أديب كمال الدين
الحوار المتمدن-العدد: 5216 - 2016 / 7 / 7 - 19:28
المحور:
الادب والفن
شعر: أديب كمال الدين
قالَ الليلُ: خذ الناي واعزفْ.
قلتُ له: ماذا أعزف؟
قال: روحك!
*
هذا حلمٌ أو كابوسٌ تكرّرَ لثلاث ليال.
في اليومِ الأوّلِ
قلتُ للّيل: لا أعرفُ أنْ أعزف.
وفي اليومِ الثاني
قلتُ له: لا أعرفُ أنْ أعزفَ أبداً.
وفي اليومِ الثالث
قلتُ له: أغربْ عن وجهي.
فعضّني الليلُ من رقبتي
تماماً كما يفعلُ الذئب
وسَحَلَ جسدي وخيط الدمِ النازف منه
مسافة أوطانٍ من رعبٍ ودخان وشظايا
حتّى ألقاه مسروراً في البحر.
*
حينَ غرقتُ وطافَ جسدي فوقَ البحر،
عجبتُ كيفَ ظهرتْ كلُّ حروفِ الأرض
راقصةً من كلِّ بقعةٍ من جسدي،
نعم، بزغتْ وهي تغنّي أغنيةَ الناي.
*
صرتُ أنتظرُ الليلَ لأعزفَ له
كلّ ليلةٍ كالمجنون
أغنيةَ الناي، أعني أغنيةَ الروح.
وألحّنها بلحنٍ جديد،
دمعيّ أزرق
أو مهووسٍ أحمر
أو لاهٍ أصفر.
وأضيف إليها أزهاراً من أقفالٍ
أو اقفالاً من أزهارٍ.
وحينَ يتأخرُ قليلاً أسألُ الشمس:
أينَ الذئب؟
أعني أينَ الليل؟
ولماذا تأخّرَ عن موعده هذا اليوم؟
********************
www.adeebk.com
#أديب_كمال_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟