أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سهيل حداد - اغتيال جبران تويني ... لبنان إلى أين... تدويل أم تحت وصاية















المزيد.....

اغتيال جبران تويني ... لبنان إلى أين... تدويل أم تحت وصاية


سهيل حداد

الحوار المتمدن-العدد: 1400 - 2005 / 12 / 15 - 10:57
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لا يمكن لمن يحمل رأياً وفكراً حراً ومنفتحاً أن يقبل بمثل هذا النوع من الجريمة التي تمتهن التصفية الجسدية مهما كانت المبررات والأسباب لذلك. ولا أعتقد بأنه يوجد سوري واحد لا يستنكر أو يدين مثل هذا النوع من الجرائم التي تستهدف بعض الشخصيات اللبنانية بغض النظر عن المستهدفين ومواقفهم من سورية وشعبها، والتي تحدث في لبنان في ظل ظروف الفوضى السياسية والإعلامية التي يعيشها.
بالرغم من اختلافي الكبير والجذري مع طروحات التويني وآراءه وجريدته النهار البيروتية ومعارضتي لهما سياسياً وفكرياً حول ما يحدث في لبنان والمنطقة. أعتقد أن اغتيال جبران تويني سيكون له تبعات خطيرة على الوضع السياسي والأمني الداخلي في لبنان وربما لا تقل عن تبعات اغتيال الحريري لأن هذا الإعلامي الذي يظهر باستمرار في وسائل الإعلام اللبنانية والعربية كاتباً أو متحدثاً عن سورية ودورها ومواقفها والمقاومة اللبنانية وخاصة حزب الله ومسألة سلاحه وسلاح المخيمات، غالى في عدائه وتطرفه ضدهما منذ زمن بعيد بوجود الجيش السوري في لبنان وبعد خروجه، وهذا معروف للجميع. ولكن أرائه المتطرفة والحادة واندفاعه غير المبرر أحياناً في تمرير القرار 1559 وضعه في دائرة الضوء وتحت رحمة تهديدات مجهولة الهوية بقتله وهنا علينا أن لا ننسى أن أسمه وارد في قائمة الشخصيات اللبنانية المستهدفة من قبل ما يسمى بأنصار حكومة لبنان في المنفى والتي تنشط في إسرائيل!!!. وهذا ما جعل والده متخوفاً عليه، وهنا أقتبس مما كتبه والده قبل يوم من اغتياله في جريدة النهار في مقالة بعنوان" رسالة حول... رفع الحصار عن الحوار! يصور حالة التطرف التي وصل إليها المرحوم جبران تويني في تعاطيه مع الوضع السياسي في لبنان " في عاصمة الديمقراطية الأوروبية، أرى لزاماً عليّ أن أتوجه بهذه الرسالة إلى الأستاذ الرئيس بري، ليس فقط لأنه تجاوز "اللياقات" وهنأني بالوسام الذي نلت، (ولا لأنني والد نائب حالي راشد حرّ بينه وبين رئيس المجلس "حوار" مستمر من نهج خاص أظلّ خائفاً أن ينحرف أحياناً عن الطريق السويّ!)" وهذا يدل على عدم وجود ارتياح لدى الأب على سياسات وممارسات ولده !!!.
فأي استهداف له في ظل هذه الظروف السياسية المشحونة سوف يشير بأصابع الاتهام إلى سورية وتوريطها بهذه الجريمة كما حدث في جرائم الاغتيال والتفجيرات التي تلت عملية اغتيال الحريري. ولكن المنطق والعقل والتحليل السياسي لمثل هذا النوع من الجريمة يقول أن من وراءها وبهذا التوقيت بالذات هدفه توريط سورية وزيادة الضغوط عليها، وتأليب الرأي العام الدولي ضدها وخاصة بأنها تتزامن مع صدور تقرير الجديد لميليس بعد القرار 1636. وهنا يمكن القول أن هذه العملية تمثل حلقة إضافية من مسلسل يستهدف، ليس فقط وحدة واستقرار لبنان، وإنما يستهدف أيضاً وحدة واستقرار سورية، ويشكل محاولة لقطع الطريق أمام الانفراجات الجزئية التي شهدتها العلاقات بين سورية ولبنان، ويضيّق الخناق على دعوات الحوار التي تشهدها الساحة اللبنانية مؤخراً. وهذا ما لا يريده أعداء سورية ولبنان وخاصة الإدارة الأمريكية وحليفتها إسرائيل.
وضمن هذه المعطيات والظروف يتم استبعاد أي تورط سوري بهذه العملية لأن سورية التي تسعى بكل الوسائل أن تقطع الطريق على المخطط الأمريكي الذي يسعى لعزلها ومعاقبتها دولياً هي أول المتضررين من هذه الحادثة والحوادث السابقة التي تشبهها. ولأن سورية تعلم أنه في ظل الهيمنة والتفرد الأمريكي يسعى العالم الغربي وعلى رأسه بلير وشيراك عموماً والإدارة الأمريكية خصوصاً أن تحكموا حلقة الخناق والتضييق حول سورية، لأن تقريري ميليس صادرين لم يأتيا بأي أدلة قوية وقرائن حول تورط سوري في قضية اغتيال الحريري وكل ما أعلنها يدور حول شبهات لدور سوري. فاقتصار الأمر على شبهات يجهض المخطط الأمريكي الذي من أجل تنفيذه تمت التضحية بالحريري، ولا يقود المجتمع الدولي لإدانة سورية ومحاكمتها ومعاقبتها كما تريد الإدارة الأمريكية التي تسعى لإملاء متطلباتها على سورية من موقع قوة وتحت مظلة الشرعية الدولية. وهذا هو الهدف الحقيقي لمسلسل الاغتيالات والانفجارات الذي يبقي لبنان الذي يعتبر من وجهة نظر الإدارة الأمريكية بوابة العبور لسورية في جو الفوضى البناءة التي تنتهجه هذه الإدارة لتمرير مخططاتها ضد سورية. وما عملية اغتيال جبران تويني الذي انتهى دوره واستنفذ إلا حلقة من هذا المسلسل تهدف في هذا التوقيت لاستصدار قرار شديد اللهجة من مجلس الأمن ضد سورية يمهد لعقوبات سياسية واقتصادية وقد تكون عسكرية. وهي ورقة اتهام وضغط جديدة ضد سورية.
يترافق كل ذلك مع دعم لوجيستيكي على الأرض إعلامياً وسياسياً ينفذه بعض الساسة اللبنانيين الذين يسارعون فور وقوع أية حادثة (بالطبع ليست التي تستهدف المقاومة) لاتهام نظام الوصاية الأمني اللبناني السوري وهنا يقصدون رئيس الجمهورية اللبنانية وبعض الأحزاب الوطنية، وسورية والتهجم عليها وعلى رموزها. ولا يطرحون ولو تلميحاً إمكانية وجود طرف أخر يريد ويستفيد مما يحدث في لبنان. والجميع يعلم أن الإسرائيليين هم المستفيدون الأوائل من هذه الاغتيالات هم أعداء سورية أينما كانوا وخاصة إسرائيل، وكأنها في هذه الأيام لم يعد لها وجود على خارطة المنطقة. وهذا ما درج عليه أزلام الحريري وتيار المستقبل، وقادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي وعلى رأسهم وليد جنبلاط ومروان حمادة، ومن يدور في فلكهم من تجار السياسة في لبنان. وهذا لم يعد مستغرباً على أحد في ظل الظروف السائدة في لبنان ولكن من المستغرب أن ما يقوم به هؤلاء الذين يرفعون شعار الاستقلال والسيادة والحرية هو تدويل لبنان ووضعه تحت وصاية فرنسية أمريكية، وتنفيذ المشروع الأمريكي وليس تحت وصاية دولية كما يتصور البعض بهدف إنهاء المقاومة ونزع سلاحها وقطع العلاقة بين سورية وإدخال لبنان في اتفاقيات مشابهة لاتفاق 17 أيار لصالح إسرائيل وهذا ما ذكرته صحفية هآرتس الإسرائيلية على صدر صفحتها الرئيسية هذا اليوم.
والمدهش في الأمر أنه هؤلاء الساسة الذين أفلسوا وانكشفوا أمام الشعب اللبناني يعلمون أن هدوء الوضع في لبنان لا يخدمهم ولا يدركون ما يقومون به ولا يعون معنى كلامهم وتصريحاتهم وتداعياتها السياسية، فجنبلاط يحرض على إسقاط السلطة في سورية ويتماهى في التدخل بالشؤون الداخلية السورية ومحاولة زرع الفتنة الداخلية، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، هم يفضحون أنفسهم وتورطهم صراحة بشكل مباشر أو غير مباشر فيما يحدث في لبنان. فهل يمكن أن نتصور أن تصريحاً لمروان حمادة تعقيباً على جريمة اغتيال التويني ورداً على تساؤل صحفي حول تشكيل محكمة دولية للنظر في قضية اغتيال الحريري ما يحمله في طياته من إشارة صريحة بمعرفتهم المسبقة لتداعيات مثل هذا النوع من الأحداث، فقال بأننا سوف نقر ذلك بمجلس الوزراء اليوم ولم يعد لدى حزب الله وحركة أمل بعد ما حدث أية ورقة ضد ذلك وسننسحب من الوزارة إذا بقيت ممانعة لذلك، هل نفهم من كلامه وهو عراب كل ما يحدث في لبنان من فوضى !!!. وتوتير الأوضاع بين سورية ولبنان كلما لاحت في الأفق بوادر انفراج، أن هذه الجريمة أتت في هذا السياق؟ أي نزع أية ورقة ضد تدويل قضية الحريري. والملفت للنظر هو صدور مثل هذا القرار ولكن تحت تسمية بطابع دولي والأكثر استغراباً في الأمر هو مطالبة الحكومة اللبنانية من توسيع التحقيق لكشف حقيقة من وراء عمليات ومحاولات الاغتيال التي حدثت في لبنان بدءً من محاولة اغتيال مروان حمادة وهنا تحديد وقتي وزمني، وهنا يتحدثون عن فعلة مجهولين وافتراضات وشبهات. في حين أن هذه الحكومة التي تسلمت زمام الأمور في لبنان عد خروج الجيش السوري وأقصت جميع قادة الأجهزة الأمنية السابقين، هي من قامت بإصدار العفو عن سمير جعجع الذي اغتال رشيد كرامي رئيس وزراء لبنان الأسبق. ألا يجعلنا ذلك نتساءل بغض النظر عن حقيقة واحدة لدى الجميع وهي معرفة هذه الأيدي المجرمة التي تعبث في استقرار لبنان وتوريط سورية بأن الهدف من هذه المطالب هو محاولات هذه الجهات اللبنانية تدويل القضية اللبنانية بأي ثمن ووضعها تحت حماية أمنية وليس البحث عن حقيقة من قام بهذه الأعمال. هذا إذا لم تكن تعلم بحقيقتهم ومراميهم، متواطئة أو تتستر عليهم لتمرير المخطط المرسوم ضد سورية. علماً بأن هذه الجهات وبعد خروج الجيش السوري هي التي تهيمن على الوضع الأمني في لبنان ولديها خبرة بكونها من أمراء الحرب اللبنانية بمعرفة الجهات التي يمكن أن تقوم بمثل هذه الأعمال في لبنان من تفجيرات وتفخيخ سيارات واغتيالات. وهنا يبرز تساءل لماذا لم تستدعي هذه الأجهزة الأمنية اللبنانية كل من له علاقة أو يعرف بشؤون المتفجرات في لبنان وهي على معرفة تامة بهم، والتحقيق معهم، أم أن ذلك لا يعنيها، وهذا الأمر لا يمكن القيام به إلا إذا أتت الأوامر من سادة نظام الوصاية الجديد على لبنان.
إن هذا التغابي السياسي لبعض تجار المصالح الشخصية في لبنان، وكل ما يحدث من فوضى واضطراب على الساحة اللبنانية نتيجة لتصريحاتهم وأعمالهم وتحريضهم، ومحاولاتهم المستميتة إبعاد الشبهات عن أية جهات أخرى عدا سورية يجعل من لبنان مسرحاً مفتوحاً لكل المساومات والصفقات السياسية الدولية والإقليمية ومرتعاً لكل أجهزة المخابرات وعملائها وخاصة الموساد الإسرائيلي وعملائه الذين لن يتوانون لحظة واحدة في زيادة توتر الوضع لبناني وزعزعة استقراره. فهل يستوقفون عن حمقهم قبل فوات الأوان؟. نتمنى ذلك قبل أن يفقد لبنان هويته ووحدته واستقراره.
سورية – دمشق، في 13/12/2005.



#سهيل_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجار الله شاهد زور وتضليل.. هل سيورط الكويت معه
- الحوار المتمدن... متنفس للرأي
- سقوط الشهود لا يعني نهاية الضغوط على سورية
- دائماً يستفيق العرب بعد فوات الآوان
- أنا السوري ... كيف أنسى فلسطين والجولان ولبنان .... هل يستطي ...
- يتكلمون باسم الشعب السوري ... من أعطاهم الحق
- القرار 1636 بتجرد
- المرتزقة في الإعلام العربي ودورهم
- الخطاب السياسي اللبناني المعارض والمواطن السوري
- تناقضات وألغاز تقرير ميليس وأهدافها
- إعلان دمشق دعوة للتغيير الوطني أم للاستيلاء على السلطة؟
- أمريكا على حدود سورية .. والشرق الأوسط .. وليس العكس
- عزل سورية سياسة أمريكية خاطئة
- إعلام الفتنة والتحريض والذل، نهج أم عمالة
- ما وراء قتل الرموز الوطنية في لبنان !!
- الحقيقة الواضحة لمن يريد معرفتها
- الدين لله والوطن للجميع
- رسائل الإخوان المسلمين الأخيرة وشعاراتها الخداعة .. مناورة أ ...
- سوق هال الفضائيات العربية، والمزايدات السياسية
- التخوف الأمريكي وأبعاده


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سهيل حداد - اغتيال جبران تويني ... لبنان إلى أين... تدويل أم تحت وصاية