محمد الحنفي
الحوار المتمدن-العدد: 1400 - 2005 / 12 / 15 - 11:01
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
1) و لتخليص الكادحين من انتهازية البورجوازية الصغرى، نجد أنه لابد من ممارسة الصراع ضد تلك الانتهازية المتعددة الأوجه. و ذلك الصراع لابد أن يسير في نفس اتجاه ممارسة الصراع ضد البورجوازية الكبرى، و لا بد أن يعبر نفس المستويات التي يمر منها في الصراع مع البورجوازية الكبرى، مع صيرورة استحضار كون البورجوازية الصغرى، متذبذبة، و متلونة، و توفيقية، و تلفيقية. و يمكن أن تأخذ بأيديولوجية اليمين المتطرف، فتصير مؤدلجة للدين، أو تأخذ بأيديولوجية اليسار المتطرف المتمركس. و هي عادة ما توفق بين مختلف الإيديولوجيات الإقطاعية، و البورجوازية التابعة، و البورجوازية الوطنية، و الغربية، حتى تخلق حولها إجماعا. و حتى يتوهم الجميع بأن البورجوازية الصغرى تناضل من أجل تحقيق مطالب الجميع. و هذا الوهم هو الذي يجعل الأحزاب البورجوازية الصغرى تضم كبار الإقطاعيين، إلى جانب الفلاحين المعدمين، و كبار البورجوازيين، إلى جانب العمال، و العاطلين، بالإضافة إلى الشرائح العريضة للبورجوازية الصغرى.
2) و الصراع ضد البورجوازية الصغرى يتخذ المستويات الإيديولوجية، و السياسية، و التنظيمية.
فالصراع في مستواه الإيديولوجي يقتضي قيام أحزاب الطبقة العاملة، و الأحزاب التقدمية، و الديمقراطية، بإخضاع إيديولوجية البورجوازية الصغرى للتشريح، و من أجل الكشف عن توفيقيتها، و تلفيقيتها. و سعيا إلى فضح و تعرية انتهازيتها المنسجمة مع إيديولوجيتها ذات الامتدادات اليمينية المتطرفة، و اليسارية المتطرفة، و الإقطاعية، و البورجوازية التابعة، و البورجوازية، و العمالية. حتى يتبين للشعب المغربي بأن هذا الخليط من الإيديولوجيات، في إيديولوجية البورجوازية الصغرى، لا يمكن أن يؤدي إلا إلى كون البورجوازية الصغرى، و بقيادة أحزابها، ستكون مستعدة لأن تصير يمينية متطرفة، بقيامها بإنشاء أحزاب مؤدلجة للدين الإسلامي، و اعتبار نفسها تنوب عن الله في الأرض. و من أجل أن تحكم باسمه، سعيا إلى تحقيق تطلعاتها الطبقية، بواسطة الدولة التي تسميها التنظيمات البورجوازية الصغرى المؤدلجة للدين الإسلامي بالدولة الإسلامية. كما أنها ستكون مستعدة للانتماء إلى الأحزاب الإقطاعية، و المساهمة في بناء تنظيمات تلك الأحزاب، إذا كان ذلك يخدم مصلحتها الطبقية، و يساعدها على التموقع إلى جانب الإقطاعيين. و ستكون مستعدة للانتماء إلى أحزاب البورجوازية التابعة، التي تسارع إلى مساعدة من ينتمي إلى أحزابها، من أجل تحقيق تطلعاتها الطبقية، و إلى أحزاب البورجوازية، إذا كانت تقوم بنفس الدور، و إلى أحزاب الطبقة العاملة، من اجل توظيفها في الضغط على الطبقة الحاكمة من اجل الاستجابة إلى اشتراطاتها التي تؤدي إلى تمتعها بالعديد من الامتيازات التي تحقق تطلعاتها الطبقية. و تسارع إلى ممارسة التطرف اليساري، و التقدمية، و الديمقراطية. و من أجل التقرب أكثر من الطبقة الحاكمة بسبب ما تمارسه من تضليل على الجماهير الشعبية الكادحة، و تشويش على التنظيمات المناضلة حتى تحقق تطلعاتها الطبقية، و بالسرعة المطلوبة.
ففضح و تعرية الممارسة الإيديولوجية للبورجوازية الصغرى سيساهم و بشكل كبير في تمهيد الطريق أمام امتلاك الطبقة العاملة، و سائر الكادحين، للوعي الطبقي الحقيقي، الذي يساعدها على استيعاب إيديولوجية الكادحين: الاشتراكية العلمية، التي تعاديها الطبقات المستفيدة من الاستغلال، و في مقدمتها البورجوازية الصغرى.
#محمد_الحنفي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟