|
الطفولة والصورة وسينما الهواء بالمغرب
عبد السلام انويكًة
باحث
الحوار المتمدن-العدد: 5218 - 2016 / 7 / 9 - 21:04
المحور:
الادب والفن
يسجل كما حال جل المدن المغربية، أن معظم القاعات السينمائية بتازة أغلقت إن لم نقل كلها. كوجهات كانت قبلة لفرجة فنية بقيم حياة وانسانية، قبل عولمة كاسحة وفضائيات. أتت على كل شيء بما في ذلك الانسان نفسه، كقيم وتنشئة وذوق فني. بحيث معظم قاعات السينما التي كانت تنبض بالحياة وتتقاسم المدينة، إما تحولت الى عمارات ومقاهي وقاعات حفلات، أو لدور مهجورة فقدت ملمحها وذاكرتها نهائيا، وافتقدت بسمتها وملصقاتها....وإثارتها وجميع ما كان جاذبا بها، وكأن شيئا لم يكن للأسف الشديد. ورغم تباين وجهات النظر حول أسباب، ما آل اليه حال السينما بتازة والمغرب عموما. يبقى أنه لا يزال هناك حنين متصل وخيط ناعم رابط بين ماض وحاضر، ولا تزال هناك أسئلة تملء بعضا من الاهتمامات هنا وهناك. ولا يزال هناك عشق وعشاق وفعل وفاعل، كذا متلقين وممتعلقين، بكل ما هو قضايا وتقاطعات ذات صلة بفن سابع. ولا يزال هناك رغم كل هذا فعل مدني مواكب ومتتبع، بل ومنفتح على أعمال سينمائية وأنشطة درامية، على قدر هام من القيمة المضافة ومن الخدمة الهادفة لفائدة التنمية. في هذا الاطار ومن أجل اعتبار مستدام للفعل والفرجة السينمائية بتازة، ودعم الفاعلين في هذا المجال من خلال اتاحة فرص عرض وتواصل ولقاء، وتبادل تجارب عمل ورأي ومقترح وانتاج وأحلام...، وتحفيزا وتشجيعا لطاقات محلية واعدة بآفاق واسعة، من التعبير والبذل والعطاء والتفرد. ومن أجل انخراط أوسع وأفيد لهؤلاء، في عمل ثقافي فني سينمائي محلي جهوي ووطني. ولتسويق كفايات وقدرات ومهارات وتميزات هؤلاء السينمائية، والتعريف بهم أكثر. وعيا بما توجد عليه ثقافة مرئيات صورة من أثر و تأثير قوي، في تأثيث وتوجيه الحياة الجديدة. ومن أجل قيم اجتماعية مغربية أصيلة وهوية ، وخطاب وعمل ترفيهي تربوي سينمائي جاد. أكثر انسجاما مع الامكانات المتوفرة، ومع الاسرة والمجتمع والمدرسة والتاريخ والمجال المغربي والذاكرة الجماعية... من أجل كل هذا وذاك ضمن مواعد لقاء قار صيف كل سنة، وفي أفق تفعيل ورش الأندية السينمائية، التي يرجع لتازة فضل عقد وتنظيم أول ملتقى لها بداية تسعينات القرن الماضي. من أجل كل هذه الاحلام السينمائية، وحتى تكون السينما بدور معبر وأثر في التنشئة الاجتماعية، والتوعية والتحسيس خاصة في صفوف الناشئة والشباب. تستضيف تازة وينظم نادي المسرح والسينما بالمدينة، فعاليات مهرجان وطني ثالث لسينما الهواء الطلق، بدعم من وزارة الاتصال، تحت شعار السينما قناة عبور نحو الجهوية المتقدمة، وذلك أيام 17/18/19 يوليوز 2016. وفق برمجة غنية بفقرات فرجة سينمائية، وطروحات فكرية فنية وابداعية ذات صلة، اضافة لعرض أعمال وتجارب ونماذج سينمائية مغربية، أثبتت موقعها واسهامها وتفردها عند المتلقي. وعليه، فالدورة هي برهان قوي وعال وحضور نوعي ووازن، لنقاد ومخرجين وممثلين سينمائيين مغاربة أساسا. وعيا بورش السينما المغربية أولا وأخيرا، وبأهمية اعتبار الرأسمال الوطني الفني في هذا المجال عموما. بما في ذلك أبناء المدينة تازة، الذين هم ببصمة وقيمة مضافة عالية غير خافية في الدراما الهادفة المغربية، ولائحتهم نوعية وواسعة منهم نذكر الفنان نور الين بنكيران ربيع القاطي مجيدة بنكيران محمد بلهيسي.... ومن المتوقع أن تكون الثلاثة أيام من فرجة سينما الهواء الطلق، في نسخة ثالثة بتازة. وفق ترتيب وايقاع تنظيمي كما يلي. حفل افتتاح مساء يوم الأحد 17 يوليوز، بفضاء نادي التعليم الجميل، مع عرض مجموعة أولى للأفلام السينمائية. بليه لقاء مفتوح مع المخرج عز العرب العلوي، صبيحة يوم الثلاثاء 18 يوليوز بقاعة الندوات لنيابة التعليم. هذا مع معرض فوتوغرافي جماعي بالموازاة، عن أجمل ما يحفظه الأرشيف الفني المحلي، وتحفظه ذاكرة تازة والمغرب الثقافية. وما يؤرخ بالصورة لمواعد عدة ومحطات فنية محلية وجهوية ووطنية ودولية، ولأسماء عدة مبدعة أعطت الكثير لحقل الثقافة والابداع والكتابة والتعبير الجمالي...على امتداد عقود من الزمن. معرض سيعمل على تأثيثه كل من لفنان جيلالي كربيش ويوسف توزاني وخالد متوكل. وسيكون الفعل الفكري والنقدي، حاضرا في هذا الموعد الوطني السينمائي. من خلال ندوة تتوزع محاورها على الطفل والصورة. سيؤطرها باحثون متفردون بأعمالهم واسهاماتهم وصدقيتهم، كل من الدكتور جميل حمداوي، والدكتور عبد الطيف محفوظ والدكتور بوشعيب المسعودي، والأستاذ الباحث والناقد المتميز أحمد سيجلماسي. كل هذا مساء الثلاثاء 18 يوليوز بقاعة الندوات بغرفة التجارة والصناعة والخدمات بتازة. ندوة من يتوقع أن تكون بمقاربات علمية جادة وجريئة، وبواقعية وقراءة حقيقية للمشهد السينمائي ببلادنا، ولجملة تجارب واسهامات محلية واعدة. مع الاشارة الى أنه سيتم تقديم عرض بالموازاة، لمجموعة ثانية من الأفلام السينمائية، ومشاهدة فيلم طويل بعنوان "أندرومان"، لمخرجه عز العرب العلوي خلال مساء نقس اليوم، لفائدة عشاق ومتلقي وجمهور تازة السينمائي، بحديقة 20 غشت التي تتوسط المدينة عبر شاشة عرض كبرى. كل هذا قبل حفل اختتام لفعاليات هذه الدورة، من سينما الهواء الطلق بتازة. من خلال سهرة فنية كبرى ببرمجة وفقرات تليق بمقام هذا الموعد الفني السينمائي الوطني، سهرة ستكون وفاء لزمن الأغنية المغربية الجميل، ولزمن أعمال غنائية مغربية شامخة، ولزمن لحن وطرب وصوت وأداء جميل...سهرة لا كباقي السهرات ستكون مناسبة، لتكريم فنانين مغربيين متألقين. كل من المتفردين ربيع القاطي وهو ابن المدينة ثم ياسين أحجام، وذلك مساء الثلاثاء 19 يوليوز بقاعة المسرح البلدي بتازة العليا المدينة العتيقة. وكعادتها دائما بعد نهاية كل دورة من دورات سينما الهواء الطلق بتازة، كقيمة مضافة وعلامة باعثة على الجدية وتطوير العمل والأداء استعدادا لدورات ومواعد قادمة أكثر جودة وفاعلية ووظيفية. كعادتها ستكون اللجنة المنظمة لهذه التظاهرة الفنية الوطنية، على موعد تقييمي وتقويمي لسبل المنجز من الأعمال، من خلال رأي ونقد ومقترح ووجهات نظر وقراءة، عدد من المهتمين والمتتبعين والمثقفين عن الاعلام والابداع والسينما والعمل الجمعوي، كل ذلك من أجل رفع سقف عمل المجتمع المدني، لما يراهن عليه الجميع وما تنص عليه الوثيقة الدستورية للبلاد. وسينما الهواء الطلق في دورتها الثالثة بتازة، التي باتت معادلة أساسية ضمن الأثاث الثقافي بالمدينة. ومن أجل انجاحها وترسيخ موعدها أكثر والاتقاء بمحتوياتها وأحلامها في التنمية المحلية. تم ترتيب كل اجراءات تدبير فقراتها وتنزيلها وفق معايير منصوص عليها، كل من موقعه كلجنة تنظيمية عن نادي المسرح والسينما، اضافة لمحفزين وداعمين لهذا الموعد عن الاعلام محليا، كما النادي التازي للصحافة، وعن العمل الجمعوي كما تنسيقية النسيج الجمعوي التازي، وغيرهما من اطارات فعل مدني محلى داعم، للنماء الثقافي والابداعي بالمدينة، ومنه شأن السينما واهتماماتها ودورها في تسويق التراب والمدينة ضمن جهوية جديدة. وداعم لجميع التجارب الوظيفية البناءة الخدومة للبلاد والعباد، من أجل تعريف أكثر بالمنطقة وبتازة وجوارها وأعاليها، وبمواردها الثقافية والفنية والطبيعية، التي يمكن أن تكون مادة أولية هامة، وقبلة ووعاء لأعمال فنية سينمائية مغربية ودولية. دورة ثالثة لسينما الهواء الطلق بتازة، تنتظر منها ساكنتها أن تكون مفتاحا وأملا وبشرى خير. لإعداد دراما وثائقية يحلم بتحقيقها الجميع بهذه المدينة، تخص علما فنيا مبدعا متفردا، وواحدا مما تبقى من الذاكرة التشكيلية المغربية، ومن رعيل أول يُشهد له أنه عصامي مغربي كوني، في تعبير تشكيلي واقعي بحس لم ولن ير الزمان مثيلا له دون شك. وعليه، وهو في خضم الاعداد لهذه التجربة، من أجل انجاز عمل درامي وثائقي تاريخي، خاص بعلم واسم ومبدع عصامي كوني في مجال التشكيل الواقعي بالمغرب. ويتعلق الأمر بالفنان أحمد اقريفلة، الذي يعرفه العالم بأعماله المتفردة المثيرة، التي عرضت في كبريات القاعات بعواصم العالم وأرشيفه الخاص يشهد على ذلك. وهو يستعد لتحقيق حلم مدينة بكاملها، قبل أن يرحل عنا لا قدر الله هذا العنوان الفني الكوني، لتقدم سنه الذي تجاوز الثمانين وتدهور حالته الصحية خلال السنتين الأخيرتين. حلم يراود نادي المسرح والسينما والمثقفين بالمدينة منذ سنوات، وحلم نفسه يراود الفنان احمد اقريقلة كما يقول قبل أن يغادر الى دار البقاء والأعمار بيد الله. وهو منشغل بهذا الملف الحلم بحثا منه عن الدعم وعن من يلتقط الاشارة من الجهات المعنية. وبعد انتهاءه من كل ما هو نص وسيناريو وكاستينغ، ومن كل ما هو إعداد تقني وانتقائي للأدوار وللأماكن. وهو منشغل بكل هذا وذلك، ارتأى نادي المسرح والسينما بتازة، الا أن يكون في موعده والتزاماته في قلب حدث سينمائي واعد، حدث دورة ثالثة لسينما الهواء الطلق. التي ينتظر منها أن تكون دورة رهان وفرجة وصورة وتنمية محلية وجهوية متقدمة منصفة.
#عبد_السلام_انويكًة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الكهوف والمغارات بين الثقافي والطبيعي والانمائي
-
فاس : الملتقى الجهوي الأول للمؤرخين الشباب المغاربة.
-
تازة: المجتمع المدني المحلي والوطني والدولي يتدارس مسألة -ال
...
-
تازة: عبد الرحمان بنعمرو...في لقاء تواصلي...اليسار لايزال وس
...
-
عندما ينصت الفعل السينمائي للناشئة في عين المكان.
-
في احفاء خاص برائد الشعر الغنائي المغربي...
-
طرب الآلة الأندلسية والمشترك الثقافي بين الحاضرتين فاس وتازة
...
-
تازة :تربية وتكوين التدبير الجيد وهيئة التدريس من أسس التميز
-
الخرجة العيساوية السنوية، تراث ممتد وفرجة صوفية في زمن عولمة
...
-
ملتقى إغزران الثقافي بالمغرب.... الإمكان الترابي والنماء الق
...
-
تجارة العظام البشرية في التاريخ أو قضايا البحث الشائكة.
-
جرسيف: فعاليات المعرض الجهوي للكتاب
-
تازة: لعبة السعادة أوالذكاء الاجتماعي عند فرقة مسرح التأسيس.
-
التأسيس والتربية على الذكاء الاجتماعي مسرحيا.
-
تازة...الشتات المبدع يجتمع قبل مناظرة الشأن الثقافي.
-
التربية على الإبداع في الوسط المدرسي أي وعي/ فعل تشاركي ??
-
تازة في المعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء
-
تكوين..رقميات..وحقوق الإنسان.
-
حديقة معلقة...توقف..هناك تازة.
-
سماع مغربي ... رحلة عناق بين تازة ومسْقط.
المزيد.....
-
الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى
...
-
رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
-
-ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|