أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سلام فواز العبيدي - لوحة بؤس وفي الذاكرة أيام سوداء















المزيد.....

لوحة بؤس وفي الذاكرة أيام سوداء


سلام فواز العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 5216 - 2016 / 7 / 7 - 05:53
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


لوحة بؤس وفي الذاكرة أيام سوداء سلام فواز العبيدي 2016/7/7
في تقصي يتناول ما حصل من أحداث في المناطق بين هيت وحديثة وتحديدا في ناحية البغدادي وجبة وقراها على جانبي نهر الفرات وعلى مدى أكثر من سنتين وبهدف استقاء المعلومات من مصادرها اتيحت فرصة في اللقاء مع عشرات العوائل النازحة من هناك في بغداد واربيل ودهوك حيث نسكن، هناك وجدت القصص المؤلمة ذاتها يرويها الناجون من عصابات داعش بأعجوبة، حيث المآسي، لقد غصت هذه المحافظات بالنازحين حد التخمة، وحين يروون أحوالهم في لجة الأحداث الدموية تطوف الحدقات بالدمع، نعم يتذكرون كيف هددتهم الظروف بالموت في أية لحظة، وأغلب العوائل كانت ولخمسة أيام متتالية تختبئ بين جدران منازلها تحت خطوط النار المتعاقبة بين القوات الأمنية في جانب الشامية وأخرى من الدواعش في قرى الجزيرة لا تكف عن أزيز يثير في العوائل الخوف والتوتر ومحنة الخلاص، وكانت أصعب المواقف عندما تركوا بيوتهم وكل ما يملكون تحت وطأة التهديد والتلويح بالقتل حتى وثائقهم الرسمية أجبروا على تركها وكل شيء سياراتهم، ومواشيهم، وأثاثهم، كان مشهدا يثير في النفس عميق الأسى وموجة الخوف بلغت مداها.
لم تكن وسائل النجاة متاحة سوى اللجوء للهرب بأرواحهم من خطر داهمهم والتهديد بالإبادة الجماعية، هكذا حديث تسمعه من أكبر أفراد العائلة والآخرين يصمتون، اصغاءا وتأييدا، كل عائلة لها قصة وتلتقي كل القصص على خط مشترك وعلى مشارف الهلاك، في تلك الأيام الحالكة بالبؤس والشقاء والمعاناة وتفاقم الأزمات حتى دفعتهم الظروف الى تناول الحشائش وأوراق الأشجار والاستعانة بالأقارب والمعارف مع أن الاوضاع متماثلة في مجال التدهور، لقد ناصبتهم الأمراض عدائها وأشهرت سهامها وشاعت مختلف الأوبئة والحالات الغريبة نتيجة تدني النظافة الشخصية وتردي نوعية التغذية والشحة الحادة في الكمية وحصلت حالات الجرب وانتشار أمراض السكر والضغط وأمراض الكلى هذا الى جانب مئات الحالات من الإسهال والتقيؤ والضعف العام وفقدان التوازن وتعب القوى البدنية، الى جانب التهديد بهجمات عصابات داعش الارهابية وأزيز المدافع تلاحق خطاهم، كانت مأساة ذوي الأمراض المزمنة والاحتياجات الخاصة هي الأكثر اعاقة ومتاعب، تجد الكثير من يحملون الأطفال وذويهم على الظهر وجراح البعض لا تكف عن تبديد سوائلها ودخلت المجاعة ميدان المنازلة مع مئات العوائل الأخرى من البشر والتوسل بأفراد الجيش للحصول على صمونة يابسة وحتى تناول مواد فقدت صلاحيتها للأكل، في هذه الأيام قفزت الأسعار صعودا تمتص بقايا مداخيل خاوية أصلاً واختفت المواد الأساسية من الأسواق حيث بلغ سعر كيس الطحين مليون دينار وغير متوفر، وقنينة الغاز بخمسين الف دينار وعلبة حليب الاطفال فقدت نهائيا وأن وجدت فهي بنوعيات بائسة وبسعر ستون الف دينار، وليس من بين هؤلاء من تمنيه النفس بأكلة لهم شهية أو لفة كباب جاهزة.
اعتمد الأهالي في هذه الظروف على اجهزة الكهرباء في طهي الأكل (الهيتر) ومياه الشرب قلت كمياتها وساءت صلاحيتها للتناول البشري واغلب الرواتب توقفت والتهديدات الأمنية على اشدها والقصف المدفعي لا يستكين يلاحق ضعون العوائل الفارة بطريقة تثير الهول وتستنهض حالات الفزع حد الذعر، من أبشع المشاهد أن يرى المرء بيته الذي بناه بمتاعب جمة أو ورثه من سلفه وممتلكاته الأخرى التي أخذت منهم متاعب السنين وكبلتهم بالديون والأزمات المالية تفخخ وتقصف أمام عينيه من قبل عصابات عفنه وعديمة القيم والأخلاق، إنه الاستفزاز المثير للغضب الداخلي، إنها الأفعال الأكثر دناءة وإجرام، هكذا عبث أكثر ما ترك في نفوس العوائل الالآم والحسرة، أي لحظة مغادرة بيوتهم وهي في قلب اللهيب من عصابات دموية غازية وحقيرة.
اختلط في تلك الأيام الحزن والغضب والتعاضد وجلادة القلب واستلهام الصبر والتشبث بالحياة، يرتبط انسحاب الناس بمشاعر مؤلمة جدا، فهي مغامرات تحفها المخاطر واحتمالات الموت بأية لحظة، نوبات عطش حارقة ووهن جسدي عام وتعب أرهق الأعضاء وخوف يشل الحواس وأنين وويلات النساء وصراخ الأطفال وأعلى درجات الأرهاق وآهات الكبار المرغمين على الحركة خاصة ذوي الأمراض، يصعب وصف تلك المشاهد فهي تقطع أوصال القلب، قصص يشيب لها الرضيع، كل يتكلم عن قصة عاشها وتجرع مرارتها بحثا عن البقاء حيا.
أما عن طرق ووساءل الخلاص فهنا كانت المعضلة الكأداء، بدأت بمحاولات جميعها عصية عن التحقق، مسافات بعيدة وطرق ملغمة بقنابل الموت الرهيب تتطلب المجازفة في اختراق المسافات مخاطرة باختيار قاهر، منهم من لاذ بطريق صحراوي يفضي الى قرية السحل القريبة من قاعدة عين الأسد الجوية ومن هناك الى منطقة النخيب ثم الى محافظة كربلاء بشق الأنفس، وآخرون أختاروا محاولة اقتحام مدينة هيت رغم عثراتها وسيطرات الدواعش فيها لعلهم يطوعوا عنجهية هؤلاء بالموافقة والمرور باتجاه الرمادي وبغداد وبمختلف الاعذار (وجود حالة مرضية تستدعي اجراء عملية في بغداد، أو بهدف متابعة رواتب، وغيرها). وعند اجتياز المدن والقصبات يستوقفهم جسر بزيبز بعراقيل أخرى هذا الجسر الذي يقيم عقدا مع عصابات دنيئة وانتزاع مبالغ تفوق قدرات النازحين وهم في أزمة امتصت ما لديهم من ذخيرة وبالكاد تخلصوا من العذاب والمحنة وأن بقيت لديهم مبالغ زهيدة فهي لتدبير الأيام القادمة. وهناك طريق آخر هو الطيران الذي انتعشت فيه أساليب تجار السوء والابتزاز والتوسل بهذا وذاك كي يحظى بمقعد كسيف في طائرة الحمل مقابل ستمائة دولار تتقاسمها مجموعة من المرتزقة ضعيفي النفوس وعديمي الضمائر، وهناك من حاول الخلاص عن طريق سوريا ومنها الى تركيا وايران وغيرها، وآخرون جازفوا بالعبور الى قرية الكصيريات وانحصروا هناك بظروف امتدت لأكثر من سنة وبحال لا يحسدون عليه حتى تسربوا من هناك ولاذوا بقضاء حديثة والحي السكني في البغدادي ومواقع أخرى.
وفي هذا الاسترسال للأحداث لا يمكن تغطية كل جوانب ما حصل فهي مست مئات الألاف من البشر في كل ليلة ينام الخوف مع هؤلاء وخيال يطاردهم وحتى الأطياف تراهم يهربون في المجهول تلاحقهم عصابات غازية تروم الغدر والتطاول وما أن يستفيقوا ليجدوا جوارحهم محاطة بالجفاف والمرارة، يا لها من أحداث كارثية وجرائم تورطت في حياكتها دول وفئات وأوساط تضمر للعراق الأحقاد والمناكدة للعراقيين وتحلم بأفعال الغطرسة لتكريس الإذلال المعنوي وهتك الاعراض وهدم أسس الحضارة وإذابة فصائل متعايشة تاريخيا بإجراءات الإبادة الشاملة ومحو القيم الأصيلة لتاريخها. العار لمن ساند هؤلاء الأوباش حثالة البشر والخزي لمن وفر لهم حاضنة وأمدهم بمعلومة ووشاية وفرت لهم المزيد من القوة والضربات لشعبنا واقتصاد بلادنا وتشكيلاتنا العسكرية.
وختاما أوصي ابناء شعبنا العراقي بالمزيد من التعاضد وتصعيد الوعي الوطني وتحصين الذات وصولا للنصر والخلاص الأكيد في نهاية المطاف.
من جرائم عصابات داعش:
أ. الشهداء:
(1) عادل احمد صلال. (2) أثير ناصيف تركي. (3) محمد زاحم علي حسين. (4) مهند موعد مجحم. (5) طه حمود ذياب. (6) عمر حامد تركي. (7) معاذ حامد تركي. (8) أياد حماد زيدان. (9) وسيم قتيبة عزيز. (10) خليل غضبان. (11) زيد خليل غضبان. (12) كريم مخلف علي. (13) فراس كريم مطر. (14) ناظم نصيف. (15) فواز ماجد عباد. (16) يونس تركي النمراوي (ابو رامي). (17) ابراهيم حاتم عبدالله. (18) مأمون حميد عبد. (19) محمد حمدي عزيز. (20) عبدالله ياسر مخلف. (21) محمد عكاب عبدالرزاق. (22) وسام فارس عبدالرزاق. (23) وليد زيدان خلف. (24) ليث أياد ندا. (25) ابراهيم رافع خريسان. (26) عطية حمد حوران. (27) عبدالله صباح هاشم. (28) بسام ريكان نايف. (29) ياسر بتال جبير. (30) كاظم جواد عواد. (31) احسان نجم عبدالله. (32) احمد فائق احمد. (33) انس فائق احمد. (34) زياد رشاد عبدالرزاق. (35) ياسر عمار. (36) سعود حرب سعود. (37) اسماعيل حسان عبدالله. (38) ياسين عبدالهادي عمر. (39) عبدالله ماروك مجحم. (40) حسين سعيد زبن. (41) عبدالستار صفوك داود. (42) حسن عبدالستار صفوك. (43) ساهر عايد عباد. (44) الحاج مهيدي صالح. (45) بهيج كرب علي. (46) عزيزة درك قهير. (47) بنت حميد عطاالله. (48) بنت صالح عفيف. (49) مقدم عزيز (بروانة). (50) سراب ثابت نعمان الهيتي. (51) سعدي حروش قليج. (52) خالد وطبان حمد. (53) علي حسين علي. (54) طه تركي محمود. (55) فرحان فليح حسن. (56) عماد خليل محمود. (57) بليغ سعيد عفر. (58) اسيل جمال سعيد. (59) باسم مخلف رشيد. (60) شريف رافع علي. (61) منار خميس عامر. (62) زوجة خلف شكري شارع. وآخرون لم تسعفنا الذاكرة لذكرهم.
ب. أسماء المعدومين:
(1) بشار جابر حمرين. (2) فائز خزيم عبدالمجيد. (3) أثير حمود شدهان. (4) بلال اسماعيل شلال. (5) وسام اسماعيل شلال. (6) يحيى مهنا حاجم.
ج. أسماء المختطفين ولا زال مصيرهم مجهول:
(1) حمد عبود حمد. (2) طه عبد طلك. (3) ارجح حسان رياش. (4) نوري صباح عويد. (5) رائد نافع خريسان. (6) حسن سامي اسماعيل.
د. أسماء المعوقين:
(1) احمد مفلح فرحان. (2) محمد كهلان علي. (3) ضرغام عبدالغفور علي. (4) جميلة درك حمد.
ه. اعتقال نساء: المواطنة لميعة عبدالله زعيتر (أم شاكر)، بتهمة ايصال معلومات للحكومة.




#سلام_فواز_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هكذا يكتب التاريخ المنصف
- تصويب واعتذار


المزيد.....




- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سلام فواز العبيدي - لوحة بؤس وفي الذاكرة أيام سوداء