح ويموت! يجب على المهمومين به أن يناضلوا من أجله, لتأسيس وعي جذري بفعالية الإبداع المسرحي وفعاليته في النسيج المجتمعي العام!
* المسرح البصري!!
تشكل العاشوراء الكربلائية المعين الخصب الذي يغترف منه جواد الأسدي عندما يهم بتنضيد فرجته المسرحية, وتطعيم جديده الذي يشتغل دوما على الجانب البصري, باعتبار المسرح فنا بصريا بامتياز, فالأسدي يلاحظ انتفاء بينا لهذا العنصر في الأعمال المسرحية العربية, ولهذا لابد من إيلائه أهمية قصوى بحكم دوره الريادي في أحداث "التمسرح" والتواصل بين المبدع والمتلقي.
"المسرح البصري" يعد رهانا إبداعيا وفكريا لجواد الأسدي يحرر بواسطته المسرح من تفاهات "الاستنساخ", ويفتح أمامه فرصا عظيمة لارتياد حيوات أخرى يتحقق فيها الإبداع والجمالية معا.



#عبد_الرحيم_العطري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع القاص المصري محمد عطية محمود
- التلقيح السوسيو سياسي بالمغرب :عقاقير سياسية لتسكين التوتر ا ...
- سؤال الدعارة الرخيصة..تراجيديا الأجساد المتهدلة!
- سكن هامشي أم سكان مهمشون؟
- هل تصير الأسرة بسبب التوقيت المستمرمجرد مؤسسة بيولوجية للإنج ...
- السوسيولوجيا معرفة تعيش حالة الاستثناء
- من يضع الملح فوق جراح البيضاء؟
- صيف حار بالرباط: تعديل حكومي في الأفق .. لا تعديل في الأفق
- ما بعد 16 ماي: الكتابة بالإبر فوق العيون: هل سيتوقف البحث عن ...
- أحداث 16 ماي من زاوية أخرى : حصاد الهشيم أو صناعة الكاميكاز
- الباحث الاجتماعي عبد الرحيم العطري في حديث للأحداث المغربية: ...
- النخبة المثقفة بالمغرب : من سنوات الجمر إلى التدجين و التبخي ...
- حوار مع الوزير المغربي الأسبق في التعليم العالي الدكتور نجيب ...
- حوارمع كاتب الدولة الأسبق في الرعاية الاجتماعية والأسرة والط ...
- سوسيولوجيا الشباب : من الانتفاضة إلى سؤال العلائق
- حوارمع كاتب الدولة الأسبق في التضامن و العمل الإنساني الأستا ...
- العلاقات المغربية الجزائرية : من يجني ثمار تعكير الأجواء ؟
- التعددية السياسية المعطوبة : الانقسام أقصر طريق لتأسيس حزب س ...
- ما معنى أن تكون وزيرا سابقا بالمغرب ؟
- تيبولوجيا المثقف المغربي


المزيد.....




- رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز ...
- أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم ...
- البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح ...
- اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
- وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات - ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال ...
- أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع ...
- شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل ...
- -التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله ...
- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عبد الرحيم العطري - في لقاء حميمي مع المبدع المسرحي العراقي جواد الأسدي