فؤاد علي منصور
الحوار المتمدن-العدد: 1400 - 2005 / 12 / 15 - 04:15
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
أولاً لست هنا لأدافع عن أحد, فجريمة اغتيال الصحفي والنائب اللبناني جبران تويني التي حصلت يوم الاثنين 12/12/2005هي جريمة بشعة وقذرة بكل المقاييس, وسواء اختلفت أم اتفقت مع تويني.. فأنا بدون شك ضد هذا الاغتيال وضد من نفّذه.
ولكن أنا أيضاً ضد من يلقي التهم الجاهزة فوراً وبعيد دقائق من عملية الاغتيال, حتى أنه لم يبق مسؤول لبناني أو غير لبناني.. إلا وقد سارع بهمة عالية ودقة جنائية إلى توجيه تهمة الاغتيال إلى جهة واحدة.. وهي سوريا.
والأمر الغريب الذي تابعته على شاشات الفضائيات كل الفضائيات هو هذا الاتفاق الكبير في توصيف الجريمة, بل الاتفاق المثير حول المطالب المرجوة بعد هذا الاغتيال.. من توسيع لجنة التحقيق الدولية, وطلب الحماية الدولية للبنان, وبتعبير آخر: مزيد من التدخل الدولي (أميركي – فرنسي) في الشؤون الداخلية اللبنانية؟؟
والأمر الأكثر غرابة هو قول أحد النواب اللبنانيين (عاطف مجدلاني) لدى سؤاله من قبل صحفية: أليس لإسرائيل مصلحة في هذا الاغتيال؟؟ فكان جوابه السريع الحازم: عيب.... عيب أن نتهم إسرائيل في كل ما يحصل في منطقتنا....!!!!!!
بالفعل عيب, كيف نتهم إسرائيل؟؟
هل الديمقراطية والحرية التي يطلبها أعضاء (حركة 14 آذار) ديمقراطية وحرية من نوع خاص, أم ماذا يسمى الانفراد بالسلطة والقرار السياسي؟ ولماذا يتجاهلون القوى السياسية الموجودة في الساحة اللبنانية؟
ثم إذا كان اغتيال الحريري قد تمّ في ظل نظام أمني محتل؟؟ فأين هو النظام الأمني للدولة اللبنانية الجديدة؟ أليس غريباً أن تجري كل هذه الاغتيالات من جورج حاوي إلى سمير قصير إلى مي شدياق إلى جبران تويني... في ظل نظامهم الأمني الذي يشرفون عليه؟؟
إن ما يجري في كل المنطقة العربية لا يسر أحداً.
والغريب الغريب هو تحليل الأمور.... فكل من هب ودب يطلق تحليلاته وتصوراته, ويتهم من يشاء ويبرىء من يشاء.... وكأن المنطقة العربية قد انقسم أهلها إلى ثلاثة أقسام..
فثلث: ساسة, وثلث: محللون, وثلث: مطربون.......
#فؤاد_علي_منصور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟