أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - صاحب الربيعي - الروح والحب














المزيد.....

الروح والحب


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 1400 - 2005 / 12 / 15 - 11:00
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


الحب والمشاعر والأحاسيس والعشق.....هي من مكونات الروح تستمد نداءاها من السماء لتطال الجسد المكون من منظومتين سماوية وأرضية. إن تحب يعني أن تتلقى منظومة القلب الايعازات عبر الأثير لتشعل الحرائق في مركز العاطفة والإحساس، فتنطلق لتلبي نداء السماء المصادق على عقد الحب!. ولاتخضع نداءات الحب لمرشحات العقل وما يطلقه من تفكير لإصدار الأحكام، أنه نداء وإيعاز سماوي يؤجج منظومة العاطفة في الجسد.
يقول ((الكسندر بروم))"أن شيء ما يدفعني إلى الحب وأنا أعلم جيداً أني أحب، لكني لا أعرف كيف ولماذا؟".
إن تصاب منظومة العاطفة بالجمود يعني هناك خلل ما أصاب الروح أو تلوثت مكوناتها فتسقط مع الأجرام السماوية إلى الأرض لتتحكم بها منظومة العقل. ويبقى الجسد أسير منظومة واحدة تتحكم بأفعاله وسلوكه ويأسره الظلام فتتسلل نوازع الشر، لتحكم سيطرتها على سلوك وممارسات الفرد.
حين تؤجج المشاعر والأحاسيس بفعل نداء الروح، تتدفق كالسيول لتجتاح من أمامها كل الموانع وسدود منظومة العقل وما تحكمه من عادات وتقاليد اجتماعية وقيم دينية ولاتبالي بالحدود الوهمية التي خطها المجتمع على مساحة الحياة لتأسر أحاسيس ومشاعر البشر وتمررها عبر مرشحاتها وتجري منسابة وفقاً لمقاييس محددة لتغزو مساحات الصحراء في الذات!.
وعلى تلك المساحات يبني المجتمع قلاعه ويبني كل إنسان بداخل قلاع أخرى حجارتها من المحرمات وتعلق على جدرانها لائحة بالممنوعات وخارطة ترسم فيها حدود المجتمع، وسيافيه يقفون على الحدود لينالوا من رقاب كل الخارجين على تلك الحدود!.
يعتقد ((واتلي))"أنه لكي تعرف حجم عاصفة المشاعر المتحكمة بك، تفحص قلاعك المشيدة في مهب الريح".
تسعى منظومة العقل في كل محطات العمر لبناء شخصية الفرد وما يرضى عنها المجتمع، وإخفاء ما أمكن من شخصيته الحقيقية التي لايرتضيها المجتمع لينال مكانته ضمن الحدود الاجتماعية وما خطتها المورثات التاريخية من أعراف وقيم.
هذا القسر وما تمارسه منظومة العقل على الفرد تكبت الانفعالات الفطرية السابحة في فضاء الجسد والمكبلة بسلاسل المورثات الاجتماعية التي تنشد العون لتحريرها من الأسر الأبدي....وحالما تنطلق العواطف والمشاعر لتحطم تلك السلاسل تظهر سلوكيات وممارسات الشخصية الفطرية الكامنة لتمارس حريتها في التعبير عما يكمن بداخلها من تعارض مع الشخصية الاجتماعية المؤطرة بحدود المجتمع.
حين تنطلق الشخصية الفطرية لتعبر بحرية عن هواجسها وعفويتها وسلوكها ومشاعرها تعمل على شطب الحدود الاجتماعية لتسبح في فضاء المشاعر والأحاسيس غير المقيدة بسلاسل أو حدود تأسر حركتها وحريتها.
يقول ((توفيق الحكيم))"أن عالم الواقع لايكفي وحده لحياة البشر، أنه أضيق من أن يتسع لحياة إنسانية كاملة".
الحب يخلق عالمه الخاص، ولكل علاقة حب عالم خاص بها لا يشبه غيره أبداً، إنها عوالم روحية جديدة تفرضها تزاوج روحين لتنجب روح جديدة تختار عالمها ونظمها المغايرة للعوالم الأخرى وإلا فإنها تدخل في أسر جديد لعالم له نظمه وقوانينه المؤطرة لحالة الحب.
هناك صراع خفي بين العوالم الخاصة وعالم المجتمع، ويسعى الأخير لأسرها وإخضاعها لمشيئته. وحين تؤسر العوالم الخاصة بمشابك الحياة اليومية لتصبح جزءً منه، يموت الحب وتهلك الروح المكونة له، فتنفصل مكوناتها من جديد إلى روحين يعبث بهما عالم المجتمع.
يقول ((شكسبير))"إذا ضاع هذا الحب يوماً، هلكت روحي وعاد الفراغ والسديم إلى حياتي ثانية".



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثقافة والجسد
- المرأة ومجتمعات العيب
- حقوق المرأة في التشريعات الدولية
- المطالبة بمهر الزواج للرجل أسوة بالمرأة
- حقوق المرأة بين المورث والقيم الاجتماعية
- المرأة والمجتمع المتخلف
- مؤسسة الزواج بين الربح والخسارة
- زير النساء وزيرة الرجال
- المرأة والكيانات الحزبية
- المرأة والجمال
- نصيحة عاشقة
- الحب والخيبة
- ثورة امرأة
- تساؤلات امرأة في الزواج
- آراء نسوية في الرجال
- الإسلام والمرأة المعاصرة
- اعترافات امرأة
- خلافات وأزمات علاقة الحب
- صراع منظومة القلب والعقل
- لغة العقل والعاطفة بين الرجل والمرأة


المزيد.....




- بيان حملة 16 يوم لإنهاء العنف ضد النساء: ثلاثون عامًا على مت ...
- اعتقال دعاء الأسدي…وملاحقة نساء الانتفاضة
- الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال ...
- الاعتداءات الجنسية ضد النساء في العراق تسجل أرقاما مرعبة
- الشباب.. مفتاح مكافحة العنف ضد النساء
- الحياة الواقعية تحت وطأة الصراعات.. المرأة اليمنية في أدب وج ...
- سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024 الجريدة الرسمية بعد أخر ال ...
- المجلس الوطني يدين جرائم الاحتلال ضد المرأة الفلسطينية ويطال ...
- وزارة المالية : تعديل سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024.. تع ...
- المرأة السعودية في سوق العمل.. تطور كبير ولكن


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - صاحب الربيعي - الروح والحب